logo
العالم

خبراء: أمريكا "لن تخاطر" بوسائل ضغط عسكرية ضد روسيا

خبراء: أمريكا "لن تخاطر" بوسائل ضغط عسكرية ضد روسيا
بوتين وترامبالمصدر: رويترز
16 فبراير 2025، 10:54 ص

أجمع خبراء ومحللون على أن أمريكا لن تُخاطر باستخدام وسائل ضغط عسكرية ضد روسيا، لأن ذلك يعني اندلاع حرب عالمية ثالثة، سيخسر فيها الجميع.

ولطالما أعلن دونالد ترامب مرارًا حرصه على إنهاء الحروب في العالم، إلا أن نائبه، جي دي فانس، أدلى بتصريح مُفاجئ يهدد تحركات الرئيس الأمريكي نحو صناعة السلام داخل القارة العجوز، وتحديدًا بين روسيا وأوكرانيا.

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب خلال لقاء سابق مع فولوديمير زيلينسكي

زيلينسكي: أبلغت ترامب أن بوتين "يخاف منه"

وبعد ساعات من الاتصال الهاتفي بين الزعيمين ترامب وبوتين، واتفاقهما على ضرورة الوصول إلى اتفاق للسلام مع أوكرانيا، قال نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، إن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على موسكو، وربما تتخذ إجراءات عسكرية إذا لم يوافق بوتين على اتفاق سلام مع زيلينسكي يضمن استقلال وسيادة أوكرانيا على المدى الطويل.

وأشار فانس إلى أن خيار إرسال قوات أمريكية إلى أوكرانيا - إذا فشلت موسكو في التفاوض بحسن نية - لا يزال مطروحًا على الطاولة، وهو ما بدا أكثر صرامة من موقف وزير الدفاع، بيت هيجسيث، الذي اقترح الأربعاء أن الولايات المتحدة لن ترسل قوات.

موقف روسيا من التهديدات الأمريكية

من جانبه، قال الكرملين، إنه يتوقع الحصول على توضيحات خلال الاتصالات مع الولايات المتحدة بشأن تصريحات نائب الرئيس الأمريكي عن اللجوء إلى أدوات ضغط عسكرية على روسيا، إذا لم يوافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على اتفاق سلام مع أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن هذه التصريحات تمثل عناصر جديدة في موقف واشنطن، وإن موسكو تتطلع إلى توضيحات من الإدارة الأمريكية.

أما المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، فقد اتهمت الغرب بدعم كييف في "جرائمها"، وفق وصفها، معتبرة أنه لن يستطيع الفرار من المسؤولية عن أعماله.

اندلاع الحرب العالمية الثالثة

وأكد الخبراء أن تصريحات نائب ترامب لا يمكن أن تؤخذ على محمل الجد، وإنما تستهدف في المقام الأول الضغط على بوتين لإجباره على الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع أوكرانيا، لتحقيق أهداف الرئيس الأمريكي.

وقال رامي القليوبي، الأستاذ الزائر بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، إن تصريحات نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، حول التهديد بإجراء عسكري ضد روسيا إذا لم توافق على السلام مع أوكرانيا، لا يمكن أن تؤخذ على محمل الجد، لأن أمريكا، التي لم تدخل الحرب مباشرة مع روسيا تحت قيادة بايدن، لن تدخلها تحت قيادة ترامب.

وأضاف القليوبي لـ"إرم نيوز"، أن هذه التصريحات تأتي في إطار السياسة الشعبوية التي ينتهجها ترامب، وتهدف إلى الضغط على روسيا للجلوس إلى طاولة المفاوضات، وفي حال رفضها، قد تلجأ أمريكا إلى تزويد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة.

واستبعد القليوبي دخول واشنطن وموسكو في مواجهة مباشرة بأي حال من الأحوال، حتى لو فشلت المفاوضات، لأن ذلك يعني اندلاع حرب عالمية ثالثة، سيخسر فيها الجميع، إذ سيدفع روسيا بلا شك إلى استخدام الأسلحة النووية، خاصة بعد أن غيرت عقيدتها النووية.

من ناحية أخرى، قال عمار قناة، أستاذ العلوم السياسية، إن تصريحات جي دي فانس بتهديد روسيا بإجراء عسكري تعكس حالة من الرفض من قبل بعض النخب السياسية لفكرة الجلوس إلى طاولة المفاوضات، خاصةً أن هذه التسوية تأتي على حساب الطرف الأوكراني والطرف الأوروبي.

قوات أوكرانيا خلال المعارك مع القوات الروسية

وأضاف قناة لـ"إرم نيوز"، أن هناك العديد من التطورات التي طرأت خلال اليومين الأخيرين بعد الاتصال الذي تم بين الرئيس ترامب والرئيس بوتين، ولا سيما رفض زيلينسكي عقد صفقة مع ترامب لمقايضة المعادن بالأسلحة، حيث رفض ذلك لعدم حصوله على ضمانات أمنية كافية.

وأشار إلى أن زيلينسكي طالب بسرعةِ إنشاء جيش أوروبي، لكن هذه المحاولات تبدو يائسة، خاصة أن روسيا فرضت أمرًا واقعًا بالسيطرة على المقاطعات الأربع في الشرق والشمال الأوكراني.

وأكد أستاذ العلوم السياسية، أن هناك مواقف أوروبية بدأت تفرض نفسها، ولا سيما الموقفان الألماني والفرنسي، حيث يرفضان التسوية بهذه الطريقة ما لم تكن هناك ضمانات أمنية، إضافة إلى ضرورة مشاركة الأوروبيين في هذه المفاوضات، وهو ما يزيد تعقيد الأمور ويجعل المفاوضات أمرًا في غاية الصعوبة.

وأضاف أن الحلفاء الأوروبيين قد ينقلبون على حليفهم القديم، الولايات المتحدة، إذا استشعروا أن أمنهم القومي بات في خطر.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC