رأى تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية انهيارًا، بعد الاشتباك بين إيران وإسرائيل، في البنية الأمنية التي تثني الدول عن تطوير أسلحتها النووية والسعي إلى امتلاكها؛ ما يجعل هناك سببًا أكبر للخوف من سعي أوسع نطاقًا لامتلاك القنبلة النووية.
وقالت الصحيفة، إنه ليس واضحًا مدى تدمير البرنامج النووي الإيراني أو تعطله؛ لكن "التدمير الكامل" الذي أعلنه الرئيس دونالد ترامب بعد انضمام الطائرات الحربية الأمريكية إلى حملة إسرائيلية ضد إيران لا يبدو دقيقًا.
وأضافت أن تقريرًا استخباراتيًّا أمريكيًّا أوليًّا قدّر أن الغارات الجوية على ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسة أعاقت برنامج طهران لأشهر، لكنها لم تُلغِه تمامًا.
وهذا الأحد، أفادت تقارير صحفية باعتراض اتصالات بين مسؤولين إيرانيين كبار، بدا أنهم يعتقدون أن الهجمات كانت أقل تدميرًا مما كان يُخشى.
وبحسب الصحيفة، حتى مع صمود وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وإيران، لا يزال الكثير معلقًا؛ إذ تكثر التكهنات بأن إيران قد تنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي، التي وقّعت عليها، بينما لم توقع عليها إسرائيل، الدولة النووية الفعلية.
وفي حين أن انسحاب إيران من معاهدة حظر الانتشار النووي قد يزيد التوترات الجيوسياسية ويمهد الطريق لطهران، إن شاءت، للاندفاع نحو تطوير قنبلة نووية دون إشراف دولي، لم يتمكن المسؤولون الأمريكيون من إثبات ما إذا كان تم إخراج كمية كبيرة من اليورانيوم الإيراني المخصب بنسبة 60%، وهي مادة حيوية لإنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع سلاح، من الخدمة.
ويشير المحللون إلى أن إيران لن تحتاج إلى الكثير للانتقال من نسبة "60% يورانيوم مُخصب" نحو التسلح.
قال جيمس أكتون، المدير المشارك لبرنامج السياسة النووية في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: "يمكن لسلسلة واحدة من 174 جهاز طرد مركزي من طراز "أي آر-6" أن تنتج ما يعادل 90% من اليورانيوم عالي التخصيب لقنبلة نووية من مادة مخصبة بنسبة 60%؛ مصيرها لا يزال غير معروف، في غضون 10-20 يومًا".
وأضاف أكتون: "لا تحتاج إيران إلى إعادة بناء منشآت التخصيب على مستواها السابق للحصول على القنبلة".
وفي السياق ذاته، قال خبير مراقبة الأسلحة جيفري لويس إن "إيران على بُعد بضعة أشهر من امتلاك سلاح نووي منذ عام 2007 تقريبًا؛ ومن الواضح أن ما يُبقيهم على بُعد بضعة أشهر ليس قدرتهم التقنية؛ بل إرادتهم السياسية".
وأضاف لويس: "وأعتقد أن أي خسارة في القدرة التقنية التي تكبَّدها الإيرانيون، تُعوّض عنها زيادة في الإرادة السياسية".
وأردفت الصحيفة، أن الاتفاقيات النووية القائمة بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن أسلحتهما المنشورة من المقرر أن تنتهي العام المقبل.
وبينما توسع الصين مخزونها النووي، وفي حين تنمو ترسانة كوريا الشمالية النووية بشكل مطرد، يبدو أن تأخر جهود الولايات المتحدة في تحديث برنامجها النووي، قد خلقت إعصارًا من التهديدات النووية لواشنطن وحلفائها.
وخلُصت إلى أن حتى حلفاء أمريكا بدؤوا، لمواجهة الشكوك الجديدة، يُعيدون النظر في مزايا تعزيز برامجهم النووية، وإن ظهور المزيد من القوى النووية، بغض النظر عن ما إذا كانت حليفة للولايات المتحدة أم لا، من شأنه أن يفتح صندوق باندورا الذي ناضلت واشنطن لعقود لإبقائه مغلقًا.