كشف مسؤول إيراني رفيع المستوى عن شرط طهران لاستئناف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، في ظل تصاعد التوترات العسكرية في المنطقة.
وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني، مجيد تخت روانجي، استعداد بلاده للعودة إلى طاولة الحوار مع واشنطن، بشرط أن تتخلى الأخيرة عن خيار تنفيذ أيّ ضربات عسكرية جديدة ضد إيران خلال فترة المفاوضات.
وأوضح روانجي، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغت إيران، عبر وسطاء، برغبتها في العودة إلى المفاوضات، لكنها لم توضح موقفها من "المسألة بالغة الأهمية" المتعلقة بإمكانية تنفيذ ضربات جديدة أثناء سير المحادثات.
وأكد تخت روانجي أن طهران تلقّت عبر وسطاء رسالة مفادها أن واشنطن "لا تنوي استهداف المرشد الأعلى بهدف تغيير النظام"، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن إيران لا تسعى للحرب، بل ترغب في الحوار والدبلوماسية، مضيفًا: "يجب أن نكون على أهبة الاستعداد، ويقظين حتى لا نفاجَأ مجددًا".
وشدد روانجي على أن إيران ستواصل تخصيب اليورانيوم لأغراض "سلمية"، رافضًا الاتهامات الغربية بأن بلاده تسعى سرًّا لتصنيع قنبلة نووية.
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني إن بلاده "حُرمت من الوصول إلى المواد النووية الضرورية لبرنامجها البحثي"؛ ما دفعها إلى الاعتماد على قدراتها الذاتية.
وأضاف: "يمكن النقاش حول مستوى التخصيب، ويمكن مناقشة قدرات طهران، لكن القول بعدم السماح بأي تخصيب وفرض معدّل صفر، وإذا لم توافقوا فستُهاجمون – هذا منطق الغاب"، حسب تعبيره.
وبدأت إسرائيل، في الـ13 من يونيو/حزيران، سلسلة ضربات استهدفت مواقع نووية وعسكرية داخل إيران، ترافقت مع اغتيالات طالت قادة وعلماء إيرانيين، مبررةً تحركها باقتراب طهران من إنتاج سلاح نووي.
وردّت إيران بإطلاق صواريخ باتجاه أهداف إسرائيلية، لتستمر المواجهات العسكرية بين الجانبين اثني عشر يومًا، سقطت خلالها قنابل أمريكية على المواقع النووية الثلاثة.
ورغم خطورة هذه الضربات، فلم يتضح حتى الآن مدى تأثيرها الفعلي على البرنامج النووي الإيراني، إذ رفض تخت روانجي تقديم تقييم دقيق لحجم الأضرار.
وكانت المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة تعثرت بعد 6 جولات، وكان من المقرر أن تنعقد الجولة السابعة في العاصمة العُمانية مسقط، غير أن العملية العسكرية الإسرائيلية، التي بدأت فجر يوم الـ13 من يونيو/حزيران، أدت إلى إلغائها.