logo
العالم

خبير أمني: مشاركة أمريكا في الحرب على إيران ما زال "مشكوكا فيها"

خبير أمني: مشاركة أمريكا في الحرب على إيران ما زال "مشكوكا فيها"
قصف إسرائيلي على طهرانالمصدر: أ ف ب
19 يونيو 2025، 12:43 م

يحبس العالم أنفاسه اليوم، بانتظار الهجوم الأمريكي على إيران، بعد نحو أسبوع على المواجهات الإسرائيلية الإيرانية. وتكثر السيناريوهات التي تتحدث عن شكل وخطوات التدخل الأمريكي، والتسلسل الذي قد تسير عليه العمليات ضد إيران.

لكن الخبير الأردني عمر الرداد، خبير قضايا الأمن الاستراتيجي، يقدم قراءة مختلفة للمشهد العسكري والسياسي المحيط بالمواجهات الإسرائيلية الإيرانية.

ويعتقد أن دخول الولايات المتحدة "عسكريا" ضد إيران ما زال مشكوكا فيه، طالما بالإمكان الوصول إلى الهدف النهائي بطريقة أخرى.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

منها تهديد وجود إسرائيل.. 3 أسباب تدفع ترامب للتدخل ضد إيران

 

مسألة خلافية

يقول الخبير عمر الرداد إن مسألة دخول الولايات المتحدة إلى الحرب بصورة مباشرة، لا زالت مسألة خلافية حتى داخل الولايات المتحدة. وهذا الخلاف يعكس الاختلاف بوجهات النظر بين الولايات المتحدة وإسرائيل أيضا، فالولايات المتحدة بقيادة ترامب، ورغم كل هذه الهالة الإعلامية للتهديد والوعيد وربما للتناقضات التي تجري بالخطاب، لا زالت تعتمد استراتيجية فتح الباب مع إيران، والرهان على مفاوضات تصل إلى الهدف المشترك مع إسرائيل، والخاص بإنهاء البرنامج النووي الإيراني اليوم. مشيرا إلى أن مسألة استمرار المفاعلات النووية والتخصيب داخل إيران رغم إصرار القيادة الإيرانية، بات مرفوضا اليوم.

وفقا للخبير الأردني، تضع الولايات المتحدة، فيما يتعلق بمسألة الاستراتيجية، خيارا أمام القيادة الإيرانية على الطاولة، يهدف إلى القضاء على البرنامج النووي الإيراني، عبر تفكيكه على الطريقة الليبية، مع الإبقاء على النظام، ما يعني مغادرة مربع إسقاط النظام وعدم التعاطي معه كما يطالب نتنياهو.

هذا التفكيك للبرنامج النووي، كما يقول الرداد، هو هدف مشترك مع إيران، وإلا لتم قصفه من قبل الولايات المتحدة، خاصة وأن إسرائيل لا تملك لا القاذفات ولا القنابل التي تمكنها من ضربه، من دون القلق حول التأثيرات البيئية وتأثيراته على الأمن، فهذه ليست مسألة كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة، التي ربما تتخذ احتياطات، وهي تعلم بأحجام وأعداد أجهزة الطرد المركزي وحتى كميات اليورانيوم المخصب.

من وجهة نظر الخبير الرداد، "ما زالت الولايات المتحدة تراهن على إمكانية التنازل من قبل إيران، كما أن إيران لا زال لديها قابلية للتفاوض، وربما إذا شعرت أن الخيارات المطروحة أمامها تتراوح بين إسقاط النظام وضرب البرنامج النووي أو تفكيك البرنامج النووي والإبقاء على النظام، فالإدارة الإيرانية براغماتية وستذهب باتجاه الخيار الثاني؛ أي التنازل عن البرنامج النووي لصالح بقاء النظام.

أخبار ذات علاقة

حاملة طائرات أمريكية تعبر مضيق هرمز

"يومان حاسمان".. ترقب إسرائيلي لموقف ترامب بشأن الانضمام للحرب ضد إيران

 

رأس الأخطبوط

بالنسبة لإسرائيل، وفقا لقراءة الرداد، فهناك وجهة نظر مختلفة، تتجاوز مسألة النووي لتذهب باتجاه إسقاط النظام وفق مقاربة أصبحت معروفة في السياسة بنظرية "الأخطبوط ورأس الأخطبوط".

وجهة النظر الإسرائيلية، كما يقول الخبير الأمني، أنه بعد أن تم القضاء على العديد من الأذرع التابعة لإيران، من حزب الله إلى النظام السوري والميليشيات التابعة لإيران في سوريا، إلى إضعاف الميليشيات العراقية -وإن كانت هي الأقوى حتى اللحظة - وإضعاف الحوثي، فإن هذا الإنجاز من وجهة النظر الإسرائيلية، يستدعي الذهاب إلى "رأس الأخطبوط" وهو القيادة الإيرانية لإنهاء هذا المشروع.

ويلفت الرداد في هذا السياق إلى اختلاف الرؤى الاستراتيجية بين إسرائيل والولايات المتحدة. فـ "الولايات المتحدة تريد إيران سلمية بلا برنامج نووي ضمن حسابات خاصة لديها مرتبطة بالتنافس مع الصين وإعادة تشكيل المنطقة، وربما تحويل إيران إلى نظام شريك أو تابع أو حليف لها، لاستخدامه باتجاهات تخدم المصالح الأمريكية ضد الصين وروسيا".

ويقول: "هذا موضوع تساؤل، إلى أي مدى ستقبل به القيادة الإيرانية، وإن كانت المؤشرات أو التقديرات تشير إلى أنها تقبل به. وعلى العكس من ذلك فإن نتنياهو والقيادة الإسرائيلية غير معنية بهذا الجانب وهذا البعد الاستراتيجي لدى الولايات المتحدة، فهي تذهب باتجاه إسقاط النظام، وإثارة الفوضى وتفتيت إيران إلى دويلات؛ لأن ذلك مرتبط بالتكوين التأسيسي لإسرائيل كدولة قومية، لها رؤية تفيد بأن تتحول المنطقة كلها لدويلات قومية، وهذا ما ينسجم مع ما تطرحه مثلا الآن بخصوص سوريا،  عبر مطالباتها بدولة درزية وأخرى كردية وثالثة للسنة ودولة للعلويين بالساحل.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

بعد موافقته على مهاجمة إيران.. ترامب يتراجع ويضع شرطاً لوقف الحرب

 

النظام قبل "النووي"

ويتساءل الخبير والمحلل الأردني عمر الرداد: "إلى أي مدى سيتم الوصول إلى حل؟ ليجيب: أعتقد أن الكرة الآن بالمرمى الإيراني، فكلما استجابت إيران للشروط والمطالب الأمريكية، بصرف النظر عن صيغة إخراجها، إن كان عبر تنازلات، أو استسلام، وبصرف النظر عن هذا القاموس اللغوي، فإيران قادرة أن تبرر ذلك، وإذا ما استجابت أعتقد ستتوقف الحرب".

ويرجح الرداد سيناريو الاستجابة الإيرانية: "أعتقد أنه السيناريو الأقرب إلى الواقع ضمن حسابات البراغماتية الإيرانية، وضمن المفاهيم التي سارت عليها إيران وتسير عليها، وهي المعروفة بمبدأ أو مقاربة حافة الهاوية، بمعنى أن يصل التصعيد بأقصاه إلى أقصى اليمين، ثم في لحظة ينهار كل شيء وتعود عن خطاباتها الثورية وتقدم تنازلا؛ لأن المفاوضات لديها ستذهب باتجاه الحفاظ على النظام، فهو -النظام- أهم من الأذرع وأهم من إيران وأهم من الدولة والشعب"، وفقا للخبير الأمني. 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC