تترقب أوروبا، تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، سلطاته رسميًّا، لتقديم خطته بشأن الحرب الروسية الأوكرانية.
ويثير هذا الترقب تساؤلات حول سيناريوهات الصراع بين الغرب مع موسكو خلال عام 2025.
وتوقعت "فاينانشال تايمز" انتهاء الصراع هذا العام الجديد، من خلال إبرام معاهدة بين روسيا وأوكرانيا تتنازل فيها الأخيرة عن جزء من أراضيها.
ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي قد يوافق على هذا التنازل، مقابل ضمانات أمنية أوروبية بدعم من الولايات المتحدة، وفي نهاية المطاف سيتم تجميد انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وأجمع خبراء أن النزاع بين روسيا وأوكرانيا في 2025 قد يبقى مرهونًا بالتطورات الإقليمية والدولية، خاصة بعد تولي ترامب رئاسة البيت الأبيض.
وأشاروا إلى أنه في حال فشله بتنفيذ وعوده بوقف الحرب قد يضطر للتهديد ببعض العقوبات لإجبار الطرفين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
ويرى ديميتري بريجع، مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، أن هناك سيناريوهين رئيسين بشأن الصراع الروسي الأوكراني خلال عام 2025.
الأول، وفق بريجع، "تصعيد النزاع، وقد يؤدي استمرار الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا والعقوبات المتزايدة ضد روسيا إلى دفع الأخيرة لتكثيف عملياتها العسكرية، خاصة إذا استمرت العقبات أمام الحلول الدبلوماسية".
وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "تصعيد الصراع بهذا السيناريو المتوقع قد يترتب عليه تعبئة موارد إضافية، وتصعيدًا في المناطق المتنازع عليها لتحقيق مكاسب ميدانية أو فرض شروط تفاوضية".
وعن السيناريو الثاني، أوضح المحلل السياسي: "هناك احتمال قائم في حال استنزاف الأطراف لمواردها أو زيادة الضغط الدولي للتوصل إلى اتفاقية لوقف إطلاق النار، على غرار ما حدث في نزاعات مجمدة أخرى كالصراع في كوريا".
وتابع: "هذا الخيار يعتمد على عوامل مثل الإرهاق العسكري، وتحولات السياسة العالمية، ودور القوى الكبرى مثل الصين في الدفع نحو تسوية سياسية".
وأردف: "في كلتا الحالتين، يبقى النزاع في أوكرانيا مرهونًا بالتطورات الإقليمية والدولية مع تولي ترامب والتلويح بفرض عقوبات لإجبار الطرفين وتحديد أوكرانيا للجلوس على مائدة التفاوض".
وتوقع أن "يحدث تجميد للصراع، لكن في الوقت الحالي لن يحدث ذلك إلا بعد توضيح الأمور المتعلقة بكيفية وقف إطلاق النار".
وأكد أن "كل طرف يحاول الآن كسب مزيد من أوراق الضغط، والطرف الأوكراني يحاول اختراق الجبهة الداخلية لروسيا من خلال مقاطعة كورسك".
وزاد: "أما الطرف الروسي فهو سيحاول السيطرة بشكل كامل على مقاطعة الدونباس بشرق أوكرانيا، وبعد ذلك يمكن الحديث عن تجميد الصراع وإبرام اتفاقية وقف إطلاق النار عبر منطقة آمنة بعمق 1300 كلم مع وضع ضمانات بمنع انضام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي، وهذا شيء يضمن أمن روسيا".
من ناحية أخرى، قال د. الدكتور محمود الأفندي المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن "السيناريوهات المطروحة - التصعيد أو التجميد - لا يُناسبان الطرف الروسي، نظرًا لأن تجميد الصراع يعني عدم تحقيق روسيا لأمنها القومي بشكل كامل؛ لأن تجميد الحرب قد تشتعل من جديد".
وأضاف الأفندي: "تجميد الصراع قد يستهدف إعادة بناء الجيش الأوكراني من جديد، وهو ما يحاول الغرب تحقيقه حاليًّا بسبب الخسائر الكبيرة التي ما زالت تشهدها أوكرانيا والدول الغربية التي تعاني أزمات مالية".
وأكد لـ"إرم نيوز" أن "التصعيد إذ استمر بهذا الشكل فإنه سوف يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة، هذا لا يلائم روسيا ولا الولايات المتحدة الأمريكية ولا الغربي، وبالتالي فإن التصعيد لا يعطي أي ميزة لصالح الطرفين الروسي والغربي".
وأشار إلى أن "السيناريو المتوقع للحرب الروسية الأوكرانية استمرار الحرب ولن يوقف إطلاق النار وسوف تكون هناك محاولات لجلوس الطرفين الروسي والأوكراني على مائدة المفاوضات".
وبين أن "روسيا سوف تحاول بأسرع فترة ممكنة السيطرة على المقاطعات الأربعة بشكل كامل في شرق أوكرانيا مع بداية الربيع، وبالتالي اختراق القوات الروسية لخط الدفاع الثالث لأوكرانيا، وعندها سوف تستسلم كييف".
وأشار إلى أن "روسيا بحاجة لاستسلام أوكرانيا لتصبح دولة محايدة أو غير محايدة دون منافذ بحرية أي دون أوديسا، وموسكو مستمرة حتى الوصول إلى أوديسا".
وخلص الخبير في الشؤون الروسية، إلى أن "السيناريو الأبرز خلال عام 2025 حال استمرار النزاع بين الطرفين هو انهيار الجيش الأوكراني وانتصار روسيا".
