logo
العالم

توازنات اقتصادية وأمنية.. دول الجوار تترقب انتخابات الكاميرون

مشهد من الحراك الانتخابي في الكاميرونالمصدر: (أ ف ب)

قبل أيام من موعدها، تستقطب الانتخابات الرئاسية المرتقبة في  الكاميرون يوم الأحد 12 أكتوبر، اهتمام الدول المجاورة المعنية مباشرة بهذا الاستحقاق الذي يتجاوز بعده السياسي ليلامس اقتصادات دول الجوار.

الرئيس بول بيا الذي يتولى السلطة منذ 43 عاماً ويترشح لولاية ثامنة ظلّ غائباً خارج حدود البلاد في أوروبا، لكنه أنهى التكهنات وظهر أخيراً علناً في حدث بمدينة ماروا، عاصمة أقصى الشمال، الموالي له سياسياً، بعد أن انتشرت شائعات مقلقة حول صحته على مدى أشهر.

وحسب الفيديوهات المتداولة ألقى بيا خطاباً دام 24 دقيقة بصوت رتيب وسط تصفيق خافت من الجمهور حضر إلى هذه المدينة القريبة من تشاد ونيجيريا، وهو ما يتناقض بشكل صارخ مع صور التجمعات الشعبية الحماسية حول المترشح عيسى تشيروما بكاري، الذي قُدّم على أنه منافسه الرئيسي، وفق متابعين.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الكاميروني بول بيا وحرمه شانتال بيا

انتخابات على حافة "الانهيار".. الكاميرون تتهيأ لفوضى ما بعد بيا

 وقال الرئيس المنتهية ولايته بحزم للحشد في أول ظهور علني له منذ مايو 2025: "لا يزال تصميمي على خدمتكم قائمًا"، قبل أن يضيف "أطلب منكم، مرة أخرى، دعمكم الثمين".

وأضاف في خطابه: "هدفي هو أن يجد كل شاب، أينما كان، وظيفة بسهولة أو أن يصبح رائد أعمال. لن يُترك أي شاب، سواءً كان خريجًا جامعيًا أم لا".

وتتابع العديد من الدول المجاورة، بما في ذلك تشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى والكونغو، هذا الموعد السياسي من كثب، لأن مصيرها مرتبط ارتباطاً وثيقاً بمصير الكاميرون، وكونها ليست دولة محورية في المنطقة فحسب، بل هي أيضاً بوابة تجارية لجيرانها غير الساحليين.

وبينما تحافظ الكونغو برازافيل على تجارة حدودية كثيفة، في تشاد على سبيل المثال، يمر أكثر من 80% من وارداتها عبر ميناء دوالا.

كما تعتمد جمهورية إفريقيا الوسطى على هذا الطريق الاستراتيجي لإمداداتها.

أخبار ذات علاقة

مكتب الحكومة الفدرالية المسؤول عن الانتخابات في الكاميرون

الكاميرون.. تهديدات بانتخابات رئاسية "مبتورة" من مناطق الانفصاليين

 وإلى جانب الحسابات الاقتصادية، يوجد بُعد أمني واجتماعي أيضًا، إذ يسافر آلاف التجار وناقلي البضائع والطلاب بين الكاميرون وجيرانها يومياً.

ويعتقد مراقبون من البلدان المجاورة أن أي تغيير في النظام القائم في الكاميرون قد يؤثر بطريقة ما على الحياة الاقتصادية، وعلى الحياة بشكل عام في تشاد.

كما تُشكل القضية الأمنية اليوم رابطًا قويًا يجمع تشاد والكاميرون، لا سيما مع تضافر الجهود في مكافحة تطرف "بوكو حرام"، وإذا كانت الانتخابات الرئاسية المقررة في 12 أكتوبر تُمثل قطيعة مع النظام القائم حالياً، فربما ينبغي توقع تجديد للعلاقات حول الإدارة المشتركة لمكافحة التشدد.

ويجدر التذكير أن الكاميرون لها دور محوري في المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا، حيث تُمثل ما يقرب من 40% من ناتجها المحلي الإجمالي.

كما تلعب دوراً استراتيجياً في استقرار حوض بحيرة تشاد والمجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا. في حين أن الأزمة السياسية قد تُضعف التنسيق، لا سيما مع تشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى.  

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC