يرى خبراء أن إعلان واشنطن إرسال حاملة الطائرات "كارل فينسون" إلى الشرق الأوسط لتنضم إلى "هاري إس. ترومان" ونشر طائرات حربية إضافية، يحمل تهديدًا جديدًا لطهران ضمن مهلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإيران، للتفاوض حول برنامجها النووي بشروطه.
وأكدوا أن واشنطن مع إدارة ترامب متجهة للضربة العسكرية في حال عدم تجاوب طهران مع المهلة الأمريكية المتبقية الخاصة بإجراء مفاوضات مباشرة دون "مماطلة" حول البرنامج النووي والصواريخ البالستية وأذرع إيران في المنطقة.
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، شون بارنيل، أعلن أن حاملة الطائرات "كارل فينسون" ستنضم إلى حاملة الطائرات "هاري إس. ترومان" في الشرق الأوسط، وذلك بالتزامن مع إصدار وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، أوامره بإرسال تعزيزات إضافية إلى المنطقة، تشمل حاملة وسربًا من الطائرات المقاتلة، مع تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران على خلفية البرنامج النووي الإيراني، واستمرار الضربات الأمريكية على ميليشيا الحوثيين.
تهديد إيران وحلفائها
ويؤكد الخبير في العلاقات الدولية، الدكتور حامد الصراف، أن هذه التحركات العسكرية تحمل إشارات واضحة بتهديد إيران وحلفائها بالمنطقة سواء ميليشيا الحوثيين في اليمن، أو ميليشيا الحشد الشعبي في العراق، وصولًا إلى ميليشيا حزب الله في لبنان.
ويرى الصراف في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن آخر خيار أمام الولايات المتحدة هو ضرب إيران في خضم هذه التصريحات النارية من جانب ترامب، مستخدمًا المهلة لتراجع طهران عن الملف النووي والكف عن نشر وتصنيع الصواريخ البالستية وعدم دعم حلفائها في المنطقة.
وربط الصراف ذلك بالقول، إن المؤشرات تتصاعد بأن روسيا والصين لن تقبلا بتوجيه ضربة أمريكية لإيران في ظل وجود اتفاقيات استراتيجية تجمع طهران وبكين وموسكو وصولًا إلى بيونغ يانغ، فضلًا عن رفض دول بالمنطقة توجيه هذه الضربة حتى لو كانت على خلاف مع طهران، لما سينتج عن ذلك من توترات وصدامات.
ضرب حلفاء طهران
وأردف الصراف أن الفكرة الخاصة بالتعزيزات الأمريكية الضخمة بهذا الحجم ليست جديدة، ولكن التصريحات النارية متصاعدة وما خرج من المرشد الإيراني علي خامنئي في صلاة عيد الفطر مؤخرًا، يحمل دلالات واضحة أن الجانب الإيراني مصرّ على التحدي مع الولايات المتحدة سواء بتهديدات ترامب الكلامية أو إرسال حاملات الطائرات.
ويعتقد الصراف أن أقصى ما يمكن أن تذهب إليه واشنطن هو التهديد وضرب حلفاء إيران في المنطقة، في ظل مخطط فرض صفقات على الجانب الإيراني، مشيرًا إلى أنه في عام 2024 كانت هناك بالمنطقة حاملة الطائرات "يو اس اس ابراهام لينكولن" وسحبت بعد شكوك حول ضربها من قبل ميليشيا الحوثيين.
بداية النهاية
فيما يقول المحلل السياسي المختص في الشأن الإيراني، طاهر أبو نضال، إن المشهد بهذه الآليات العسكرية الضخمة يدخل في إطار بداية النهاية للسياسات الإيرانية، وذلك في حال عدم تراجع طهران عما تصمم عليه من إنتاج القنبلة النووية والصعود إلى أعلى درجات تخصيب اليورانيوم، وتعزيز إنتاج الصواريخ طويلة المدى.
وبين أبو نضال في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن صعوبة المشهد وحساسيته مرتبط بتحويل الولايات المتحدة لأكبر جانب من الأدوات والقطع العسكرية المتطورة، ولا سيما أن هناك مهلة معينة ذات معالم، ولها تاريخ محدد من ترامب في حال عدم التقدم من جانب طهران بتغيير حقيقي سريع في التفاعل الذي يريده الرئيس الأمريكي مع التفاوض المباشر والشروط الصعبة.
استفزاز ترامب
وأشار أبو نضال إلى أن هذه الأدوات العسكرية البحرية والجوية التي تتمركز في المنطقة بمثابة استعداد لرد الفعل الأمريكي مع انتهاء المهلة التي تجاوزت نصف مدتها، والذي سيتمثل في ضربات عسكرية، خاصة أن الساسة في طهران ما زالوا متمسكين بمنهج "المماطلة" الذي يحمل على جانب آخر من الاستفزاز للرئيس الأمريكي.
واستكمل بالقول إن الساسة الإيرانيين على كافة المستويات، إن لم يدركوا حقيقة التهديد الأمريكي والاستعداد للتنفيذ وعملوا على الجنوح إلى ما تطلبه الإدارة الأمريكية بإنهاء مشاريعها النووية والصاروخية وصولًا إلى نشاط ميليشياتها وتوسعاتها في المنطقة عبر أذرعها، سيكون للقطع العسكرية التي تحضر إلى المنطقة دور في تغير أوضاع سياسية في إيران.