زيلينسكي: مباحثات "غير سهلة" ولكن "مثمرة" مع الأمريكيين في برلين

logo
العالم

"اعتقال موغيريني".. فضيحة فساد واحتيال تضرب نزاهة المفوضية الأوروبية

فيديريكا موغيرينيالمصدر: (أ ف ب)- أرشيفية

يواجه الاتحاد الأوروبي أخطر تحدٍّ لمصداقيته منذ عقود، بعد اعتقال شخصيتين بارزتين في بروكسل ضمن تحقيق حول الاحتيال، في فضيحة قد تتحول إلى أكبر أزمة منذ استقالة مفوضية جاك سانتر الجماعية عام 1999.

وأعلن مكتب المدعي العام الأوروبي الثلاثاء اعتقال فيديريكا موغيريني، نائبة رئيس المفوضية الأوروبية السابقة ورئيسة السياسة الخارجية للاتحاد من 2014 إلى 2019، إلى جانب ستيفانو سانينو، الدبلوماسي الإيطالي البارز الذي شغل منصب الأمين العام لدائرة العمل الخارجي الأوروبية حتى وقت قريب.

وقال المكتب الأوروبي إن لديه "شكوكًا قوية" بأن عملية طرح عطاءات في الفترة 2021-2022 لإنشاء أكاديمية دبلوماسية ملحقة بكلية أوروبا، حيث تشغل موغيريني منصب مديرة، لم تكن عادلة. وأضاف أن الوقائع، إن ثبتت، "يمكن أن تشكل احتيالًا في المشتريات، وفسادًا، وتضاربًا في المصالح، وانتهاكًا للسرية المهنية".

أورسولا في مرمى النيران

تواجه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تحديًا هائلًا بعد عام واحد فقط من بدء ولايتها الثانية. الفضيحة، التي تعود جذورها إلى سنواتها الأولى في المنصب، تهدد بجرها إلى دوامة من الاتهامات، خاصة في ظل تساؤلات مستمرة حول التزامها بالشفافية.

واستغل منتقدو فون دير لاين الحدث فورًا، حيث تجددت الدعوات لإجراء تصويت رابع بحجب الثقة عنها. قالت مانون أوبري، الرئيسة المشاركة لمجموعة اليسار في البرلمان الأوروبي: "مصداقية مؤسساتنا على المحك".

ودافع مسؤول أوروبي عن فون دير لاين، محمّلًا المسؤولية لدائرة العمل الخارجي الأوروبية، وهي جهاز مستقل بموجب المعاهدات الأوروبية يعمل تحت إشراف الممثلة العليا للاتحاد كايا كالاس. وقال المسؤول: "أعلم أن من لا يحبون فون دير لاين سيستخدمون هذا ضدها، لكنهم يستخدمون كل شيء ضدها. ليس من العدل أن تواجه اقتراحًا بحجب الثقة بسبب شيء ربما فعلته دائرة العمل الخارجي".

توقيت حرج

يأتي التحقيق في وقت تشهد فيه الأحزاب المتشككة في أوروبا واليمين المتطرف موجة من عدم الرضا الشعبي، بينما يضغط الاتحاد الأوروبي على دول داخل وخارج التكتل بشأن فضائح الفساد الخاصة بها.

زولتان كوفاتش، المتحدث باسم الحكومة المجرية التي تواجه انتقادات أوروبية، سخر قائلًا: "من المضحك كيف تحاضر بروكسل الجميع حول (سيادة القانون) بينما تبدو مؤسساتها أشبه بمسلسل جريمة منها باتحاد يعمل بشكل صحيح"، على حد تعبيره.

من جانبها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا لوسائل الإعلام الحكومية إن مسؤولي الاتحاد الأوروبي "يفضلون تجاهل مشاكلهم الخاصة، بينما يحاضرون الآخرين باستمرار".

سلسلة فضائح متواصلة

كافح الاتحاد الأوروبي للتخلص من سلسلة فضائح فساد منذ بداية هذا العقد. منها تحقيقات هذا العام حول أنشطة الضغط التي مارستها شركة هواوي الصينية.

لكن هذه المرة، الأمر أخطر بكثير. فالمتهمان من أبرز الشخصيات في بروكسل، والاتهامات بالغة الخطورة. موغيريني، التي عُينت مديرة لكلية أوروبا عام 2020 وسط انتقادات بأنها غير مؤهلة للمنصب، أصبحت عام 2022 مديرة للأكاديمية الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي، وهو المشروع الذي يقع في قلب التحقيق.

تأثير كارثي

وقال ممثل النقابات الأوروبية الكبرى كريستيانو سيباستياني، إن الاتهامات، إذا ثبتت، سيكون لها "تأثير كارثي على مصداقية المؤسسات المعنية، وبشكل أوسع على تصور المواطنين لجميع المؤسسات الأوروبية".

وأضاف مسؤول في المفوضية: "هذا ليس جيدًا للاتحاد الأوروبي. إنه ينقل هذه الفكرة عن النخبوية، عن شبكة غير رسمية تقدم خدمات متبادلة".

أخبار ذات علاقة

 أندريه يرماك

أوكرانيا على مفترق طرق.. هل تنهي الاستقالة مأزق الفساد المستشري؟

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC