يثير تولي الجيش في مدغشقر السلطة بعد عزل الرئيس، أندري راجولينا، علامات استفهام حول السيناريوهات المحتملة في الجزيرة المضطربة أصلاً منذ أسابيع بسبب الاحتجاجات التي تنظمها حركة "جيل زد".
وكانت وحدة النخبة في الجيش الملغاشي قد أعلنت استيلاءها على السلطة مباشرةً بعد تصويت من الجمعية العامة (البرلمان) على عزل راجولينا، فيما قال الحاكم العسكري الجديد الكولونيل مايكل راندريانيرينا عن فترة انتقالية تدوم عامين وسيتم بعدها تنظيم انتخابات عامة في البلاد.
أزمة قد تطول
وسارع بعض العسكريين الذين استولوا على السلطة في مدغشقر إلى إعلان تعليق عمل المحكمة الدستورية العليا والهيئة الانتخابية ومؤسسات حكومية أخرى، غير أن المحكمة الدستورية العليا طالبت بإجراء انتخابات عامة في غضون ستين يوماً ما يثير تساؤلات جدية بشأن مآلات الوضع الراهن في الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي.
وقالت المحللة السياسية المتخصصة في الشؤون الإفريقية، ميساء نواف عبد الخالق، إن "الأزمة في مدغشقر قد تطول ربما لأشهر أو حتى أكثر خاصة مع تعليق عمل المحكمة الدستورية العليا والبرلمان".
وأضافت عبد الخالق: "هناك معطيات أيضاً لا يمكن تجاهلها على غرار فرار الرئيس راجولينا في خطوة تثير تساؤلات حول ما إذا كان ذلك بسبب قضايا فساد أم ماذا، وبناء على ذلك يجب على السلطات القضائية فتح تحقيق في الأمر".
وتابعت لـ "إرم نيوز" أن "ما يحدث في مدغشقر معقد للغاية وسنرى ما إذا كانت الإصلاحات التي ستتخذها السلطات الانتقالية في البلاد قد تقود إلى تخفيف وطأة الأزمة خاصة مع استمرار احتجاجات حركة جيل زد والتي تطالب بإصلاحات عميقة".
وختمت المتحدثة ذاتها بالقول: "لا يمكن التنبؤ بما سيحدث في المرحلة القادمة لكن مدغشقر تحتاج إلى الكثير من الإصلاحات التي ستشمل البنى المؤسساتية وتأمين الخدمات".
التوتر لن يتوقف
ولم يعلق بعد نشطاء حركة "جيل زد" على التطورات المتسارعة التي تشهدها مدغشقر وهو ما يضع البلاد أمام سيناريوهات عدة بحسب مراقبين خاصة في ظل عدم توقف التظاهرات المطالبة بالإصلاح.
وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، محمد الحاج عثمان: "بحسب المؤشرات الأولية لن يتوقف التوتر في مدغشقر لاسيما في ظل عدم إعلان الجيش عن تواصل مع حركة جيل زد أو المعارضة السياسية واكتفائه بإعلان تولي الكولونيل مايكل راندريانيرينا السلطة وهو ما يبقي على الغموض في البلاد".
وأضاف الحاج عثمان في تصريح خاص لـ "إرم نيوز": "كذلك حديث العسكريين عن إمكانية تمديد الفترة الانتقالية يفتح الباب أمام معارضة واسعة لهم لكن من غير الواضح ما إذا ستستمر الاحتجاجات؛ لذلك في اعتقادي علينا انتظار موقف حركة جيل زد".
