مصدر دبلوماسي أوروبي: خطة الضمانات الأمنية تحظى بدعم إدارة ترامب

logo
العالم

"الزعامة التقليدية" تفجر العنف في غانا

"الزعامة التقليدية" تفجر العنف في غانا
جنود من الجيش الغانيالمصدر: ا ف ب
29 يوليو 2025، 12:20 م

ملاذ عماد

أعلنت غانا عن نشر تعزيزات أمنية في المنطقة الشمالية الشرقية، في إطار ما وصفته بردّ فعل على تصاعد أعمال العنف المرتبطة بنزاع مستمر منذ سنوات حول الزعامة التقليدية.

وأكد متحدث باسم الرئيس جون دراماني ماهاما أن الخطوة جاءت بعد سلسلة هجمات استهدفت مدارس ومؤسسات أخرى؛ ما زاد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة.

ويُعد نزاع باوكو من أطول النزاعات الإثنية في البلاد، حيث تعود جذوره إلى عدة عقود، ويُعرف بصعوبة حله، إذ تمحور الخلاف بين جماعتي المامبرسي والكوساسي حول أحقية تعيين الزعيم التقليدي.

وغالبًا ما أدى هذا الصراع إلى اشتباكات عنيفة وتصاعد في أعداد الضحايا، على الرغم من جهود الوساطة التي قادها الزعيم التقليدي أوتومفوو أوسي توتو الثاني، المعروف بلقب "أسنتيهيني"، والتي كادت أن تُفضي إلى حلول نهائية للنزاع.

إلا أن موجة القتل الأخيرة دفعت السلطات إلى اتخاذ إجراءات صارمة للسيطرة على الوضع، وفق ما أعلنه المتحدث الرئاسي فيليكس كواكي أوفوسو.

أخبار ذات علاقة

عناصر من الجيش الغاني يتدربون على مكافحة الإرهاب

غانا تنفي السماح لمتطرفي بوركينافاسو باستخدام أراضيها

 

أزمة مستمرة وتحديات أمنية متصاعدة

وأوضح المحلل الأكاديمي والمهتم بالشأن الأفريقي خالد عبد الرحمن، أن الأسبوع الماضي شهد تصاعدًا في وتيرة العنف.

وقال عبد الرحمن إنه قُتل في الهجوم زعيم محلي من قبيلة الكوساسي، إلى جانب ثلاثة طلاب من المرحلة الثانوية، بسبب هجوم شنه مسلحون اقتحموا الحرم المدرسي، في حادثة أثارت موجة من الغضب والقلق، وفق ما أوردته تقارير إعلامية محلية.

وأشار إلى أن الحكومة لم تُفصح عن العدد الدقيق للقوات الإضافية التي أُرسلت إلى المنطقة الحدودية مع بوركينا فاسو، رغم وجود قوة عسكرية منتشرة هناك بالفعل.

واعتبر أن هذا الغموض الرسمي يعكس طبيعة الموقف الأمني الهش، والتوترات التي واجهتها السلطات في السيطرة على الوضع.

وأضاف لـ"إرم نيوز" أن المتحدث الرئاسي أعلن عن فرض حظر تجول يبدأ من الساعة الثانية ظهرًا وحتى السادسة صباحًا، دون تحديد موعد لانتهائه.

وأكد أن الهدف من هذا الإجراء تمثّل في إعادة فرض النظام وتسهيل عمليات إجلاء الطلاب من المناطق المتأثرة، وهي خطوة أظهرت حجم التحديات الأمنية والإنسانية التي تواجه الدولة في هذه المرحلة.

أخبار ذات علاقة

نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس خلال زيارة لغانا

غانا وكوت ديفوار وبنين.. الولايات المتحدة تبحث عن حلفاء جدد في أفريقيا

 

تصعيد أمني محتمل

من جهتها، رأت الأكاديمية المهتمة بالشأن الأفريقي سامية عبد الله أن الأحداث الأخيرة في شمال غانا، وعلى رأسها مقتل زعيم محلي وثلاثة طلاب داخل الحرم المدرسي، أنذرت بتصاعد حتمي في التوترات الأمنية، ليس فقط داخل الحدود الغانية، بل على امتداد الشريط الحدودي مع بوركينا فاسو.

وأوضحت عبد الله لـ"إرم نيوز" أن طبيعة الهجوم الذي استهدف مؤسسة تعليمية عكست تحولًا جديدًا ومرعبًا في أنماط العنف؛ ما قد فتح المجال أمام ردود فعل اجتماعية غاضبة أو عمليات انتقامية بين المواطنين.

وأردفت أن الإجراءات الحكومية مثل فرض حظر التجول وإرسال تعزيزات عسكرية بدت ضرورية لضبط الأمن، لكنها لن تكون كافية ما لم تُعالج الأسباب الجذرية للتوتر؛ مثل هشاشة الأوضاع الاقتصادية، وغياب الثقة في أجهزة الدولة، وتنامي نشاط الجماعات المسلحة العابرة للحدود.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC