logo
العالم

فخ "الانسحاب الوهمي".. غليان أمني يحاصر "أوفيرا" في الكونغو الديمقراطية

أفراد من القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطيةالمصدر: رويترز

تعيش مدينة أوفيرا، الواقعة شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية عند حدود بوروندي، حالة من الغليان الأمني وعدم اليقين؛ فبعد سيطرة مقاتلي حركة "23 مارس" وتحالف "نهر الكونغو" عليها في 10 ديسمبر/ كانون الأول، ما زالت المدينة عالقة في فخ "الانسحاب الوهمي".

وزعمت حركة "23 مارس" مؤخراً انسحابها من مدينة أوفيرا، ولكن وفقاً لمصادر محلية متطابقة لا يزال مقاتلوها موجودين، وخاصة في المناطق الحدودية، بينما تخلى رجال الميليشيا في وسط المدينة عن زيهم الرسمي وفضّلوا ارتداء الملابس المدنية.

أخبار ذات علاقة

متمردو حركة "إم 23"، مدينة بوكافو، ثاني أكبر مدن شرق البلاد.

انسحاب على الورق.. واشنطن تشكك في مغادرة "إم 23" لأوفيرا

وأفادت مصادر، الجمعة، باندلاع اشتباكات فجراً في المنطقة وذكر أحد قادة المجتمع المدني المحليين مارتن مافيكيري ماشيمانغو، أن "زورقين تابعين لحركة إم 23 تعرضا للقصف في ميناء كالوندو قبل أن تشتعل فيهما النيران".

 وادعى سكان محليون أنهم شاهدوا طائرة تقصف موقع الميناء. وأكد مصدر أمني كونغولي، طلب عدم الكشف عن هويته، أن طائرات مسيرة استهدفت "زورقين تابعين للعدو" كانا يُعتبران عائقاً أمام تقدم القوات الموالية لكينشاسا.

اشتباكات ليلية على تلة كافيمفيرا

ومساء الخميس، سُمع دوي انفجارات وإطلاق نار في تلة كافيمفيرا، حيث كانت تدور اشتباكات بين ميليشيات وازاليندو، المتحالفة مع كينشاسا، ومقاتلي حركة إم 23. ولا يزال الوضع غامضًا، إذ لم تصدر أي معلومات رسمية حتى الآن بشأن الخسائر المحتملة.

وتحتل مدينة أوفيرا، التي يبلغ عدد سكانها مئات الآلاف، موقعًا استراتيجيًا نظرًا لسيطرتها على الحدود البرية مع بوروندي، الحليف العسكري لجمهورية الكونغو الديمقراطية.

من جهة أخرى، تنشر ميليشيات "وازاليندو"، الموالية للحكومة والمتحالفة مع الجيش الكونغولي، شائعاتٍ مفادها أنها "حررت" مدينة أوفيرا، وهو أمر لم يتم تأكيده. إذ لا تزال المعارك مستمرة في محيط المدينة وجنوبها، بينما تبقى الحدود مع بوروندي المجاورة مغلقة. وقد أدى الفراغ الأمني الناتج إلى إطلاق العنان لموجة من الثأر الشخصي.

وعُثر على جثث قتلى في منازلهم، بعضهم مخنوقاً. وتقول مصادر إعلامية: "هذه أعمال انتقام بين سكان المدينة، أحياناً لأسباب تافهة". إضافة إلى ذلك، وقعت عمليات سطو ونهب للمتاجر، ووردت تقارير عن عنف جنسي ضد فتيات صغيرات.

وقبل إغلاق الحدود، لجأ ما لا يقل عن 90 ألفًا من سكان أوفيرا والمناطق المحيطة بها إلى بوروندي.

وفي كيوانغا، في إقليم روتشورو، نُظمت مسيرة لدعم حركة "23 مارس"، ورُفعت شعارات تدعو المقاتلين الموالين لرواندا إلى البقاء في أوفيرا، باعتبارهم الوحيدين القادرين على ضمان سلامة سكانها.

ونُظمت مظاهرات مماثلة في غوما، عاصمة كيفو الشمالية، الخاضعة لسيطرة حركة "23 مارس" منذ يناير/ كانون الثاني. ووصف المتحدث باسم الحكومة الكونغولية، باتريك مويايا، هذه المبادرات بأنها مظاهرات فرضتها الميليشيات على السكان المدنيين.

بدورها، تعتقد واشنطن أن الحركة المتمردة، خلافاً لالتزاماتها، لم تنسحب من مدينة أوفيرا الواقعة شرق البلاد.

وأوضح مسؤول رفيع بالحركة أن هذا القرار جاء بناءً على طلب الوسطاء الأمريكيين لإتاحة فرصة للمفاوضات. لكن اليوم، تشير التقارير إلى أن إدارة ترامب غير راضية على عدم الالتزام بوعودها، وذلك بعد أيام قليلة من اجتماع الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي ونظيره الرواندي بول كاغامي في البيت الأبيض مع دونالد ترامب للإعلان عن اتفاق سلام توسطت فيه الولايات المتحدة.

الاتفاق لا يزال يواجه صعوبة في التطبيق على أرض الواقع، رغم استمرار الرئيس الأمريكي في التباهي بإنهاء الصراع.  

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC