تداولت وسائل إعلام إيرانية معارضة، تقريرًا يفيد بأن إيران تعمل على تطوير رؤوس حربية غير تقليدية، تشمل البيولوجية والكيميائية، لصواريخها البالستية بعيدة المدى.
ونقلت قناة "إيران إنترناشيونال" على لسان مصادر عسكرية وصفتها بـ"المطلعة" أنّ القوة الجوية التابعة للحرس الثوري، بالتزامن مع نقل منصّات إطلاق الصواريخ إلى المناطق الشرقية، تركز جهودها على تطوير هذه الرؤوس الحربية.
ووفق المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها للقناة، فقد تصاعدت وتيرة هذه الأنشطة خلال الأشهر الماضية، بالتزامن مع تصاعد التوترات الإقليمية وقلق طهران من احتمال مواجهة مباشرة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة.
وعند سؤال أحد المصادر عن تعارض هذه الخطوات مع عضوية إيران في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، أجاب: "ترى السلطات الإيرانية أنّ الهجمات المحتملة من إسرائيل والولايات المتحدة تمثل تهديدًا لوجودها، وأنها تعتزم رفع كلفة أي مواجهة بشكل جدي إذا نشب نزاع".
وأشار المصدر إلى أنّ صانعي القرار في إيران يعتقدون أنّ استخدام «الأسلحة غير التقليدية في حالات الطوارئ»، وخصوصًا عند تهديد بقاء النظام، يمكن تبريره.
وأكدت المصادر أنّ الحرس الثوري يسعى، في ضوء سيناريوهات صراع محتملة، إلى بناء قدرات تُعتبر، من منظور القيادة الإيرانية، "عامل ردع إضافي" إلى جانب برنامج الصواريخ التقليدية.
وأشار المصدر إلى أنّ الجزء الأكبر من برنامج تطوير الرؤوس الحربية غير التقليدية يتم تحت إشراف القوة الجوية للحرس الثوري، ويشمل ذلك "تحسين الصواريخ البالستية لحمل مواد كيميائية وبيولوجية" و"تطوير أنظمة القيادة والسيطرة المرتبطة بها".
وفي وقت سابق، نقلت "إيران إنترناشيونال"، عن أجهزة استخبارات غربية أنها رصدت تحركات "غير اعتيادية" للقوة الجوية للحرس الثوري؛ ما دفع إلى رفع مستوى الرصد والمراقبة لهذه الأنشطة.
وبحسب التقرير، تعمل أجهزة الاستخبارات على تتبع إشارات القيادة والسيطرة، إضافة إلى مراقبة عمليات الانتشار والتحركات اللوجستية المرتبطة بهذه القوة.
ويرى بعض المحللين العسكريين أنّ تأكيد هذه المعلومات قد يغير ميزان الردع في المنطقة، وقد يثير ردود فعل دولية واسعة؛ كما أنّ نشر مثل هذه الأسلحة سيواجه إدانة عالمية واسعة، ويفتح الباب أمام فرض عقوبات وضغوط إضافية على طهران.
ورغم ذلك، تنفي إيران دائمًا أي مساعٍ لامتلاك أسلحة غير تقليدية، مؤكدة التزامها بتعهداتها الدولية، في وقت واصلت فيه توسيع مدى ودقة وتنوّع صواريخها البالستية؛ ما جعل برنامجها الصاروخي مصدرَ قلق رئيسيًّا للغرب ودول المنطقة.
