يُناضل الديمقراطيون بقوة هذه الأيام للفوز بكل صوت في ولاية كارولينا الشمالية، المعقل الذي فاز فيه الجمهوريون 10 مرات من أصل 11 انتخابات رئاسية، لتحقيق التفوق والفوز بالرئاسة في انتخابات نوفمبر القادم.
وبحسب موقع "بي بي سي"، كان للناخبين السود في المناطق الريفية، مثل مقاطعة باسكوتانك -كارولينا الشمالية، حيث ثلث السكان من السود، الفضل في مساعدة باراك أوباما على الفوز في الولاية في عام 2008، وهي المرة الوحيدة التي فاز فيها ديمقراطي بولاية نورث كارولينا منذ السبعينيات.
وعلى الرغم من أن دونالد ترامب فاز في كارولينا الشمالية في انتخابات عام 2016 وبهامش ضئيل بلغ 1.3% في 2020، تشير استطلاعات الرأي الآن إلى "التعادل" بين ترامب وبين هاريس، ما يمنح الديمقراطيين أملاً جديدًا في ولاية كانت الخسارة فيها هي القاعدة.
وركز الموقع الإخباري على أهمية مقاطعة باسكوتانك، المعقل النادر للديمقراطيين على الساحل الشمالي الشرقي لكارولينا الشمالية، حيث فاز الديموقراطي جو بايدن بالمقاطعة بفارق 62 صوتًا فقط، وهو أقل هامش للحزب حتى الآن، وهو بالكاد أكبر من تجمع يوم الأحد في كنيسة المقاطعة.
واستشهد الموقع بحديث القس جافان ليتش أمام مصلين في كنيسة بمقاطعة باسكوتانك، فقال: "التصويت فرصة مهمة للغاية وخطيرة للغاية، لأنه إذا لم نشارك بأصواتنا وأجسادنا للديمقراطيين، فهذا يشبه الإدلاء بصوتنا للجانب الآخر".
وأشار الموقع إلى أنه بسبب الهوامش الضئيلة للغاية بين الديمقراطيين والجمهوريين، ليس فقط في ولاية كارولينا الشمالية، بل في ولايات أخرى مثل بنسلفانيا وويسكونسن وميشيغان، سيتعين على حملة هاريس إثارة الناخبين الديمقراطيين من جميع أنحاء الولاية، ليس فقط المناطق الحضرية الزرقاء، ولكن أيضًا في المناطق ذات اللون الأحمر الغامق، والريف أيضًا.
وللنجاح في ذلك، فتح الديمقراطيون مكاتب انتخابية في أماكن، مثل مقاطعة باسكوتانك ومقاطعة أونسلو حيث فاز بفارق 30% رغم فوزه بالولاية بفارق ضئيل ككل، لم ينظموا فيها عادة حملات انتخابية.
والهدف هو جمع أكبر عدد ممكن من الأصوات في الأماكن الأقل احتمالا حتى لو كان ذلك يعني المغامرة في عمق منطقة غير ودية سياسيًا.
ولفت الموقع إلى أن الحزب الديمقراطي قام باستثمارات كبيرة في الولاية، بما في ذلك تسجيل 32 ألف متطوع، وتوظيف أكثر من 340 موظفًا، وفتح 28 مكتبًا، بما في ذلك في المقاطعات الريفية التي يقودها الجمهوريون.
وعلى الرغم من أن فرصة هاريس ضئيلة للفوز بأغلبية الأصوات في هذه الأجزاء ذات اللون الأحمر الغامق من البلاد، فإن الفوز في هذه الانتخابات سيكون بفوارق ضئيلة جدًا.
ولذا يراهن الديمقراطيون على أن بضعة أصوات إضافية في مناطق غير متوقعة قد تُحدث الفارق في سباق متقارب للغاية.
وأكد الموقع أن الجمهوريين، في المقابل، لن يتنازلوا عن ولاية كارولينا الشمالية دون قتال، خصوصًا أن ترامب لن يعود مجددًا إلى البيت الأبيض، بحسب استراتيجيين، إلا إذا ضمن الفوز في كارولينا كأساس يضاف إليه ولايات حاسمة أخرى.