logo
العالم

ديناميات الصناعة تتغير.. قطيعة ماسك مع ترامب تعقد وضع تيسلا

ديناميات الصناعة تتغير.. قطيعة ماسك مع ترامب تعقد وضع تيسلا
ماسك وترامبالمصدر: (أ ف ب)
07 يوليو 2025، 12:59 م

ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن توتر العلاقة بين الملياردير الأميركي إيلون ماسك والرئيس الأميركي دونالد ترامب بدأ يلقي بظلاله على مكانة ماسك في الصين، ويهدد موقع شركة تيسلا في أحد أهم أسواقها العالمية.

وبينما يواجه ماسك تحديات متصاعدة داخل الولايات المتحدة، سواء على الصعيد التجاري أو السياسي، تتراجع تيسلا في الصين أمام منافسيها المحليين الذين أسهموا، بشكل غير مباشر، في صعودهم، ورغم أن تيسلا كانت لفترة من الزمن السيارة الكهربائية الأكثر رواجًا في السوق الصينية، وتلقت الشركة دعماً كبيراً من السلطات الصينية ضمن استراتيجية لتسريع نمو الصناعة المحلية، إلا أن هذه الدينامية بدأت تتغير.

تراجع الحصة السوقية ومنافسة شرسة

وأشارت الصحيفة إلى أن تيسلا بدأت تفقد حصتها السوقية لصالح شركات صينية منافسة، أبرزها "بي واي دي" و"كاتل" اللتين أعلنتا مؤخرًا عن تطوير تقنيات شحن فائق السرعة تتيح تعبئة بطاريات السيارات الكهربائية في غضون خمس دقائق فقط.

من جانبهم، عبّر مستهلكون صينيون عن عدم رضاهم عن تيسلا، معتبرين أن تصميمات سياراتها باتت "متعبة" وغير متوافقة مع الذوق المحلي، فالسيارات الصينية الحديثة تقدم ميزات تفوق تلك الموجودة في طرازات تيسلا، مثل شاشات عرض متعددة، وإمكانية مشاهدة الأفلام، وألعاب الفيديو، وثلاجات مدمجة، وكاميرات سيلفي داخلية.

العلاقة مع بكين تتبدد

ورغم أن ماسك كان يُعد سابقًا شريكًا مفضلاً لبكين، واعتُبر أداة استراتيجية لنقل التكنولوجيا وتحفيز المنافسة، فإن تلك الصورة بدأت تتلاشى، خصوصًا بعد تدهور علاقته بإدارة ترامب، ونقلت الصحيفة عن مسؤولين صينيين مطلعين أن ماسك لم يكن متجاوبًا بشكل كافٍ مع المبادرات الصينية خلال فترة وجوده القوي في الإدارة السابقة، ما جعل بكين تُعيد تقييم موقفها تجاهه.

وقال أحد المطلعين على مشاورات مع مسؤولين صينيين: "لا تزال تيسلا مهمة بالنسبة للصين، لكن السلطات تعتبر دعم الشركات المحلية أولوية تتقدم على العلاقة مع ماسك".

الصين: السوق الحيوي لتيسلا

وتُعد الصين ثاني أكبر سوق لتيسلا من حيث الإيرادات بعد الولايات المتحدة، كما أنها أكبر مركز لإنتاج وتصدير سيارات الشركة، إذ تشكل قرابة نصف الشحنات العالمية، بالإضافة إلى توريد مكونات تُستخدم في التصنيع العالمي.

وتواجه تيسلا مخاطر إضافية مع محاولاتها التوسع في أسواق جديدة، من بينها بطاريات "ميغاباك" الخاصة بتخزين الطاقة على نطاق واسع، والتي بدأت الشركة في تصديرها إلى أستراليا انطلاقًا من مصنعها في شنغهاي.

الرهان على الروبوتات والتحدي الصيني

يسعى ماسك إلى جعل تيسلا لاعبًا رائدًا في سوق الروبوتات الشبيهة بالبشر، ويرى فيها فرصة لتحقيق إيرادات قد تتجاوز 10 تريليونات دولار. ومع ذلك، تعتمد الشركة بشكل كبير على الموردين الصينيين في توفير المكونات الأساسية، وهو ما ساعدها على تقليل التكاليف رغم فرض رسوم جمركية أميركية.

وفي الوقت ذاته، برزت شركات روبوتات صينية ناشئة قد يُعزز التعاون مع تيسلا قدراتها التنافسية. ورغم تفاؤل ماسك بإمكانات روبوت "أوبتيموس" التابع لتيسلا، إلا أنه أبدى قلقه من احتمال تفوق الصين في هذا المجال.

سياق تاريخي وتحذير للمستقبل

واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى نماذج سابقة من الشركات الأميركية التي واجهت مصيراً مشابهاً، ففي أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تم إقصاء "موتورولا" من السوق الصينية بعد أن أجبرت الحكومة الشركات الأميركية على مشاركة التكنولوجيا. 

أخبار ذات علاقة

ترامب وماسك

"حزب أمريكا".. ترامب يخرج عن صمته بالسخرية من ماسك (فيديو)

وفي عام 2023، تصدرت "أبل" سوق الهواتف الذكية في الصين، لكنها تراجعت إلى المركز الثالث خلف "هواوي" وعلامة تجارية محلية أخرى، نتيجة المنافسة الشرسة والأسعار المنخفضة، فضلاً عن القيود الحكومية المفروضة على منتجاتها.

ورغم التحديات المتزايدة، يرى بعض المحللين أن تيسلا لا تزال تملك فرصة للصمود، بشرط أن تُعيد ترتيب أوراقها وتتكيف مع التحولات في السوق الصينية، التي باتت أكثر تنافسية وأكثر حساسية للعوامل السياسية. 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC