logo
العالم

هل أصبح الناتو عاجزًا؟.. بوتين يختبر التحالف بأسلحة رخيصة وأفكار استراتيجية

الرئيس الروسي فلاديمير بوتينالمصدر: فايننشال تايمز

تتواصل التوترات على الجناح الشرقي لحلف الناتو بعد سلسلة من الغارات الروسية باستخدام الطائرات المسيّرة على الأراضي البولندية، في مشهد يوضح هشاشة الدفاعات الأوروبية، ويكشف عن استراتيجية موسكو المتمثلة في اختبار استعداد التحالف بأسلحة رخيصة؛ لمواجهة أي مفاجآت عسكرية.

وكشفت "فايننشال تايمز"، أن الهجوم الروسي الأخير، الذي استهدف أجواء بولندا، دفع مقاتلات الناتو للتحليق وإسقاط عدد من الطائرات المسيّرة، وهو أول تفاعل مباشر للقوات الأوروبية مع روسيا منذ بداية الحرب في أوكرانيا. 

أخبار ذات علاقة

أضرار في منزل ببولندا بعد سقوط شظايا مسيّرة

بولندا تحدّ من الملاحة الجوية ومجلس الأمن يبحث الانتهاك الروسي

لكن الخبراء يرون أن ما حدث لم يكُن مجرد حادث، بل “تدريب ميداني” يتيح لروسيا رصد مدى سرعة استجابة الناتو وكفاءته في التصدي لهجمات متعددة ومفاجئة.

وبحسب الجنرال الأمريكي السابق بن هودجز، فإن أوروبا ما زالت غير جاهزة لمواجهة أسلوب الهجمات الروسية المتكرر، كما يحدث يوميًّا في أوكرانيا؛ ما يُشير إلى حاجة ملحة لتعزيز الدفاعات الجوية بوسائل متكاملة ومتعددة الطبقات.

أخبار ذات علاقة

وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي

بولندا: خرق المسيّرات الروسية الأجواء لم يكن عن طريق الخطأ

وأضاف: "أوروبا بحاجة ماسة إلى نظام دفاع جوي متعدد الطبقات ومتكامل، قادر على تقييم حجم الهجوم الوارد وتوجيه الموارد المناسبة، على عكس ما حدث صباح الأربعاء، حين تم إرسال مقاتلات ثمينة مثل الطائرات الهولندية F-35 لإسقاط طائرات مسيّرة منخفضة التكلفة".

ووصف هودجز ما حدث بأنه “ليس حادثًا عشوائيًّا”، مشيرًا إلى أن العدد الكبير للطائرات المسيّرة يشير إلى أن الهجوم كان بمثابة تمرين روسي لاختبار مدى فعالية أنظمة الإنذار المبكر وسرعة الاستجابة لدى الناتو.

ومن جهته، وصف وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو الاقتحام الجوي بأنه “هجوم متعمد” هدفه “الاستفزاز والاختبار في الوقت نفسه”، مسلطًا الضوء على استراتيجية موسكو في الضغط النفسي والتقني على الحلفاء الغربيين عبر وسائل هجينة وغير تقليدية.

وتذكر مصادر مطّلعة أن الهجمات الروسية تضمنت استخدام طائرات مسيّرة من نوع "جيربيرا" الإيرانية، غالبًا كتمويه قبل موجات صواريخ مسلحة؛ ما يعكس أسلوبًا محسوبًا لاختبار ردود الفعل على الأرض والجو.

وفي الوقت ذاته، تُشير المراقبة إلى أن الهجمات كانت مرتبطة بالتمارين العسكرية الروسية-البيلاروسية "زاباد"، والتي تهدف إلى اختبار ردود الناتو على أي استفزازات، وإبراز القوة الروسية رغم إخفاقاتها في أوكرانيا، وإبقاء دول التحالف في حالة يقظة دائمة.

ويرى مراقبون أن هذه التطورات تكشف عن استراتيجية موسكو الجديدةو منها استغلال ضعف التنسيق بين أعضاء الناتو، وزرع الانقسام بشأن كيفية الرد، وخلق حالة من القلق النفسي والسياسي بين الحلفاء، ما يُنظر إليه على أنه جزء من حرب هجينة متطورة على حدود أوروبا الشرقية.

وفي النهاية، من المرجح أن يكون الحدث الأخير قد سلط الضوء على تحديات الناتو في حماية أعضائه الشرقيين، وأظهر أن التحالف لم يتعلم بعد الدروس المستفادة من النزاع في أوكرانيا، بينما روسيا تسعى لاختبار حدود التحالف واستعداداته لمواجهة أي تصعيد محتمل.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC