يحظى ممر لوبيتو في أفريقيا بدعم من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، اللذين يعتبرانه وسيلة لمواجهة النفوذ المتزايد للصين في قطاع المعادن الاستراتيجية.
ويهدف هذا المشروع إلى ربط الموارد المعدنية في جمهورية الكونغو الديمقراطية وزامبيا في ميناء لوبيتو في أنغولا، إلا أنه يواجه تحديا كبيرا، لا سيما على الجانب الكونغولي.
ووفقا لتقرير نشرته مجلة "جون أفريك" فقد أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن قرض بقيمة 553 مليون دولار لتسريع تطوير الممر.
وجاء هذا الإعلان خلال قمة في أنغولا حيث يمثل هذا التمويل جزءاً من مبادرة عالمية تزيد قيمتها عن 6 مليارات دولار، حيث تعد الولايات المتحدة أحد المساهمين الرئيسين.
وأكد بايدن أن المشروع لا يهدف فقط إلى تنشيط الاقتصاديات المحلية، ولكن أيضًا إلى تمكين كل دولة من الاستفادة من مواردها الطبيعية، لا سيما النحاس والكوبالت، الضروريان للتحول الطاقي العالمي.
وذكرت المجلة أن ممر لوبيتو من خلال هذا المشروع يجب أن يكون الطريق الأقصر لنقل المعادن الاستراتيجية من جنوب شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى الساحل الأطلسي، إلا أن المشروع يواجه عقبات كبيرة.
وبيّنت أن خط السكك الحديدية، الذي تم تجديده جزئيًا، في حالة سيئة على القسم الكونغولي الممتد 427 كم، مما يبطئ التقدم.
وفيما أحرزت أنغولا تقدماً كبيراً في تحسين البنية التحتية في الجزء الخاص بها، وفي القسم الكونغولي لم تبدأ الأعمال الكبيرة الخاصة بهذا المشروع بعد، بسبب مشاكل مالية ولوجستية.
وأشار التقرير إلى أن كلا من أنغولا وزامبيا قطعتا خطوات كبيرة، حيث تم التوصل إلى اتفاقات بشأن امتيازات خدمات السكك الحديدية وإجراء دراسات الجدوى لأعمال البناء المستقبلية.
ولفت إلى أنه في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث تم اعتماد مشروع قانون ممر لوبيتو في سبتمبر/ أيلول 2024، ما زالت التحديات متعددة.
بدوره، أشار ماك مايانغا، مدير العمليات في الشركة الوطنية للسكك الحديدية في الكونغو (SNCC)، إلى أن نقص التمويل والاستراتيجيات اللوجستية البطيئة يشكل عائقًا كبيرًا أمام تنفيذ المشروع.
من جانبها، تعتبر الولايات المتحدة ممر لوبيتو رافعة استراتيجية في مواجهة الصين، التي تهيمن بالفعل على قطاع المعادن في أفريقيا.
ويعدّ المشروع أيضًا أمرًا بالغ الأهمية للدول المشاركة، وخاصة جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي ترى في هذه البنية التحتية فرصة لتطوير مواردها المعدنية الهائلة.
واعتبر الرئيس الكونغولي، فيليكس تشيسيكيدي، المشروع محركا للنمو الاقتصادي، مع إمكانية خلق آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة وتعزيز التجارة بين الدول الأفريقية.
على الرغم من هذه العقبات، فإن ممر لوبيتو يحظى بتأييد متزايد من قبل الشركات التعدينية، ولا سيما من قبل الشركات العاملة في مناجم النحاس في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وأفادت شركة "إيفانهوي ماينز"، التي تدير منجم كاماوا-كاكولا للنحاس، بأن استخدام هذا الممر سيساعدها في تقليص تكاليف النقل بنسبة تتراوح بين 15 و20%.
وبالرغم من ذلك لا تزال العديد من الشركات تفضل النقل البري في الوقت الحالي بسبب التأخيرات في تنفيذ المشروع.
وأكد التقرير أنه بينما يأمل المسؤولون في جمهورية الكونغو الديمقراطية أن يسهم ممر لوبيتو في تغيير مشهد النقل اللوجستي في المنطقة، لا يمكن تجاهل المشاريع البديلة التي قد تؤثر على الأولويات الوطنية.
وأشارت "جون أفريك" إلى أن من أبرز هذه المشاريع ميناء بانا في غرب البلاد، الذي قد يكون بديلاً استراتيجيًا لممر لوبيتو.
بدورهم، يعتقد العديد من الخبراء أن هذا الميناء قد يحقق فوائد أكبر بالنسبة للكونغو، لا سيما أنه يربط مختلف مناطق البلاد من الجنوب الشرقي إلى الغرب.
ويبقى مستقبل ممر لوبيتو غامضًامع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض والتغيرات السياسية المختلفة في الولايات المتحدة، لا سيما وأن ترامب في ولايته الثانية أبدى قلة اهتمام بالقارة الأفريقية، مما يثير تساؤلات حول موقف إدارته القادمة تجاه هذا المشروع الاستراتيجي، بحسب التقرير.
وخلص إلى القول إن "ممر لوبيتو يظل مشروعًا واعدًا يحمل إمكانيات كبيرة، لكنه يواجه تحديات معقدة تتطلب التعاون الوثيق بين الدول المعنية والمستثمرين الدوليين لضمان نجاحه المستقبلي".
