logo
العالم

بعد 100 يوم عاصفة.. ماذا حقق ترامب من وعوده الكبرى؟

بعد 100 يوم عاصفة.. ماذا حقق ترامب من وعوده الكبرى؟
الرئيس الأمريكي دونالد ترامبالمصدر: AFP
26 أبريل 2025، 1:28 م

أطلق الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وعودًا عديدة خلال حملته الانتخابية للعودة إلى البيت الأبيض، رسمت ملامح سياسته وتطلعاته الاقتصادية لأربع سنوات يجمع المراقبون على أنها ستكون متوترة وشديدة التقلب.

توعّد ترامب خلال حملته بفرض رسوم جمركية، خصوصًا على أوروبا والصين وكندا، وإعلاء شعار "أمريكا أولًا"، في مقابل تصريحات ذات طابع "توسعي" مثل ضم كندا، والسيطرة على غرينلاند واستعادة قناة بنما.

فيما كان أشهر وعد هو إنهاء الحروب، خصوصًا في أوكرانيا وغزة، وهو ما لم يحدث حتى الآن، بل إن آخر التقارير الصحفية أفادت بـ "إحباط" ترامب من تعقيدات الصراع بين موسكو وكييف. 

أخبار ذات علاقة

منشأة تخصيب اليورانيوم الإيرانية في نطنز

الجولة الثالثة بدأت.. هل يقمع تقدم مفاوضات النووي "شهية" ترامب للحرب؟

 

إيران والنووي

كانت التصريحات المتوترة بين إيران وترامب سائدة قبل عودته إلى البيت الأبيض في ولايته الثانية، ومتأثرة بالتصعيد الكبير بينهما خلال الولاية الأولى، بدءًا من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي العام 2018، وفرضها عقوبات اقتصادية شديدة سميت بـ"الضغوط القصوى"، وانتهاء باغتيال القيادي الإيراني قاسم سليماني.

وبينما اتهم ترامب طهران بالوقوف وراء حادثة لإطلاق النار عليه في تجمّع انتخابي، تعهّد بإعادة فرض سياسة "الضغوط القصوى" في ولايته الثانية، وصرّح مرارًا بأن على إيران توقيع اتفاق نووي جديد يحدّ بشكل كبير من قدراتها النووي، أو ستواجه عواقب اقتصادية وعسكرية غير مسبوقة.

واستجابت إيران بالدخول إلى مفاوضات غير مباشرة مع إدارة ترامب، التي أعادت ترديد وعودها بـ "العواقب الأخرى" في حال الفشل في التوصل إلى اتفاق بالشروط الأمريكية.

 

إنهاء الحروب

من أبرز الوعود الانتخابية التي أطلقها ترامب، كانت إنهاء الحروب، إذ تعهد بوقف الحرب في أوكرانيا خلال 24 ساعة من عودته إلى البيت الأبيض، لكن لم يزد ما توصلّت إليه إدارته عن اتفاق جزئي لوقف إطلاق النار، ولا يزال الحديث عن وقف إطلاق كامل معقدًا وغير مؤكد.

بل إن آخر التقارير الصحفية تفيد أن الرئيس الأمريكي، "محبط"؛  لأن جهوده للتوسط في اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا فشلت حتى الآن، مخبرًا أحد مستشاريه بشكل خاص أن التوسط في الاتفاق كان أكثر صعوبة مما كان يتوقع.

كما كان ترامب وعد بوقف الحرب في غزة، وفتح أبواب الجحيم على حماس إن لم تفرج عن كل الرهائن الإسرائيليين، فضلًا عن طرح تصور "ريفييرا غزة" وإفراغ القطاع من سكانه.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

ترامب يغلق المكتب المُكلّف بالدبلوماسية المناخية

لكن مرور أكثر من ثلاثة أشهر على ولايته، لم يتحقق سوى وقف قصير لإطلاق النار خرقته إسرائيل، وتبادل لجزء من الأسرى من الجانبين، فيما بقي 51 من الرهائن الإسرائيليين لدى حماس، وقوبلت فكرة "ريفييرا" برفض فلسطيني وعربي ودولي واسع، ولم تنته الحرب بالطبع.

الرسوم الجمركية

في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، تعهد ترامب بفرض رسوم جمركية لا تقل عن 10% على جميع الواردات، و60% على جميع السلع الصينية، و25% على السلع المكسيكية والكندية، و10% على الواردات الصينية في أول يوم له في منصبه.

وبالفعل أعلن ترامب في 2 أبريل/ نيسان الحالي فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على جميع السلع المستوردة، مع فرض معدلات أعلى على حوالي 60 دولة.

لكن هذا الإعلان أدى إلى أسبوع من الفوضى، حيث استجاب الاقتصاد العالمي وتدهورت أسواق الأسهم؛ ما أثار قلق المستهلكين وأصحاب الأعمال والاقتصاديين.

وعزز البيت الأبيض استراتيجيته حتى 9 أبريل، عندما تراجع ترامب في مواجهة مخاوف الجمهوريين وتعثر سوق السندات،  بعد وقت قصير من دخول الرسوم الجمركية حيز التنفيذ، معلنًا تعليقها 90 يومًا.

لكن الرئيس الأمريكي أصرّ على إكمال المعركة التجارية مع الصين والاتحاد الأوروبي وكندا.

الصين.. والجنون

في واحد من أكثر تصريحاته غرابة، قال ترامب أثناء حملته الانتخاية إنه إذا عاد إلى البيت الأبيض، فإن الصين لن تجرؤ على استفزازه؛ لأن الرئيس شي جين بينغ يعرف أنه "مجنون".

وتوعّد بكين بفرض ضرائب على وارداتها بنسبة 15% أو 200 %. وقال إن "أعداء أمريكا لن يتصرفوا ضد المصالح الأمريكية في ظل رئاسة ترامب الجديدة؛ لأنهم سيخشون رد فعل قوي، وحتى غير متوقع".

وعندما أعلن ترامب فرض رسوم جمركية بعد عودته، على معظم دول العالم، خص الصين بالنسبة الأكبر 34%، واستثناها من التعليق المؤقت 90 يومًا، بل رفع الرسوم إلى 104% ثم إلى 145%، لكنّ بكين أيضًا لم تخش المواجهة التجارية مع ترامب، وردّت بتعريفات انتقامية بلغت 105%.

أخبار ذات علاقة

صورة مركبة لترامب مع العلم الصيني

ترامب يضع شرطا لإلغاء الرسوم الجمركية المفروضة على الصين

 
أوروبا.. الاقتصاد والأمن

كانت عودة ترامب إلى البيت الأبيض كابوس أوروبا، بالنظر إلى التصريحات القوية التي كانت تصدر خلال حملته الانتخابية، والتي انتقد فيها اعتماد أمن القارة على أمريكا، وتوعّد بأن إدارته لن تقوم بالدفاع عن حلف الناتو إن لم تقم الدول الأوروبية بدفع التزاماتها كاملة وزيادة الإنفاق الدفاعي الأوروبي.

كما لوح بفرض رسوم جمركية على الواردات الأوروبية، وأثار قلق القارة بتصريحاته "المتقرّبة" من روسيا والرئيس فلاديمير بوتين، مقابل مواقف وتصريحات حادة ضد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي.

وبعد عودته إلى البيت الأبيض، نفذ وعده بفرض الرسوم على الواردات الأوروبية 25%، وإن أبدى مرونة بالتوصل إلى اتفاق تجاري قبل انتهاء فترة تعليق بعض الرسوم الجمركية التي تستمر 90 يومًا.

ومع مرور 100 يوم، زادت التوترات بين "الحلفاء"، في العديد من القضايا الأمنية والسياسية، رغم عدم اتخاذ ترامب أي إجراءات جديدة، إلا أن التوجه الأوروبي بات واضحًا نحو الاعتماد على الذات، واستعادة زخم التصنيع العسكري، وهو ما جسّده تصريح رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: "لقد أثبتنا أن أوروبا قادرة على الإمساك بمصيرها متى كانت موحدة".

السياسة الانعزالية

تبنّى ترامب خلال حملته ما أسماه نهج "أمريكا أولًا" في السياسة الخارجية والتجارية، والذي يشمل منع الواردات، وبناء نظام دفاع جوي "قبة حديدية" فوق الولايات المتحدة، وضمان عدم تورّط الجيش الأمريكي في حروب خارجية.

وكلها يمكن القول بأنه قد شرع في تنفيذها، عبر العديد من القرارات الاقتصادية التي أقرّتها إدارة ترامب الثانية، كما بدأ بالفعل الشروع في بناء منظومة "القبة الذهبية" بتكلفة قد تصل إلى 27 مليار دولار.

لكن بقيت الوعود "التوسعية" في نطاق التصريحات التي يطلقها ترامب باستمرار، مثل الاستحواذ على كندا وجعلها الولاية 51، والسيطرة على جزيرة غرينلاند وضم قناة بنما، وتسمية خليج المكسيك بخليج أمريكا.

جدار المكسيك

تعهّد ترامب ببناء الجدار، ولم يُكمله خلال ولايته الأولى، لكن حملته الانتخابية أكدت إمكانية إنجاز ما تبقى من أعمال البناء بسرعة وبتكلفة منخفضة.

أخبار ذات علاقة

رئيس البنك الدولي أجاي بانجا

"سريعا".. رئيس البنك الدولي ينصح الدول النامية بإبرام اتفاق مع ترامب

وفي يومه الأول من الولاية الثانية، أعلن ترامب حالة طوارئ وطنية على الحدود الجنوبية، ووجّه وزارتي الأمن الداخلي والدفاع لإكمال بناء الجدار الحدودي، وقد بدأ البناء بالفعل، وفقًا لوزارة الأمن الداخلي.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC