تفاقمت الأزمة السياسية في بولندا خلال الساعات الأخيرة على خلفية نفي النائب البارز في البرلمان الأوروبي، غريغورز براون، في لقاء متلفز، أن يكون "متحف أوشفيتز" النازي يحوي غرف تعذيب بالغاز.
واستشاط المذيع المعروف في بولندا لوكاس يانكوفسكي غضبًا، منهيًا المقابلة مع النائب بعبارة "هناك حدّ أقصى"، فيما أعلن متحف أوشفيتز من ناحيته أنه سيرفع دعوى قضائية ضد النائب، وفق ما ذكر موقع "بحداري حريديم" العبري.
ووفق الرواية الإسرائيلية، فعضو البرلمان الأوروبي البولندي، غريغورز براون، من حزب الاتحاد اليميني المتطرف معروف بأنه معادٍ للسامية، حسب تعبيرهم، قال النائب في المقابلة إن غرف الغاز في أوشفيتز غير موجودة، فهي مزيفة ليست حقيقية إطلاقًا.
وأفادت قناة "كان" العبرية بتقديم شكوى ضد النائب لدى مكتب المدعي العام البولندي.
وأشار النائب إلى أن "جرائم القتل الطقسية" التي يدور الحديث عنها منذ الحرب العالمية الثانية، تُشير إلى حملة دموية قديمة، تعود جذورها إلى القرنين الثاني عشر والثالث عشر، وكان مفادها أن اليهود يُحضّرون طقوسهم في عيد الفصح من دم الأطفال المسيحيين، وهذا موجود بالفعل في التراث اليهودي الحديث، وفق تأكيد النائب البولندي.
وقال براون على الهواء مباشرةً إن "متحف أوشفيتز-بيركيناو يمنع تفتيش غرف الغاز"، لمعرفة الحقيقة، واستشاط المحاور لوكاس يانكوفسكي غضبًا وأنهى المقابلة، ولم يقبل مجرد الطرح ونقاشه.
وبحسب الموقع العبري، فهذا ليس أول تصريح مثير للجدل ومستفز للإسرائيليين من براون؛ ففي ديسمبر/ كانون الأول 2023، استخدم مطفأة حريق لإطفاء شموع شمعدان حانوكا عملاق وُضع في البرلمان البولندي، مدعيًا أنه طقس شيطاني يهودي، وفي يوليو/ تموز 2024، علّق براون إعلانًا سياسيًا بجوار موقع معسكر أوشفيتز للإبادة رافضًا المواقف الإسرائيلية واليهودية.
ويشير الإعلام العبري إلى أن إنكار الهولوكوست جريمة بموجب القانون البولندي، وأعلنت عضوة البرلمان آنا ماريا زوكوفسكا في هذا السياق أنها ستقدم شكوى إلى مكتب المدعي العام ضد براون.
من ناحيته، قال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك ردًا على هذا الجدل: "هذا أمر مؤسف، يجب أن نبذل قصارى جهدنا لضمان ألا يربط أحد في العالم بولندا بمثل هذه الوجوه، وهؤلاء الأشخاص، ومثل هذه الأفعال".
وأصدر متحف معسكر أوشفيتز ردًا قويًا ضد براون بإفادته: "إنكار وجود غرف الغاز في معسكر أوشفيتز ليس مجرد عمل من أعمال إنكار الهولوكوست، بل هو أيضًا عمل من أعمال تدنيس ذكرى ضحايا معسكر الاعتقال والإبادة النازي الألماني، وتعبير عن الازدراء بالناجين وأسرهم".
وأدانت وزارة الخارجية الإسرائيلية أقاويل النائب البولندي، بالقول: "ندين بشدة التصريح المشين الصادر عن النائب البولندي في البرلمان الأوروبي، غريغورز براون، الذي ينكر وجود غرف الغاز في أوشفيتز".
ووفق بيان الخارجية الإسرائيلية، فهذا الإنكار الصارخ للهولوكوست يُغذي معاداة السامية، وينشر الكراهية، ويُدنّس ذكرى ملايين الأشخاص الذين قتلهم النازيون.
وأضافت، أن هذا أمر غير مقبول بتاتًا، داعية: "الحكومة البولندية، إلى إجراء تحقيق فوري ضده، ويجب تقديمه للعدالة".
