logo
العالم
خاص

من التصفية إلى الملاذ الآمن.. ما مصير قادة "العمال الكردستاني" بعد إلقاء السلاح؟

من التصفية إلى الملاذ الآمن.. ما مصير قادة "العمال الكردستاني" بعد إلقاء السلاح؟
مقاتلات من "العمال الكردستاني" خلال عملية تسليم السلاحالمصدر: (أ ف ب)
11 يوليو 2025، 12:19 م

بعد أربعة عقود من الكفاح المسلح ضد الدولة التركية في سبيل انتزاع حقوق للأكراد، الذين يشكلون نحو 20% من سكان تركيا البالغ 85 مليونًا، يضع حزب العمال الكردستاني البندقية جانبًا، لبدء حقبة جديدة عنوانها "السلام والديمقراطية"، وفق ما يرد على لسان قادة الحزب.

أخبار ذات علاقة

من موقع إحراق أسلحة "العمال الكردستاني" شمال العراق

مسؤول تركي: نزع سلاح "العمال الكردستاني" نقطة تحول "لا رجوع عنها"

ورغم أن الحزب أعلن في مرات سابقة عن وقف إطلاق النار لتهيئة الفرصة للتفاوض، غير أن تلك التجارب كانت سرعان ما تنتهي بالفشل.

لكن الإعلان الأخير للحزب يبدو نهائيًا وحاسمًا، خصوصًا أن ثمة تأييدًا إقليميًا ودوليًا لهذه الخطوة، ناهيك من أن الإعلان صدر عن قائد الحزب "التاريخي" عبد الله أوجلان المسجون منذ عام 1999 في جزيرة إيمرالي، والذي اعتقلته تركيا في عملية استخبارية معقدة بعد أن حشدت عسكريًا على الحدود السورية وهددت باجتياح دمشق إن لم تتخل عن أوجلان.

وكان أوجلان ينشط في دمشق ويقيم معسكرات لمقاتليه في البقاع اللبناني بدعم من النظام السوري إبان مرحلة حافظ الأسد الذي وجد في حزب العمال ورقة ضغط ضد تركيا في ملفات عدة أبرزها ملف المياه ولواء إسكندرون الذي تعده دمشق أرضًا سورية محتلة من تركيا.

طلبت دمشق، في منتصف تشرين الأول/ أكتوبر 1998 عن طريق عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري آنذاك، من أوجلان، تحت التهديد التركي، مغادرة البلاد، فتوجه إلى موسكو أولًا، ثم روما، فاليونان، إلى أن تم توقيفه في عاصمة غير متوقعة، وهي كينيا في شباط/ فبراير من عام 1999.

ويروي خدام في مذكراته أنه نقل لأوجلان رسالة مباشرة من الرئيس حافظ الأسد بأن "وجوده لم يعد ممكنًا في سوريا"، وأن عليه مغادرة البلاد حفاظًا على مصلحة سوريا وأمنها.

ووصف خدام الموقف بأنه كان "صعبًا ومحرجًا"، لكنه "حتمي"، نتيجة اقتراب المواجهة العسكرية مع تركيا.

والسؤال المهم الذي يطرح نفسه الآن هو ما مصير قادة حزب العمال الكردستاني بعد إلقاء السلاح.

اللجوء السياسي

ثمة سيناريوهات وتكهنات عدة بشأن مصير قادة حزب العمال الكردستاني، لعل أبرزها هو تدخل دول أوروبية كفرنسا مثلًا لمنحهم حق اللجوء السياسي، فرغم أن الدول الأوروبية تصنف حزب العمال الكردستاني على لائحة الإرهاب غير أن هذه الدول تتعاطف، في الآن ذاته، مع القضية الكردية، وقد يحفزها ذلك على منح قادة الحزب اللجوء السياسي، لتشجيع مسار السلام.

احتضان "الإقليم"

وأفادت مصادر خاصة لـ"إرم نيوز" بأن ثمة سيناريو آخر مرجحًا وهو أن يحتضنهم إقليم كردستان العراق، على اعتبار أن الزعيم مسعود بارزاني لعب دورًا مهمًا في التوصل إلى هذا الخيار السلمي.

وترجح المصادر أن بارزاني ربما تعهد، خلال المرحلة التي سبقت إلقاء السلاح، بضمان سلامة حياة قادة الحزب عند إلقاء السلاح، ومواصلة حياتهم "المدنية" في الإقليم.

ورغم وجود خلافات أيديولوجية بين حزب بارزاني "الديمقراطي الكردستاني" وحزب العمال الكردستاني، غير أن تلك الخلافات كانت تتعلق بالدرجة الأولى بالعمل المسلح.

وترى المصادر أن انتفاء هذه "الذريعة" ستدفع الإقليم لاحتضان المقاتلين وبذل الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى حل للقضية الكردية في تركيا.

انخراط في الحراك السلمي

أما السيناريو الثالث، بحسب المصادر الخاصة، فهو انخراط قادة الحزب في الحراك السياسي السلمي داخل تركيا، بعد الحصول على عفو عام، معربة عن اعتقادها أن الحزب ربما يكون قد حصل على ضمانات من أنقرة بعدم الملاحقة داخل تركيا حين وافقت على صفقة إلقاء السلاح.

يشار إلى أنه، وإلى جانب "العمال الكردستاني" الذي كان يمارس الكفاح المسلح، فإن قسمًا آخر من أكراد تركيا يمارسون النشاط السياسي السلمي داخل البلاد، ولعل أبرز هذه الأحزاب هو "حزب المساواة وديمقراطية الشعوب" الذي ينشط في البرلمان التركي، ويعد حزب المعارضة الثاني في البلاد بعد حزب الشعب الجمهوري.

"التصفية"

ولا تستبعد المصادر رغم احتمال مثل هذا السيناريو، أن تطالب تركيا بتسليم قادة الصف الأول في الحزب مثل جميل بايك ومراد قرايلان ودوران كالكان لمحاكمتهم بتهمة "الإرهاب".

أخبار ذات علاقة

مؤيدون لحزب العمال الكردستاني

حزب العمال الكردستاني يبدأ تسليم سلاحه

كما تشير المصادر إلى وجود احتمال آخر يميل إليه "صقور" الحكومة التركية، وهو أن تجند تركيا عناصر من استخباراتها لتصفية بعض الأسماء المعروفة في الحزب، لا سيما تلك الرافضة لإلقاء السلاح.

وتستدرك المصادر أن مثل هذا الاحتمال قد لا يكون واقعيًا بسبب الحس الأمني العالي الذي يتمتع به قادة الحزب، فضلًا عن أن أنقرة ستكون حذرة في الإقدام على أي فعل قد يثير الاضطرابات داخل البلاد.

سوريا الملاذ

ومن السيناريوهات المحتملة كذلك عن مصير قادة حزب العمال الكردستاني هو انتقال بعضهم إلى سوريا حيث يوجد الكثير من أنصار الحزب فيها.

وما يعزز مثل هذا الاحتمال هو أن منطقة شمال شرق سوريا تقع تحت سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية"، فالكثير من وجوه قسد كانوا مقاتلين ضمن صفوف حزب العمال الكردستاني، بحسب التقديرات التركية.

ورغم أن مثل هذا السيناريو سيغضب تركيا، غير أن من الممكن كذلك، بحسب المصادر، التوصل إلى صيغ توافقية بحيث يجد قادة الحزب ملاذًا يحظون فيه بالترحيب، مثل شمال شرق سوريا، لكن شريطة ألا يمارسوا أي نشاط سياسي.

ويوجد سيناريو أخير يمكن اعتباره نوعًا من "الرومانسية الثورية"، وفقًا للمصادر، وهو بقاء بعض القادة في جبال قنديل، شمال العراق لمواصلة حياة العزلة التي اعتادوها، من دون ممارسة أي نشاط عسكري، بل طبقًا لمقولة رائجة عن الكرد، وهي أن "لا أصدقاء سوى الجبال".

أخبار ذات علاقة

تجمع لمؤيدين حزب العمال الكردستاني

تركيا تحدد مهلة أقصاها 5 أشهر لنزع سلاح "العمال الكردستاني"

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC