تثير الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الصيني وانغ يي، إلى 4 دول أفريقية هي تشاد والكونغو الديمقراطية ونيجيريا وناميبيا، تساؤلات، عما وراءها وما إذا كانت بكين تطمح لملء الفراغ الذي يتركه الانسحاب الفرنسي من القارة السمراء.
وبعد لقاءات مكثفة في الدول الأفريقية المذكورة، قال وانغ يي من العاصمة النيجيرية، أبوجا، إن: "الصين تدعم نيجيريا في سعيها لتوحيد دول المنطقة، وخلق التآزر من خلال المصالحة وتعزيز الأمن من خلال التعاون لتحقيق السلام والاستقرار الإقليميين".
وتعد الصين أول شريك تجاري لأفريقيا بمبادلات ثنائية تجاوزت في النصف الأول من العام الماضي، 167.8 مليار دولار أمريكي، بحسب ما كشفت عنه وسائل إعلام صينية، في وقت سابق.
وتأتي جولة قائد الدبلوماسية الصينية، في وقت تسحب فيه فرنسا قواتها من تشاد وتستعد لانسحاب مماثل من السنغال؛ ما يثير تساؤلات عن دلالات توقيت هذه الزيارات.
وعلق المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، محمد أوال، على هذه الزيارة بالقول إن: "الصين تسعى إلى كسب مواقع نفوذ جديدة بشكل يزيد من الاستفادة الاقتصادية لها، حيث من المتوقع أن يتم ضخ استثمارات جديدة بشكل يتناسب مع وعود الرئيس الصيني التي أطلقها في القمة الصينية – الأفريقية التي عقدت قبل أشهر، حيث وعد بضخ نحو 51 مليار دولار أمريكي".
وأضاف أوال، لـ "إرم نيوز" أن: "الصين تسعى إلى استغلال الفراغ الفرنسي رغم أنها تدرك أنها ستواجه منافسة شرسة من دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وأيضاً تركيا التي تقدم دعماً عسكريا ستجني ثماره معادن وغيرها من الثروات".
وذهب إلى أنه: "في المقابل، ففي اعتقادي بإمكان الدول الأفريقية استغلال هذا التهافت من خلال جذب استثمارات هائلة وبشروطها، حيث إن الخطاب السيادي السائد خاصة في دول غرب أفريقيا يجعل أي دولة تستعد للاستثمار في المنطقة تحترم الشروط التي تضعها دولها".
ويأتي هذا التطور في وقت ذكرت فيه صحيفة "لوموند" مؤخرًا، أن الصين تسعى إلى استغلال التوغل الروسي في الساحل الأفريقي من أجل القيام باستثمارات هناك.
وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، محمد تورشين، إن: "الصين بالفعل لها نفوذ متصاعد في أفريقيا، إذ تضخ في أنغولا وزامبيا وموزمبيق، مروراً بإثيوبيا وكينيا وهي الآن تولي اهتماما بدول غرب أفريقيا مثل تشاد والسنغال".
وشدد تورشين في حديث لـ "إرم نيوز" على أن: "الصين تهتم بأفريقيا بالنظر إلى محاولتها استغلال موارد نفيسة هي محط تنافس دولي أصلاً، على غرار الذهب واليورانيوم وموارد أخرى يتم استغلالها في صناعة السيارات الكهربائية وغيرها".
وأكد أن: "الصين سيتم الترحيب بها على الأرجح في الدول التي غادرتها أو تغادرها فرنسا، وهي دول يحكمها العسكر مثل مالي والنيجر وتشاد".