logo
العالم

لاستهداف إيران والخروج من العزلة.. نتنياهو على خط أزمة الهند وباكستان

لاستهداف إيران والخروج من العزلة.. نتنياهو على خط أزمة الهند وباكستان
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهوالمصدر: رويترز
26 أبريل 2025، 6:29 ص

يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى استغلال أزمة الهند وباكستان المشتعلة حاليا بالدخول على الخط عبر التواصل مع رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد.

أخبار ذات علاقة

مودي ونتنياهو

نتنياهو لمودي: إسرائيل والهند تقفان معاً في مواجهة الإرهاب

ويستهدف نتنياهو عبر اقتحام الأزمة القائمة بين نيودلهي وإسلام أباد، تحييد دول آسيا، وفي الصدارة باكستان، عن مساندة إيران، في ظل مستوى التعاون الصناعي العسكري القائم بينهما، وفي الوقت نفسه، يعمل على قياس رد الفعل الدولي في حال ذهابه إلى توجيه ضربة عسكرية لطهران.

كما يحاول نتنياهو الخروج من العزلة الدولية المفروضة عليه في ظل الملاحقة من المحكمة الجنائية الدولية عن الجرائم المرتكبة في قطاع غزة، عبر تواصله مع الهند لنسج العلاقات على مستوى الإقليم والعالم.

وكان نتنياهو أكد خلال اتصال هاتفي أجراه مؤخرا مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، أن تل أبيب ونيودلهي تقفان جنبا إلى جنب، "في الحملة المشؤومة ضد الإرهاب القاتل"، وفق وسائل إعلام عبرية. 

تحييد آسيا عن إيران

ويرى الخبير في العلاقات الدولية، الدكتور أحمد الياسري، أن نتنياهو ينعش الخط مع الهند عبر الاتصال الأخير مع مودي لضرب أكثر من عصفور بحجر مستهدفا عملية تحييد دول آسيا وفي الصدارة باكستان عن مساندة إيران.

وأشار إلى مستوى التعاون الصناعي العسكري القائم بين طهران وإسلام أباد في وقت تحمل فيه باكستان في الأساس توجها لا يتفق مع تل أبيب، وهي في الوقت نفسه حليف استراتيجي للصين.

 وأضاف الياسري في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن نتنياهو يجد في هذا التوقيت أهمية في تحييد قوى متوافقة أو يجمعها مصالح مع إيران عبر تقوية مسار الذهاب بها إلى ملفات أخرى، وهو ما يتوافق مع ما يجري حاليا من استنفار بين الهند وباكستان.

ولفت إلى أن نتنياهو يستغل اشتعال الموقف المتشابك من حيث المواجهة بين الهند وباكستان في ظل وجود الأخيرة تحت مظلة التحالف مع الصين وما يدور من علاقات فاصلة مع إيران ترفضها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تدعم تل أبيب وفي نفس الوقت تضبط التحركات والتنسيق مع واشنطن في الملف الإيراني من حيث الضغوط الممارسة على طهران.

وأشار الياسري إلى أن من أهم الجوانب التي يستهدفها نتنياهو بتفعيل التواصل مع الهند استغلالها في محاولة لكسر الحصار الدولي الذي تفرضه المحكمة الجنائية الدولية، وهو ما انطلق بتحركات من جانبه إلى دول عدة في شرق أوروبا ومن الراجح أنه قد يكرر هذه التجربة لتخفيف ضغط الملاحقة الدولية لشخصه لكي يعيد نسج أهليته السياسية مستفيدا من دعم إدارة ترامب.

ويعتقد الياسري أن نتنياهو يريد من خلال تواصله مع مودي في هذا التوقيت قياس رد الفعل الدولي في حال ذهاب إسرائيل إلى توجيه ضربة عسكرية لإيران.

وقال إنه على الرغم من أن هناك مباحثات جارية وتسير بشكل يخرج عنها أجواء إيجابية بين طهران وواشنطن فإن هذا القياس يتم برعاية أمريكية.

وأوضح: من الممكن أن نضع ذلك أيضا في خانة الضغط الذي تلوح به إدارة ترامب خلال المفاوضات، بأن إسرائيل تريد أن توجه ضربتها العسكرية ولكن واشنطن تمنعها لتمسكها بالحل السلمي للنووي الإيراني.

صيد في الماء العكر

من جهته يصف الخبير في الشؤون الإسرائيلية، سامر عنبتاوي، ذهاب نتنياهو إلى الهند في هذا التوقيت بـ"الصيد في الماء العكر".

وأوضح أن هناك عملا فوريا على استغلال أي خلافات سواء على المستوى الإقليمي أم الدولي، لتديره إسرائيل لصالحها، سواء في الجبهات التي تفتحها، أم الخروج من العزلة الدولية المفروضة من عدة نواحٍ. 

 وذكر عنبتاوي في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن سياسة نتنياهو في هذا الإطار تنعكس في محاولة استغلال الاشتباك على الحدود بين باكستان والهند ليأتي اتصاله بمودي في محاولة "العزف على وتر محاربة الإرهاب"، في سعي لخلط ملفات ببعضها لصالحه.

وبين عنبتاوي أن الهند تاريخيا كانت تدعم القضية الفلسطينية وعمودا أساسيا ضمن دول عدم الانحياز، ولكن التحولات التي جرت في الحكومة الهندية جاءت بتقارب إلى حد ما بين الهند وإسرائيل، وعلى هذا الأساس يظهر مدى إتقان نتنياهو لعبة الاستفادة من كل خلاف لصالحه.

أخبار ذات علاقة

أفراد من قوات الأمن الهندية في كشمير

"حسابات متوترة".. المواجهة بين الهند وباكستان "قد تخرج عن السيطرة"

وأشار عنبتاوي إلى أن نتنياهو بسبب العزلة الدولية المترتبة عن حرب الإبادة على غزة وفي ظل تراجع موقف الدعم الأوروبي بالتزامن مع قرارات المحكمة الجنائية الدولية، يحاول نسج العلاقات على مستوى الإقليم والعالم.

وأكد أن هذا ليس بعيدا من جهة أخرى عن محاولات خلق حلف موالٍ لإسرائيل والسياسة الأمريكية في مواجهة إيران وكل من يختلف مع خط واشنطن - تل أبيب.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC