الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
برز خلال الأيام الأخيرة اسم دان دريسكول، وزير الجيش الأمريكي البالغ من العمر 38 عاماً، كشخصية محورية في إدارة الرئيس دونالد ترامب الثانية، مع تسارع جهود البيت الأبيض لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
ويُلقب دريسكول بـ"رجل الطائرات بدون طيار" داخل أروقة البيت الأبيض، لكنه اليوم يتجاوز دوره التكنولوجي ليصبح الوسيط الرئيس في المفاوضات الدولية، حيث اختاره ترامب شخصياً لقيادة التواصل مع كييف وموسكو، وفق تقرير لصحيفة "التايمز" البريطانية.
ومع بداية ولاية ترامب الثانية في يناير الماضي، أصبح دريسكول أصغر وزير للجيش في تاريخ الولايات المتحدة، مسؤولاً عن إدارة قوات برية تضم قرابة مليون جندي في الخدمة الفعلية والاحتياطي، إضافة إلى 265 ألف موظف مدني.
ووفقاً لمصادر في البنتاغون، يُفسر صعود دريسكول السريع بثقة ترامب في قدرته على دمج التكنولوجيا الحديثة مع الاستراتيجيات الدبلوماسية.
ويقول مسؤول سابق في الإدارة: "دريسكول ليس مجرد عسكري، بل هو مفاوض ذكي يفهم كيفية استخدام الطائرات المسيرة كأداة للسلام لا الحرب فقط".
وفي سياق أزمة أوكرانيا، التي دخلت عامها الرابع، كُلف دريسكول بمهمة حساسة، وهي وضع الخطوط العريضة لخطة السلام الأمريكية المكونة أصلاً من 28 بنداً، والتي تم تقليصها إلى 19 بنداً بعد اعتراضات أوكرانية وأوروبية.
ووفق مراقبين، لم يكن الاختيار عشوائياً، فدريسكول، وليس وزير الخارجية ماركو روبيو أو المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، هو من زار كييف للقاء الرئيس فولوديمير زيلينسكي، مصطحباً الجنرال راندي جورج، رئيس أركان الجيش الأمريكي. ثم انتقل إلى جنيف لمناقشات مع مسؤولين أوروبيين، بمن فيهم جوناثان باول، مستشار الأمن القومي البريطاني.
كما يرى تقرير "التايمز" أن دريسكول يمثّل تحولاً في نهج ترامب الدبلوماسي، حيث يعتمد على شخصيات شابة وغير تقليدية لتجنب البيروقراطية، إلا أنه في المقابل يثير المخاوف، فهو يجلس في المفاوضات مع الروس دون دعم دبلوماسي أو عسكري مباشر، كما أكدت مصادر.
يقول محلل سياسي في معهد بروكينغز: "هذا يعكس ثقة ترامب، لكنه يعرض المفاوضات لمخاطر إذا فشل الوسيط الوحيد".
داخل الإدارة، يُنظر إلى دريسكول كـ"ناجٍ" في وسط فوضى الإقالات، فقد شهدت قيادة وزير الدفاع بيت هيغسيث "تسريحات" جماعية وتحذيرات باختبارات كشف كذب للضباط المشتبه في عدم ولائهم.
وبينما نفى هيغسيث أي خلاف مع دريسكول، معتبراً التقارير "أخباراً كاذبة"، لكن الشائعات تتحدث عن الأخير كبديل محتمل، إذ يمدح زملاؤه في الكونغرس شخصيته "الودودة والهادئة"، مع كفاءة فائقة، ويُشاد بانفتاحه حتى من قبل الديمقراطيين.
ويقول عضو كونغرس ديمقراطي: "هو رجل جاد، يمتلك رؤية عالمية متماسكة ومستعد للحوار المهني".
وُلد دان دريسكول في بون بولاية كارولاينا الشمالية، لعائلة ذات جذور عسكرية عميقة، إذ خدم جده كعامل فك تشفير في الحرب العالمية الثانية، بينما كان والده جندي مشاة في فيتنام.
والتحق دريسكول بالجيش عام 2007، وشارك في الخدمة الفعلية في العراق عام 2009 مع الفرقة الجبلية العاشرة، دعماً لعملية الغزو. بعد تركه الخدمة، درس الحقوق في جامعة ييل، حيث أصبح زميل سكن لنائب الرئيس جيه دي فانس، ما أسس لصداقة قوية ساهمت في صعوده السياسي.
انتقل بعدها إلى مجال الخدمات المصرفية الاستثمارية، حيث شغل منصب الرئيس التنفيذي للعمليات في صندوق رأس مال مغامر بقيمة 200 مليون دولار.
لفت انتباه ترامب بتبنيه الطائرات المسيرة كأداة حربية حديثة، مما شجع قادة الجيش على التكيف مع أساليب القتال الجديدة، كما برزت في الحرب الروسية-الأوكرانية.
وحدد دريسكول ثلاثة أهداف شخصية: الخدمة العسكرية، دراسة الحقوق، والانخراط في السياسة. مع دعم ترامب ونائبه جيه دي فانس، يبدو أن هدفه السياسي يتحقق، وقد يصبح نجماً بارزاً في الإدارة.