قال خبراء في الشأن الأمريكي إن ما يعرف بـ"الأقلية الذهبية" ربما تزيد من حظوظ مرشح على حساب آخر في الانتخابات الرئاسية المنتظرة، ولكنها لا تعطي أبدا الفوز لأي مرشح سواء الديمقراطية كامالا هاريس أم الجمهوري دونالد ترامب، في وقت يجب أن يحصد فيه الفائز أغلبية الولايات المتأرجحة.
وحدد الخبراء عبر "إرم نيوز"، أشكال منافسة الساعات الأخيرة بين "الجمهوري" و"الديمقراطي" على الولايات المتأرجحة، موضحين أن مكاتب الحزب "الديمقراطي" في جميع الولايات تركز اتصالاتها على المنازل في بنسلفانيا وجورجيا، في محاولة لإقناع الناخبين بالذهاب إلى الاقتراع والتصويت لـ"هاريس".
وكذلك يفعل الحزب "الجمهوري" بالعمل على مدار الساعة بقدر الإمكان، لاسيما بالتواصل مع الناخبين الذين لا ينتسبون إلى أي حزب في الولايات المتأرجحة ويحاولون إقناعهم أن "ترامب" هو الأفضل.
وكانت قد تناولت تقارير أمريكية ما يعرف بـ"الأقلية الذهبية" التي تقدر بـ أقل 0.3% والمتواجدين في ولايات متارجحة مثل بنسلفانيا، أريزونا، ميتشغان، ولم يحسموا حتى الآن وجهتهم، ما يحمل جانبًا آخر من أهمية التركيز على الولايات المتأرجحة.
وبحسب التقارير فإن حملتي "هاريس" و "ترامب" في صراع لإقناع نسبة ضئيلة من الناخبين في تلك الولايات، إذ لا يزال مليون شخص منهم غير متأكدين من خياراتهم، من أصل 162 مليون ناخب بالولايات المتحدة.
ويقول عضو الحزب الديمقراطي نعمان أبو عيسى، إن نظام "تخصص" الولايات هو الذي سيحدد على الأغلب نتائج الانتخابات، في ظل وضوح بعض الولايات "جمهورية" باللون الأحمر وأخرى "ديمقراطية" بالأزرق، إذ إن تلك الولايات ستنتخب بشكل كبير على نفس الاتجاه الحالي ولن تتغير، الأمر الذي يجعل هناك دورا كبيرا في أن تحدد الولايات المتأرجحة نتائج الانتخابات.
ويوضح "أبو عيسى" في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن هناك نحو مليون ناخب في الولايات المتأرجحة في 7 ولايات وهي: ميتشغان، بنسلفانيا، ويسكونسون، جورجيا، نورث كارولينا، نيفادا، أريزونا، في غاية الأهمية؛ لذلك يعمل كلا الحزبين على التقرب من أي أقلية أو مجموعة في هذه الولايات التي ستحدد النتائج.
وأشار "أبو عيسى" إلى أن الحزبين "الجمهوري" و "الديمقراطي" في كل مجموع أمريكا يحاولان التواصل مع الأقليات في تلك الولايات المتأرجحة، والتي من بينهم الأقلية العربية في "ميتشغان" والتي هي ذات وزن ثقيل.
ودلل "أبو عيسى" على ذلك ، قائلا إن مكاتب الحزب الديمقراطي في كافة الولايات ، تقوم بإجراء اتصالات بالمنازل في بنسلفانيا وجورجيا، في محاولة لإقناع الناخبين بالذهاب إلى الاقتراع والتصويت للديمقراطيين، وكذلك يفعل الحزب الجمهوري بالعمل على مدار الساعة بقدر الإمكان.
فيما يرى الخبير في الشأن الأمريكي الداه يعقوب، أن الأقلية الذهبية ربما تزيد من الحظوظ ولكن لا تعطي أبدا الفوز لأي مرشح لأن الفائز يجب أن يحصد أغلبية الولايات المتارجحة، من بينهم بنسلفانيا التي تحمل 19 مقعدا بالمجمع الانتخابي، وميشيغان 16 مقعدا، وجورجيا 15 مقعدا، وهذا يتم الحصول عليه بأصوات الأغلبية هناك، أما الأقلية فهي تشكل نوعًا من العماد والرافعة من أجل دخول البيت الأبيض.
وأكد "يعقوب" في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أنه لا يمكن القول إن هذه الأقلية هي التي ستحسم السباق الانتخابي في الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن السباق يحسم بأصوات الناخبين في الولايات المتأرجحة، ومن هم أصحاب الثقل في التصويت.
وفسر "يعقوب" من هم أصحاب الثقل على حد قوله بمن هم أصحاب البشرة الداكنة اللاتينيين، والجالية الإسلامية والعربية لاسيما في ولاية ميتشغان، مشددا على أن هناك تعويلًا كبيرًا على ما يعرف بجيل "زد" الذي يعتبر بمثابة قوة كبيرة جدا تقدر بأكثر من 10 ملايين شخص، وهم من مواليد 1997 إلى 2002 وأعمارهم تتراوح بين 22 و24 سنة، إذ يتم التعويل عليهم بشكل كبير، فضلًا عن تيارات مثل الإنجيليين.
ولفت إلى أن الأقلية الذهبية يكون لهم الأثر الواضح، بالإضافة إلى "المترددين" حول إعطاء أصواتهم، سواء للمرشح "الجمهوري" أم "الديمقراطي"، وهم يزيدون عن 15 مليون شخص، من الممكن أن يحددوا مسار الانتخابات.