كشف استطلاع رأي جديد لمعهد رونالد ريغان عن أن أغلبية الأمريكيين أكثر تفاؤلاً من أي وقت مضى بشأن قوة الجيش الأمريكي، ويؤيدون دورًا رائدًا للولايات المتحدة على الساحة العالمية.
ويشمل هذا الدعم تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا والدفاع عن تايوان، وهو ما يعكس رغبة قوية لدى الجمهور في استمرار القيادة الأمريكية الدولية، رغم الجدل السياسي الداخلي حول فلسفة "أمريكا أولاً" التي تبنتها إدارة الرئيس دونالد ترامب سابقًا.
وشمل الاستطلاع، الذي أُجري بين 23 أكتوبر و3 نوفمبر 2025، ونشرت نتائجه صحيفة "نيوز ويك" الأمريكية، 2507 بالغين في الولايات المتحدة، دراسة مواقف المواطنين تجاه السياسة الدفاعية، القوة العسكرية، والتحالفات الدولية.
ووجد أن 64% يعتقدون أن الولايات المتحدة يجب أن تكون "أكثر مشاركة وتتولى زمام المبادرة" في الأحداث الدولية، في حين يرى 87% منهم أن امتلاك أقوى جيش في العالم أمر بالغ الأهمية، و71% يعتقدون أن القوة الأمريكية تسهم في تحقيق السلام العالمي.
دعم واسع لأوكرانيا وتايوان
أظهر الاستطلاع دعمًا قويًا لحلفاء الولايات المتحدة، حيث أبدى 62% من الأمريكيين، بما في ذلك 72% من الديمقراطيين و57% من الجمهوريين، رغبتهم في انتصار أوكرانيا في مواجهة روسيا، وارتفع تأييد إرسال أسلحة أمريكية إلى 64%.
أما تايوان، فقد شهدت زيادة ملحوظة في الدعم، 70% من المشاركين يؤيدون نقل أصول عسكرية أمريكية إلى الجزيرة في حال هجوم صيني، و71% يؤيدون إرسال المزيد من المعدات العسكرية، بينما وافق 60% على تخصيص قوات أمريكية للدفاع عنها، ما يمثل زيادة تتراوح بين 12 و15 نقطة مئوية عن الأعوام السابقة.
واعتبر الأمريكيون الصين أكبر تهديد خارجي بنسبة 48%، تليها روسيا بنسبة 26%، وأبدى 87% قلقهم من تنامي التعاون بين الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية.
كما ارتفعت شعبية حلف الناتو إلى أعلى مستوياتها منذ بدء استطلاعات المعهد، حيث أبدى 68% رأيًا إيجابيًا تجاه التحالف، مما يعكس رغبة قوية في الحفاظ على التحالفات طويلة الأمد.
ثقة متباينة
على الرغم من التفاؤل، كشف الاستطلاع عن انخفاض ملحوظ في الثقة العامة بالجيش الأمريكي، حيث أعرب 49% فقط عن ثقة كبيرة في المؤسسة، بانخفاض 21 نقطة مقارنة بعام 2018، مع فجوة حزبية كبيرة، 67% من الجمهوريين يثقون بالجيش مقارنة بـ33% من الديمقراطيين.
ومع ذلك، يرى نحو نصف المشاركين أن الجيش قادر على الفوز في حروب خارجية (49%) أو على ردع العدوان الأجنبي (45%).
وتشير نتائج الاستطلاع أيضًا إلى دعم واسع لزيادة الإنفاق على التكنولوجيا الدفاعية المتقدمة، مثل تطوير نظام القبة الذهبية، حيث أيد 68% من المشاركين الإنفاق الفيدرالي الإضافي.
بينما كان الموقف تجاه دمج الذكاء الاصطناعي في الجيش أقل وضوحًا، إذ أيده 27%، مقابل 24% معارضين و49% مترددين.
وقالت راشيل هوف، مديرة السياسات في معهد ريغان، "لطالما أظهر الأمريكيون رغبتهم في قيادة الولايات المتحدة للعالم، لا الانسحاب منه.
دعمهم للدفاع عن تايوان، ومساعدة أوكرانيا، وردع إيران، يعكس نهج 'السلام من خلال القوة' الذي يتماشى مع رؤية ناخبي الرئيس ترامب للقيادة الأمريكية الدولية".