logo
العالم

"بيرل هاربر روسيا" تُؤجج المخاوف بشأن سفن الصين في الموانئ الأمريكية

"بيرل هاربر روسيا" تُؤجج المخاوف بشأن سفن الصين في الموانئ الأمريكية
موانئ أمريكيةالمصدر: مواقع التواصل الاجتماعي
04 يونيو 2025، 3:15 ص

قالت صحيفة "نيوزويك" الأمريكية، التي وصفت هجوم المسيّرات الأوكرانية الأخير على القواعد الروسية بـ"بيرل هاربر روسيا"، إن الهجوم يُؤجّج المخاوف بشأن سفن الشحن الصينية في الموانئ الأمريكية، خشية أن يتم تخزين طائرات مسيّرة هجومية على متن حاوياتها.

ووفقًا لتقرير صادر عن المجلس الأطلسي في مارس/آذار، طورت الصين واستعرضت منصات صواريخ وطائرات دون طيار محمولة في حاويات، يمكن نقلها سرًا على متن سفن تجارية.

أخبار ذات علاقة

جسر للسكك الحديدية بعد انهياره في بريانسك

روسيا تتهم أوكرانيا بالوقوف خلف تفجيرات طالت جسرين

 إخفاء الطائرات

وبحسب الصحيفة، أدى هجوم الطائرات الأوكرانية المسيّرة، الذي وقع يوم الأحد، على قاعدة جوية روسية تبعد أكثر من 3000 ميل عن خطوط المواجهة، إلى تفاقم الجدل المتنامي بين المحللين العسكريين الأمريكيين حول مدى معقولية هجوم مماثل يُشن من سفن تجارية صينية راسية في الموانئ الأمريكية.

وأضافت أن هذا السيناريو أثار تدقيقًا من جانب المشرّعين ومحللي الأمن على حد سواء، عقب تأكيد أن شركة "كوسكو" للشحن، عملاق الشحن الصيني المملوك للدولة، تعمل عبر موانئ أمريكية رئيسة، على الرغم من تصنيفها من قبل وزارة الدفاع كشركة عسكرية صينية.

ويدور الجدل، الآن، حول إمكانية إخفاء طائرات دون طيار أو صواريخ كروز في حاويات شحن على متن هذه السفن، وتفعيلها عن بُعد أو بعد تفريغ حمولتها، واستخدامها في ضربة استباقية.

وفي هذا السياق، أطلق القائد البحري المتقاعد توماس شوجارت، الزميل الحالي في مركز الأمن الأمريكي الجديد، تحذيرًا أكثر إلحاحًا؛ حيث قال: "يكاد يكون من الجنون أن نسمح بشكل روتيني للسفن المملوكة والمدارة من قبل شركات عسكرية صينية مصنّفة من قِبل وزارة الدفاع الأمريكية بالرسو في موانئنا، وعلى متنها آلاف الحاويات وتحت سيطرتها".

موانئ أمريكية رئيسة

وأضاف شوجارت أن المفهوم ليس تخمينيًا، بل هو انعكاس للكتابات العسكرية الصينية؛ إذ إنهم يناقشون صراحة توجيه الضربة الأولى، خاصة ضد ما يسمونه "الكيان القوي"، في إشارة واضحة إلى الولايات المتحدة.

وتابعت الصحيفة أن المخاوف ليست نظرية فحسب؛ ففي يناير/كانون الثاني 2025، طلب أعضاء لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب من خفر السواحل الأمريكي إحاطة سرية، مشيرين إلى وصول شركة كوسكو إلى "موانئ أمريكية رئيسة"، ومحذّرين من مخاطر تشمل "التجسس، والاختراقات الإلكترونية، والتخريب، وتعطيل سلاسل التوريد".

وفي حين أقرّ زاك كالينبورن، الباحث في مجال الطائرات المسيّرة والحرب غير المتكافئة، بالاحتمالية التقنية، فإنه شكك في التوقيت، وصرّح: "إنّ هجومًا صينيًا مماثلًا بطائرات مسيّرة أمرٌ واردٌ بالتأكيد، ويستحق القلق".

وأضاف: "مع ذلك، من غير المرجّح أن يأتي هجوم صيني فجأة؛ لأنه لو أقدمت الصين على ذلك، لكننا على الأرجح في حالة حربٍ بالفعل".

الأهداف العسكرية المحصنة 

لكن لا تزال الدروس المستفادة من هجوم أوكرانيا الأخير بطائرات دون طيار على المطارات الروسية عالقة في أذهان المحللين ومخططي الحرب الأمريكيين، الذين يكافحون مع التقدم التكنولوجي الهائل في ساحات المعارك، مثل حرب الطائرات دون طيار؛ حيث كشفت عملية يوم الأحد كيف يمكن تحييد حتى الأهداف العسكرية المحصنة بطائرات دون طيار منخفضة التكلفة في عمق أراضي عدو مسلّح نوويًا، وحيث يصعب اختراق القوة الجوية التقليدية للعدو.

وأردفت الصحيفة، بحسب خبراء، أن عملية "سبايدرويب" الأوكرانية أثارت تشابهات غير مريحة مع نقاط ضعف الولايات المتحدة.

 وقال شوجارت إنه لا ينبغي للولايات المتحدة أن تفترض أن المسافة توفّر الأمان؛ وأضاف أن أمريكا، رغم تحصين بعض القواعد الجوية الخارجية، لا تزال تنشر طائرات بمليارات الدولارات في العراء على أراضيها؛ ما يُمثّل مخاطرة كبيرة.

وخلصت الصحيفة إلى أن عملية "سبايدرويب" الأوكرانية أظهرت كيف أن أسراب الطائرات المسيّرة الرخيصة الجاهزة، المعدّلة قليلًا لحمل المتفجرات والمهرّبة في حاويات خشبية ليتم نشرها عن بُعد، يمكن أن تُلحق أضرارًا بمليارات الدولارات بالأصول العسكرية الإستراتيجية، بما في ذلك القاذفات بعيدة المدى.

 وبينما أثار هذا التناقض انتقاداتٍ لأساليب الدفاع التقليدية، مثل درع "القبة الذهبية" الصاروخي الذي اقترحه الرئيس دونالد ترامب، يقول المحللون إنه قد لا يتلاءم مع التهديدات الناشئة منخفضة التكلفة.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC