ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطابه الاقتصادي، مؤخرًا، في بث مباشر؛ ما كشف فجوة بين الإحصاءات الرسمية وهموم المواطنين اليومية؛ إذ حوّل الإنجازات المعلنة إلى رسالة سياسية بلا صدى حقيقي لدى الناخبين.
وبحسب "بوليتيكو"، فإن الانطباع كان مختلفًا تمامًا لدى المواطنين العاديين والجمهوريين أنفسهم خلف الأضواء والكاميرات؛ فبينما ركز الرئيس على ما سمَّاه "إنجازات اقتصادية" وألقى باللائمة على الإدارة السابقة، شعر كثير من الأمريكيين بأن خطاب ترامب لم يُلامس واقع حياتهم اليومية، من غلاء المعيشة، وارتفاع تكاليف الطاقة، وتضخم أسعار السلع الأساسية، وصعوبات في تأمين السكن.
ووصف مسؤولون جمهوريون وناخبون حاليون هذه الرسالة بأنها "محاولة للتسويق السياسي أكثر من كونها خطة حقيقية لمعالجة المشاكل الاقتصادية"، مؤكدين أن التركيز على الإحصاءات الكلّية دون ربطها بالمعيشة الفعلية جعل الخطاب بلا صدى.
وكشفت مصادر أن حتى بعض حلفاء ترامب داخل الحزب أقروا بأن محاولة كسب ثقة الناخبين بالاعتماد على بيانات رسمية فقط، دون إظهار التعاطف مع الضغوط اليومية للمواطنين، قد تهدد بجعل التحدي الانتخابي القادم أصعب، خاصة مع اقتراب الانتخابات النصفية.
وأشار خبراء إلى أن "النجاح على الورق لا يساوي نجاحًا على الأرض"، وأن الخطاب، رغم أنظمة البث المباشر والتغطية الإعلامية الواسعة، لم ينجح في سد الفجوة بين التوقعات الاقتصادية للمواطنين وواقعهم اليومي.
وبحسب الصحيفة، فإن الديمقراطيين ما يزالون يعانون من آثار سلبية حديثة من انتخابات العام 2024؛ بسبب إصرار الرئيس السابق جو بايدن، طوال معظم فترة رئاسته، على أن الاقتصاد أقوى مما يوحي به الرأي العام، ومن المؤكد أن كثيرين منهم شعروا بفرحة غامرة لرؤية ترامب، في نظرهم، يقع في الفخ نفسه، ويقلل من شأن مخاوف الأمريكيين بشأن غلاء المعيشة.
ويعتقد مراقبون أن هناك تساؤلات ما تزال عالقة، بما فيها إمكانية أن تتحوّل الإدارة الحالية من الإحصاءات المثالية إلى سياسات ملموسة تلامس حياة المواطنين وتعكس تأثيرًا فعليًا على حياتهم اليومية، أم أن خطاب ترامب سيظل رسالة سياسية بلا صدى حقيقي؟
