يتواصل فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية في هندوراس وسط تقارب شديد في النتائج الأولية بين نصري عصفورة، المرشّح المدعوم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومنافسه سلفادور نصر الله، بعد فرز أكثر من نصف الأصوات، بحسب "فرانس 24".
من جهتها تبدو المحامية ريكسي مونكادا مرشحة اليسار الحاكم، متأخرة بفارق كبير. وإذا ثبت هذا الاتجاه في النتائج النهائية، ستصبح هندوراس الدولة التالية في أمريكا اللاتينية، بعد الأرجنتين وبوليفيا، التي تميل نحو اليمين بعد سنوات من الحكم اليساري.
وبحسب اللجنة الوطنية للانتخابات، يتقدم رجل الأعمال اليميني ورئيس بلدية تيغوسيغالبا السابق البالغ 67 عاما نصري عصفورة الذي حظي بدعم ترامب في تدخّل مباشر في الحملة، بفارق 515 صوتا على المرشّح اليميني الآخر، مقدّم البرامج التلفزيونية سلفادور نصرالله (72 عاما)، بعد فرز 57 في المئة من الأصوات.
وقالت رئيسة اللجنة آنا باولا هال على منصة إكس إن النتائج إلى الآن تظهر "تعادلا تقنيا"، داعية الناخبين إلى "التحلي بالصبر" من دون تحديد موعد انتهاء عمليات الفرز. أما مرشّحة اليسار الحاكم، المحامية ريكسي مونكادا (60 عاما)، فهي متأخرة بفارق كبير.
من جهته، قال نصر الله إنه واثق من الفوز بمجرد إعلان نتائج بعض المقاطعات، لكن "من المستحيل تحديد الفائز بالمعطيات المتوافرة حاليا"، بحسب ما قال المحلل السياسي كارلوس كاليكس.
وكان ترامب اتهم مسؤولي الانتخابات في هندوراس "بمحاولة تغيير" النتيجة وكتب على منصته تروث سوشال "يبدو أن هندوراس تحاول تغيير نتائج انتخاباتها الرئاسية. إن فعلت ذلك، فسيكون الثمن باهظا!".
ويخوض مرشّح ترامب المفضّل، نصري "تيتو" عصفورة من الحزب الوطني اليميني، حملته الرئاسية الثانية بعدما خسر أمام كاسترو عام 2021.
ورهن ترامب استمرار الدعم الأمريكي لأحد أفقر بلدان أميركا اللاتينية بفوز عصفورة.
وكتب الرئيس الأمريكي الجمعة عبر منصّة تروث سوشال "إذا لم يفز (عصفورة)، فلن تستمر الولايات المتحدة في إنفاق الأموال عبثا"، مكرّرا تهديدات مشابهة أطلقها دعما لحزب الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي في انتخابات التجديد النصفي الأخيرة.
ولم يكتف الرئيس الأمريكي بوصف عصفورة بأنه "الصديق الحقيقي الوحيد للحرية"، بل أكد أنه "لا يستطيع العمل" مع مونكادا "والشيوعيين" وأنه "لا يثق" بسلفادور نصر الله.
وفي خطوة لافتة الجمعة، أعلن ترامب أنه سيصدر عفوا عن رئيس هندوراس السابق خوان أورلاندو هرنانديز، من الحزب الوطني، المحكوم بالسجن 45 عاما في الولايات المتحدة بتهم تتعلّق بالاتجار بالكوكايين وغيرها.
ورحّب بعض سكان هندوراس بتدخّل ترامب، على أمل أن يسمح ذلك ببقاء مهاجرين هندوراسيين في الولايات المتحدة، بينما رفض آخرون تدخّله في العملية الانتخابية.
وأعلن حزب "ليبري" الذي تنتمي إليه مونكادا أنه لن يعترف بالنتائج الأولية، وسيقبل فقط نتيجة الفرز النهائي للأصوات، وهو ما قد يستغرق أياما.
وتقدّم مونكادا الانتخابات على أنها خيار بين "أوليغارشية دبّرت الانقلاب"، في إشارة إلى دعم اليمين لانقلاب 2009 على زيلايا، وبين "الاشتراكية الديمقراطية". وقد شغلت مونكادا حقائب وزارية في حكومتي زيلايا وكاسترو.
أما نصر الله الذي خدم أيضا في حكومة كاسترو، فانفصل عن الحزب الحاكم واتجه نحو اليمين لاحقا.
وكان عصفورة يعمل في قطاع البناء قبل أن ينتخب رئيسا لبلدية العاصمة تيغوسيغالبا لولايتين متتاليتين. وأدّت الاتهامات المسبقة المتبادلة بالتزوير، سواء من الحزب الحاكم أو المعارضة، إلى تعميق انعدام الثقة وإثارة مخاوف من اضطرابات بعد الاقتراع.