تستعد جيوش الساحل الأفريقي لإطلاق عملية عسكرية واسعة بحسب ما أفاد مصدر عسكري مالي رفيع المستوى لـ "إرم نيوز"، وهي خطوة تأتي بعد أن شهدت دول: مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو، وتشاد، مؤخرًا، هجمات دموية.
وأحدث تلك الهجمات ما شهدته تشاد عندما شنت جماعة "بوكو حرام" المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي هجومًا قضى فيه نحو 40 جنديًا تشاديًا في تطور أثار المخاوف من تدهور الوضع الأمني في المنطقة.
وقبل أسابيع أيضًا شهدت مالي هجومًا دمويًا نفذه الانفصاليون الطوارق في شمال البلاد؛ ما أدى إلى مقتل العشرات من الجيش، وكذلك من عناصر مجموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية.
وعلّق الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الأفريقية، عمرو ديالو، على ذلك بالقول إنه "من الصعب التكهن بانفراجة في الوضع الأمني في الأفق، خاصة في ظل نجاح الجماعات المسلحة والإرهابية في الحصول على أسلحة متطورة مثل الطائرات المسيّرة، وقنابل يدوية، وغير ذلك، وهي خطوة ستقود إلى احتدام الصراع بين هذه الأطراف".
وأوضح ديالو في تصريح خاص لـ "إرم نيوز" أنه "بحسب المعلومات التي رُشحت أن العملية العسكرية ستشهدها دول مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو، وهي دول أعضاء في كونفدرالية الساحل الجديد، لكن قدرة جيوشها على تحقيق اختراق ميداني كبير تبقى محدودة في اعتقادي بالنظر إلى التضاريس الصعبة لهذه الدول وتمرس الجماعات المسلحة".
ورأى أنه "من غير الواضح أيضًا إذا ما ستشارك في هذه العملية قوات أجنبية مثل مجموعة فاغنر أو جنود روس، لكن أعتقد أن المهمة ستكون صعبة، خاصة أن الجماعات المسلحة ستتخذ بعض الإجراءات الاستباقية؛ لأنها تدرك أنها وجهت ضربات قاسية للجيوش المحلية".
وأنهى ديالو حديثه بالقول: "الجيوش المحلية عليها التخلّي عن فكرة حسم المعركة ميدانيًا وبالقوة والتفاوض مع بعض الجماعات المسلحة المنفتحة على الحل السياسي، وتسليم سلاحها مقابل بعض الضمانات؛ لأن المقاربة العسكرية وحدها ليست حلًا في المنطقة الآن".
وتواجه الجيوش المحلية في دول، مثل: مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو، جماعات مسلحة منقسمة هي أصلًا، حيث هناك جماعات تنادي بالانفصال مثل المتمردين الطوارق، وأخرى مرتبطة بتنيظمات إرهابية مثل جبهة نصرة الإسلام والمسلمين.
وقال المحلل السياسي النيجري، ناصر سيدو: "إن ذلك يخلق معادلة صعبة، إذ من غير المتوقع أن تلجأ الحكومات والجيوش الوطنية إلى التفاوض مع جماعات تتبنى أفكارًا متشددة مثل جبهة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بالقاعدة".
وأضاف سيدو في تصريح خاص لـ "إرم نيوز": "في المقابل أعتقد أن الجيوش الوطنية ستسعى في المرحلة المقبلة إلى إحراز تقدم ميداني، لكن يصعب الجزم بإمكانية تحقيق ذلك خاصة في ظل التقارب الذي رأيناه بين المجموعات المسلحة في وقت سابق مثل المتمردين في مالي والنيجر، وهو أمر يخلق صعوبات خاصة من أن هذه الجماعات ستتلقى معلومات استخبارية خلال تنسيقها".