أكد الرئيس البنمي، خوسيه راؤول مولينو، رفضه التفاوض مع واشنطن حول ملكية قناة بنما، معربًا عن أمله بأن تركز زيارة وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، المقبلة إلى بلاده على المصالح المشتركة.
وقال مولينو في مؤتمره الصحفي الأسبوعي يوم الخميس، ردًا على سؤال عن إعادة القناة إلى قبضة الولايات المتحدة: "هذا ضرب من المستحيل، لا يمكنني التفاوض بشأن ذلك… هذا أمر مفروغ منه، القناة تابعة لبنما".
وذكرت وكالة "أسوشيتيد برس" أن بنما "ستكون أول وجهة خارجية لوزير الخارجية الأمريكي"، وأنه "كان من الممكن أن تكون لهذه الزيارة أهمية كبيرة، إلا أن روبيو يقوم بها كمبعوث للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعلن بشكل متكرر أن الولايات المتحدة ستستعيد قناة بنما".
وأشار مولينو إلى أنه يأمل أن تسمح زيارة روبيو المقبلة بـ"التركيز على المصالح المشتركة، بما في ذلك موضوعات الهجرة ومكافحة تهريب المخدرات".
وأوضح مولينو أنه يوجد "التباس حول دور الصين في قناة بنما، حيث يدير اتحاد شركات (كونسورتيوم) في هونغ كونغ ميناءين على طرفي القناة، في حين تسيطر بنما على القناة ككل"، مشيرًا إلى أنه يلوم أحد أسلافه في "منح امتياز طويل الأجل للسيطرة على الميناءين" في محاولة لتقليل حدة التوتر بين بلاده وواشنطن.
وبحسب صحيفة "فاينانشيال تايمز"، فإن قلق ترامب بشأن قضية قناة بنما يعود إلى إدارته الأولى، وسبق لترامب أن قال إن الولايات المتحدة ستطالب بإعادة القناة.
وقد أثار ترامب قضية تعريفات القناة وملكيتها وأعرب عن عدم رضاه عن الاتفاق، وفقًا لأشخاص مطلعين على اجتماعه في عام 2017 مع رئيس بنما آنذاك، خوان كارلوس فاريلا.
وقبل توليه منصبه كرئيس للولايات المتحدة، رفض ترامب التعهد بعدم استخدام القوة العسكرية لفرض السيطرة على غرينلاند وقناة بنما.
وفي خطاب تنصيبه، أعلن ترامب أن الولايات المتحدة تنوي استعادة السيطرة على قناة بنما، التي قال إنها "تم تسليمها إلى بنما"، لكنها الآن تحت النفوذ الصيني.
كما اتهم ترامب بنما بمعاملة غير عادلة للسفن الأمريكية، بما في ذلك السفن الحربية الأمريكية، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تواجه رسوماً مرتفعة لاستخدام القناة.
وشدد ترامب على أن نقل السيطرة على القناة في عام 1999 كان "بادرة تعاون" وليس تنازلاً لصالح دول أخرى.
وقد رفض مولينو بشكل قاطع تصريحات ترامب حول نيته السيطرة على قناة بنما.
وقال مولينو في بيان له: "نيابة عن جمهورية بنما وشعبها، يجب أن أرفض بشكل كامل كلام الرئيس دونالد ترامب بشأن بنما وقناتها، الذي ورد في خطاب تنصيبه".
وأشار إلى أن إدارة بنما للقناة "لم تكن تنازلاً من جانب أحد"، بل "نتيجة صراع أجيال" انتهى بتسلم بنما مهام الإدارة في عام 1999 تنفيذاً لاتفاقية توريخوس-كارتر الموقعة في وقت سابق.
وأكد أن بنما ستواصل ممارسة حقوقها على أساس الاتفاقية المذكورة والقانون الدولي، مشيرًا إلى أن "الحوار هو دائمًا الطريقة لتوضيح النقاط المذكورة دون أي مساس بحقنا وبسيادتنا الكاملة على قناتنا وملكيتنا لها".
وتعد قناة بنما ممرًا مائيًا اصطناعيًا يقع في بنما بأمريكا الوسطى، وقامت الولايات المتحدة بتشييدها في أوائل القرن الماضي لتسهيل عبور السفن التجارية والعسكرية بين سواحلها.
تربط القناة بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ، وتعد واحدة من أهم الممرات المائية الدولية ذات الأهمية الاستراتيجية.
وتخلت واشنطن عن السيطرة على الممر المائي لصالح بنما في 31 ديسمبر/كانون الأول 1999، بموجب اتفاقية توريخوس-كارتر التي تم توقيعها في عام 1977، والتي نصت على نقل القناة إلى بنما على مراحل، واكتملت العملية في عام 1999. كما نص الاتفاق على حياد القناة وإمكانية استخدامها للتجارة العالمية.