إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة تقتل 13 فلسطينيا خلال الساعات الأخيرة

logo
العالم

واشنطن وموسكو.. لقاء دبلوماسي جديد وسط اشتداد الحرب في أوكرانيا

واشنطن وموسكو.. لقاء دبلوماسي جديد وسط اشتداد الحرب في أوكرانيا
علما روسيا والولايات المتحدةالمصدر: رويترز
09 أبريل 2025، 2:22 م

تتجه أنظار العالم نحو العاصمة الأمريكية واشنطن، الأسبوع المقبل، حيث يُرتقب لقاء دبلوماسي جديد بين واشنطن وموسكو، في وقت تشتد فيه الحرب في أوكرانيا، وتتضارب فيه مصالح القوتين العظميين.

وكشفت وكالة «تاس» الروسية عن مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن اتصالات جديدة بين روسيا والولايات المتحدة قد تعقد الأسبوع المقبل.

وفي وقتٍ سابق من أبريل الجاري، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إنه يتم التحضير لعقد اجتماع ثانٍ بين موسكو وواشنطن، موضحاً أنه سيركز على إزالة العقبات التي تعترض العلاقات بين البلدين.

أخبار ذات علاقة

رجال إنقاذ أوكرانيون يعملون فوق مبنى مكاتب متعدد الطوابق متضرر إثر هجوم صاروخي روسي في كييف

تقدم روسي في 7 مناطق على خطوط المواجهة مع أوكرانيا

وبينما تلوح في الأفق بوادر «مرونة أمريكية» يقابلها «تشدد روسي»، يبقى السؤال الأبرز، هل يُمكن أن تثمر هذه الجولة المرتقبة في نزع فتيل الأزمة أم أنها ستنتهي كسابقاتها بخيبة أمل دولية جديدة؟

ويرى الخبراء، أن واشنطن، بقيادة الرئيس ترامب، باتت أكثر انفتاحاً على تقديم تنازلات محدودة لموسكو، في إطار رغبتها بإنهاء الحرب وإظهار إنجاز دبلوماسي مبكر لإدارته، إلا أن هذه المرونة تأتي مشروطة بقبول روسي مبدئي بخطوط حمراء أمريكية، وهو ما لم يظهر بعد في موقف الكرملين، ما يضعف من فرص التوصل إلى اتفاق خلال الجولة المقبلة.

مواصلة الضغط الميداني 

وفقاً للخبراء الذين تحدثوا لـ«إرم نيوز»، فإن الرئيس الروسي لا يُبدي أية نية حقيقية للتراجع عن أهدافه الإستراتيجية في أوكرانيا، بل يسعى إلى استخدام المفاوضات كغطاء لمواصلة الضغط الميداني، مع الحفاظ على قنوات الاتصال مع إدارة ترامب. 

وأضاف الخبراء، أن هذا التكتيك يشير إلى سيناريو متوقع يتمثل في استمرار اللقاءات دون تحقيق تقدم جوهري، مع احتمال استخدام روسيا لأي فشل تفاوضي لتبرير خطوات تصعيدية لاحقة.

وأوضح الخبراء، أن اللقاء المنتظر يأتي في ظل فتور حادٍ في العلاقات، لكنه يهدف بالأساس إلى اختبار مدى استعداد أمريكا لتقليص دعمها لكييف، وأن المفاوضات ستكون أداة روسية للضغط السياسي على أوكرانيا، لا لتقديم تنازلات.

وأشار إلى أن الحسم لن يأتي من الطاولة، بل من قرارات أمريكية تتعلق بمستوى الدعم العسكري والاستخباراتي، ما يعني أن أي اتفاق لن يُبنى على التوافق، بل على تراجع قسري في موقع كييف الإستراتيجي.

أخبار ذات علاقة

المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا

روسيا تستدعي السفير الفرنسي على خلفية احتجاز موظفة حكومية

 

مرونة أمريكية وتشدد روسي 

وقال السفير مسعود معلوف، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأمريكية، إن الرئيس دونالد ترامب يولي اهتماماً كبيراً بإنهاء الحرب، وقد أبدى مرونة تجاه بعض شروط موسكو، بل وبدأ بممارسة ضغوط مباشرة على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في محاولة لدفعه نحو القبول بتسوية. 

وأضاف في تصريحات خاصة لـ«إرم نيوز»، أن مبعوثاً اقتصادياً من جانب الكرملين زار واشنطن منتصف الأسبوع الماضي، حيث اجتمع مع ويتكوف وشخصيات أخرى، وأنه تحدث عن عقد اجتماع مرتقب بين الوفدين الأمريكي والروسي في الأسبوع التالي.

وأكد معلوف، أن الرئيس بوتين لم يوافق حتى الآن على الطروحات الأمريكية، ولا تزال مواقفه متحفّظة، في حين أشار وزير الخارجية الأمريكي إلى نفاد صبر بلاده من الاجتماعات المتكررة التي لم تثمر عن نتائج ملموسة، متسائلًا عما إذا كانت روسيا ستتخذ قراراً نهائياً قريباً، وهو ما يشير إلى عدم التوصل إلى تفاهمات جديدة في اللقاء المحتمل بين الطرفين هذا الأسبوع.

مباحثات مرتقبة 

وقال الخبير في الشؤون الأمريكية، إنه على الرغم من التفاؤل باحتمالية التوافق على اتفاق ثنائي أمريكي روسي خلال المباحثات المرتقبة، إلا أن بوتين يبدو غير مرتاح للشروط الأمريكية، إلا أنه في الوقت ذاته لا يريد كسر اتفاق وقف إطلاق النار، وأنه يواصل السعي إلى فرض سيطرة كاملة على أوكرانيا، والتخلّص من زيلينسكي، وهو أمر يرفضه الأوكرانيون بشكل قاطع.

واعتبر المحلل السياسي، أن بوتين يفضّل استمرار الحرب على التنازل عن أهدافه، لكنه في الوقت نفسه لا يرغب في القطيعة مع إدارة ترامب، مما يعكس رغبة الطرفين في الحفاظ على قنوات التواصل رغم تباين المواقف.

وأوضح معلوف أن كلاً من ترامب وبوتين يحملان أهدافاً متباعدة؛ فالأول يسعى إلى إنهاء الحرب لإبراز نفسه كـ«رجل سلام» في الداخل الأمريكي، بينما يركز الثاني على إخضاع أوكرانيا سياسياً وعسكرياً، وهو مسار لا يلقى قبولاً في واشنطن.

فتور العلاقات الروسية الأمريكية 

ومن ناحيته، قال رامي القليوبي، الأستاذ الزائر في كلية الاستشراق بالمدرسة العليا للاقتصاد في موسكو، إن اللقاء المحتمل بين واشنطن وموسكو يأتي خاصة أن العلاقات بين الجانبين تمر بحالة من الفتور، نتيجة الوضع السياسي المعقّد الذي يعيشه ترامب.

وأوضح القليوبي، في تصريحات خاصة لـ«إرم نيوز»، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى لتحقيق إنجاز خارجي يُحسب له في بداية ولايته، وفي الوقت نفسه تدرك روسيا أنها تتقدم ميدانياً ولا ترى مصلحة في وقف إطلاق النار حالياً.

وأضاف، أن أي جولات تفاوضية جديدة ستكون، على الأغلب، وسيلة لممارسة مزيد من الضغوط على أوكرانيا، وليس روسيا. 

ويرى الخبير في الشؤون الروسية، أن موسكو في موقع قوة، خاصة في ظل امتلاكها قدرات ذاتية في إنتاج الأسلحة، في مقابل تراجع واضح في أداء الدفاعات الأوكرانية مع تراجع الدعم الاستخباراتي الأمريكي.

وأوضح أن تفكيك الأزمة لن يتم عبر طاولة المفاوضات بين روسيا والولايات المتحدة، بل عبر قرارات أمريكية مباشرة تهدف إلى تقليص الدعم المقدم لكييف، ودفعها نحو القبول بتسوية تضمن الحد الأدنى من المطالب الروسية.

أخبار ذات علاقة

العلم الروسي على واجهة مبنى تاريخي إلى جانب العلم الأمريكي على واجهة السفارة الأمريكية في موسكو، روسيا

أوكرانيا خارج أجندتها.. مباحثات أمريكية روسية جديدة في اسطنبول

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC