الكرملين: بوتين وترامب قد يلتقيان مرة أخرى قريبا

logo
العالم

منشأة فوردو الإيرانية... عقدة نووية تؤرق نتنياهو وترامب

منشأة فوردو الإيرانية... عقدة نووية تؤرق نتنياهو وترامب
صورة جوية لمنشأة فوردوالمصدر: أ ف ب
20 يونيو 2025، 6:04 ص

حذّر خبراء في الشأن الإيراني والعلاقات الدولية من أن استهداف منشأة "فوردو" النووية الإيرانية المحصنة تحت الجبال، لن يكون مجرد تطور عسكري عادي، بل يمثل تحوّلا استراتيجيا قد يغيّر مشهد المواجهة بين إسرائيل وإيران، ويزجّ بالولايات المتحدة في الحرب بشكل مباشر وعلني.

وأوضح الخبراء، في تصريحات لموقع "إرم نيوز"، أن منشأة "فوردو" تختلف جذريا عن باقي المنشآت النووية الإيرانية، كونها القلب النابض للبرنامج النووي الإيراني، وتحتوي على أجهزة طرد مركزي قادرة على تخصيب اليورانيوم لمستويات تسليحية، إلى جانب مراكز أبحاث ومعامل وغرفة تحكم مركزية تدير منشآت أخرى.

وأشاروا إلى أن ضرب "فوردو" يتطلب قنابل خارقة للتحصينات مثل القنبلة الأميركية "GBU-57"، وهي سلاح فائق القوة مصمم لاختراق المخابئ العميقة، ما يعني أن تنفيذ هذا النوع من الضربات لا يمكن أن يتم دون موافقة أمريكية ومشاركة عملياتية محتملة.

في هذا السياق، نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مسؤولين أمريكيين أن إسرائيل أبلغت إدارة الرئيس دونالد ترامب أنها قد لا تتمكن من تدمير "فوردو" جوا بشكل كامل، لكنها تبحث خيارات بديلة تشمل عمليات برية عبر وحدات كوماندوز.

كما أضاف الموقع أن  ترامب لا يزال يدرس بعناية ما إذا كان توجيه ضربة إلى "فوردو" ضرورياً، مع التأكيد على عدم رغبة واشنطن في الانجرار إلى حرب طويلة في الشرق الأوسط.

يأتي ذلك في وقت دعا فيه مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون إلى تدمير "فوردو" فوراً، قائلاً: "اقصفوا فوردو وانتهى الأمر... كان يجب أن يحدث ذلك منذ زمن طويل".

ويرى الخبير في العلاقات الدولية باسم معلوف أن قرار ترامب في القضاء على البرنامج النووي الإيراني، في هذا التوقيت، في حال اتخاذه وقراره الذهاب إليه، سيكون من خلال ضربة عسكرية، وأن إمكانيات تل أبيب في استهداف "فوردو" المحصن لا تسمح لها بتنفيذ المهمة.

أخبار ذات علاقة

منشأة فوردو النووية (صورة جوية)

مصادر: إسرائيل تستعد لضرب "فوردو" خلال أيام

 وبيّن معلوف في حديث لـ"إرم نيوز"، أن منشأة "فوردو" المتواجدة تحت الأرض، على عمق يصل إلى 100 متر تقريباً تحت سفح الجبال، واتخاذ القرار تجاهها سيكون مسؤولية الولايات المتحدة، ومن خلالها، حتى لو لم تشارك في الضربات العسكرية الإسرائيلية؛ لأن نوعية القنابل المتوافرة لدى إسرائيل لا تستطيع تدميرها.

ويرجح معلوف صعوبة دخول  الولايات المتحدة في استهداف مباشر لمنشآت نووية وضرب عصب البرنامج النووي الإيراني، لما في ذلك من خطورة كبيرة على الأمن والسلام الدوليين.

ويعتقد أن ضرب "فوردو" بالقنابل الأمريكية القادرة على الوصول إلى هذا العمق والتأثير فيه، لن يكون من خلال دخول أمريكي مباشر، وإنما بإتاحة هذه القنابل وأنظمة تشغيلها لإسرائيل لاستخدامها، لكن في النهاية، سيكون معلوما أنها قنابل أمريكية، وهو ما يغيّر المشهد بالنسبة لأطراف دولية تراقب، مثل الصين وروسيا، وقد ينتج عن ذلك مستجدات أخرى.

واستكمل معلوف أن جزءا كبيرا من قدرات البرنامج النووي الإيراني موجود في هذه المنشأة، وتتمثل في أجهزة الطرد المركزي من الطراز الأحدث، والتي أُدخلت عليها تطويرات تجعل عملية تخصيب اليورانيوم أسرع وأكثر نقاء.

بدوره، يقول الخبير في الشأن الإيراني، طاهر أبو نضال، إن "فوردو" موقع نووي استراتيجي من حيث بنائه وتأسيسه في جبال صخرية ذات درجة عالية من الصلابة ومتعددة الطبقات.

وأوضح أبو نضال لـ"إرم نيوز"، أن "فوردو" يخصب اليورانيوم بدرجة تؤهل إيران للحصول على قنبلة نووية، وفي الوقت ذاته، محصن بشكل معقد، ولكن موقعه بين طهران وقم، في ظل ما يدور حول تجهيز واشنطن لضربة بالقنابل القادرة على الوصول إليه وهي "جي بي يو - 57"، أثار الفزع داخل إيران.

أخبار ذات علاقة

محسن رضائي

رضائي: قنابل واشنطن لن تخترق منشأة فوردو النووية

 وأكد أبو نضال أن "فوردو" هدف أساس، في ظل اعتباره "العمود الفقري" للبرنامج النووي الإيراني، على مستوى أن تصنيع السلاح النووي يكون من خلاله، في ظل إمكانياته المتطورة في أجهزة التخصيب غير المتوفرة في أي موقع أو منشأة نووية أخرى داخل إيران، بجانب أن مراكز الأبحاث والمعامل التي يضمها "فوردو" بها غرفة تحكم كبيرة لعمل منشآت نووية أخرى.

وتابع أن أهمية "فوردو" بهذا الشكل والإمكانيات، هو ما قد يدفع الولايات المتحدة للدخول بشكل مباشر وعلني مع إسرائيل في توجيه ضربات لإيران، ممثلة في هذه المنشأة، لاسيما أن القنابل القادرة على اختراق الجبال والاستعدادات التحصينية، والتي تقع بحوزة واشنطن، ستغير المعادلة وتقلبها رأساً على عقب فيما يخص البرنامج النووي الإيراني.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC