أشعلت تصريحات وصفت بـ"العنصرية" للمتحدث باسم جيش الكونغو الديمقراطية، الجنرال سيلفان إيكينجي، الساحة السياسية في البلاد.
وقال الجنرال إيكينجي إن نساء التوتسي (مجموعة عرقية أفريقية) كن يعتمدن على معدل المواليد لضمان "التفوق" على سكان الكونغو.
وخلال مقابلة مع التلفزيون الوطني الكونغولي، حذر إيكينجي مما اعتبره مخاطر أمنية مرتبطة بمجتمع التوتسي، وذهب إلى حد تحذير مواطنيه من "الزيجات المختلطة".
واعتُبرت تصريحات إيكينجي "تمييزية"، وتم إيقافه عن مهامه كمتحدث باسم جيش البلاد التي تواجه وضعا أمنيا هشا.
وفي أبرز ردود الفعل، وصف جون نسانا كانيوني، المسؤول في اتحاد الشركات الكونغولية، تصريحات الجنرال المقال بأنها "غير مقبولة". كما نددت حركة لوتشا المدنية بهذه التصريحات ووصفتها بأنها "خطاب كراهية ".
وذكر آخرون أن قبيلة التوتسي غير موجودة في البلاد، معتبرين أن الجنرال أطلق إنذارا فقط ليشير إلى وجود خطر وشيك.
وصرح خبراء في الكونغو، لوسائل إعلام محلية، يوم الثلاثاء، بأن الهجوم اللفظي بهذه المصطلحات على مجتمع التوتسي يُنذر بإحياء التوترات التي لا تزال قائمة، بعد أكثر من ثلاثين عاماً على الإبادة الجماعية في رواندا.
وفي الفترة ما بين 7 أبريل و17 يوليو 1994، قُتل ما يقرب من 800 ألف رواندي، معظمهم من التوتسي، في غضون 100 يوم فقط على يد ميليشيات الإنترهاموي، وبمشاركة مواطنين.
وبحسب وكالة الأنباء الكونغولية، استنكرت السلطات الكونغولية استغلال المسؤولين الروانديين تصريحات الجنرال إيكينجي، واعتبرت أنهم استخدموها ضد جمهورية الكونغو الديمقراطية.
من جانبهم، أكد أنصار رئيس الكونغو الديمقراطية، فيليكس تشيسكيدي، أنه لطالما اعتبر مكافحة جميع أشكال التمييز ضد أي فئة من فئات المجتمع من أولوياته.
وتضم جمهورية الكونغو الديمقراطية نحو 450 فئة مجتمعية مختلفة.
وأثار هذا التصريح ردود فعل دولية أيضاً. فقد أكد نائب رئيس الوزراء وزير خارجية بلجيكا، ماكسيم بريفو، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، أنه "مصدوم للغاية"، واصفاً هذه التصريحات بأنها "لا تليق بمسؤول رسمي".
وأضاف الوزير البلجيكي: "يجب رفض جميع خطابات الكراهية تحت جميع الظروف. لا يمكن بناء الوئام الوطني إلا بروح الشمولية".
وسيُقدّم فريق من المحامين الدوليين شكوى إلى مكتب المدعي العام ومكتب المدعي العسكري في كينشاسا، كما ستُرفع القضية أمام المحكمة الجنائية الدولية ضد الجنرال المقال.
وتذكّر هذه التصريحات بـ "وصايا الهوتو العشر" التي نُشرت العام 1990، ووصايا مماثلة نُشرت العام 1959، والتي استغلت لطرد مئات الآلاف من التوتسي من رواندا، وكان لها دور في تغذية الإبادة الجماعية العام 1994.