logo
العالم

"تمرد جمهوري" يضع خطة ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا في قلب العاصفة

علم أوكرانيا وعلم أمريكاالمصدر: رويترز

بشكل مفاجئ، وجد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه، هذا الأسبوع، في قلب عاصفة سياسية داخلية فجّرها رفاقه الجمهوريون قبل خصومه الديمقراطيين. 

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب وقادة أوروبيين

خفايا خطة ترامب لأوكرانيا.. هل تشعل "صراعاً صامتاً" مع أوروبا؟

فبينما كانت واشنطن تُروج لخطة جديدة لوقف الحرب في أوكرانيا، خرجت أصوات نافذة داخل الحزب لتعلن رفضًا صريحًا، وتتهم الخطة بأنها "أقرب إلى أمنيات الكرملين" منها إلى رؤية أمريكية لإنهاء الصراع.

بدأت موجة الاعتراض مع موقف حاد من السيناتور ميتش ماكونيل الذي وصف خطة ترامب بأنها "كارثية على المصالح الأمريكية"، مشيرًا إلى أن بوتين قضى العام كله يحاول خداع ترامب، وقارن المقترح بما وصفه بـ"خروج بايدن المتسرّع من أفغانستان".

واعتبر السيناتور ليندسي غراهام، أن الخطة تحمل أفكارًا جيدة لكنها "محفوفة بجوانب إشكالية"، مؤكدًا أن أي تسوية يجب أن "تنهي الحرب بشرف وعدل".

أما السيناتور روجر ويكر، فعبر عن تشكيكه في قدرة المقترح على تحقيق سلام حقيقي، مشددًا على أن حجم وانتشار القوات الأوكرانية "قرار سيادي لكييف لا يحق لواشنطن فرضه".

وانضم النائب برايان فيتزباتريك إلى الجبهة المعارضة معلنًا خططًا لطرح التماس إعفاء يتعلق بتشريع عقوبات فور عودة الكونغرس من عطلة عيد الشكر.

وتصاعد الغموض حول ما إذا كانت الخطة تمثل الموقف الرسمي للولايات المتحدة، بعد أن قال أعضاء في مجلس الشيوخ إن وزير الخارجية ماركو روبيو أبلغهم بأنها "قائمة أمنيات روسية وليست رؤية أمريكية".

لكن روبيو سارع لنفي ذلك، مؤكدًا عبر منصات التواصل أن الوثيقة "صاغتها أمريكا وتستند إلى مدخلات روسية وأوكرانية معًا".

ولم يقتصر الجدل على مضمون الخطة، بل امتد إلى خلفيات المعارضين، بعدما اتهمت النائبة آنا بولينا لونا بعض أعضاء مجلس الشيوخ بأنهم يحاولون "إسقاط الاتفاق" بسبب امتلاكهم استثمارات ضخمة في عقود الدفاع.

وتفاقمت الأزمة بعد ظهور تسريبات لمكالمة أجراها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف يقدم فيها نصائح لمستشار في الكرملين حول كيفية التعامل مع ترامب؛ ما أثار غضبًا واسعًا داخل الحزب وزاد من شكوك المشرعين تجاه الخطة.

ومع تصاعد الانتقادات وتبادل الاتهامات بين قيادات بارزة، يتصاعد السؤال: هل ينجح الجمهوريون في إجبار الرئيس الأمريكي على تعديل مساره؟ 

يرى الدكتور نبيل رشوان، الخبير في الشؤون الروسية، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن ترامب يواجه إشكالات داخل فريقه، خاصة بعد استقالة نائبة جمهورية مؤخرًا، وتراجع الثقة في ويتكوف المكلّف، سابقاً، بالملف الأوكراني.

وأشار إلى أن خطة السلام جرى تقليصها من 28 بنداً إلى 19 فقط بعد حذف 9 نقاط مثيرة للجدل، على أن يُعاد التفاوض حولها لاحقًا، مؤكداً أن البنود المتبقية باتت "مقبولة نسبياً" لدى كييف.

وذكر رشوان أن وزير الجيش الأمريكي دان دريسكول عقد اجتماعًا مع وفد روسي لمناقشة الخطة دون إعلان نتائج واضحة.

وأشار المحلل السياسي إلى أن شخصية كيريل بودانوف، رئيس الاستخبارات الحربية الأوكرانية، تشكل عقبة كبيرة، إذ تعتبره موسكو مطلوباً لديها، وترفض الجلوس معه على طاولة واحدة.

واعتبر أن معظم المبادرات المتداولة "تصب في صالح روسيا"، وأن قمة ألاسكا جاءت سعيًا لإعداد صياغة نهائية متوازنة.

وشدد الخبير في الشؤون الروسية على أن الفجوة بين موسكو وكييف ما زالت كبيرة، وأن بوتين يرفض الاعتراف بشرعية زيلينسكي بعد انتهاء ولايته، في حين تتضمن الخطة الأمريكية بند "العفو العام" عن المطلوبين لدى المحكمة الجنائية الدولية من الجانبين.

وأوضح رشوان أن الوضع العسكري معقد، خاصة مع رفض كييف وحلف الناتو مطلب خفض الجيش الأوكراني إلى 600 ألف جندي، مقابل تشديد موسكو على وقف تمدد الحلف نحو حدودها. 

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

"المرحلة الرمادية".. ما مصير المظلة العسكرية الغربية لأوكرانيا؟

من جانبه، قال ماركو مسعد، عضو مجلس الشرق الأوسط للسياسات في واشنطن، إن هناك اعتراضات داخل الحزب الجمهوري، مشددًا على أنها "غير كافية لتشكيل كتلة مانعة".

وأكد في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن بعض الجمهوريين ينظرون إلى خطة ترامب على أنها "استسلام" يمنح روسيا وأوكرانيا امتيازات غير متوازنة، وأن المعارضين يرون أن الخطة لا تحقق مكاسب إستراتيجية واضحة.

ولفت مسعد إلى أن التيار الأوسع داخل الحزب، بدعم من نائب الرئيس جي دي فانس، يتجه نحو وقف الحرب ووقف تمويلها، بما ينسجم مع رؤية ترامب السياسية قبل انتخابات الكونغرس النصفية، حيث يسعى إلى الظهور بموقع صانع السلام بعد الزخم الذي حققه في ملفات أخرى، من بينها حرب غزة.

وأضاف عضو مجلس الشرق الأوسط للسياسات في واشنطن، أن الضغط الجمهوري على ترامب قائم بالفعل، لكنه لا يبدو كفيلاً بإجباره على سحب خطته، وإن كان من المحتمل إدخال تعديلات جديدة عليها، كما حدث بالفعل.

واعتبر أن استمرار الحرب لا يخدم واشنطن، بينما غياب خطة تفاوضية يفتح الباب أمام موسكو "لابتلاع المزيد من الأراضي الأوكرانية" وفق تعبيره.

وشدد على أن ترامب لا يمتلك خططًا بديلة لإجبار روسيا على الانسحاب من مناطق سيطرتها في دونباس، وأن الواقعية السياسية تدفع لقبول مبادرته بوصفها "الخيار العملي الوحيد" حاليًا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC