logo
العالم

"حسابات متوترة".. المواجهة بين الهند وباكستان "قد تخرج عن السيطرة"

"حسابات متوترة".. المواجهة بين الهند وباكستان "قد تخرج عن السيطرة"
أفراد من قوات الأمن الهندية في كشميرالمصدر: رويترز
25 أبريل 2025، 5:22 م

يرى خبراء أن التصعيد الأخير بين الهند وباكستان في كشمير ليس حدثًا معزولًا، بل هو استمرار لنمط خطير من "الحسابات المتوترة" بين قوتين نوويتين على حدود ملتهبة، مؤكدين أن استمرار الإجراءات الانتقامية سيقود إلى سيناريوهات يصعب التنبؤ بعواقبها على المنطقة بأسرها.

وتصاعد التوتر بين البلدين في أعقاب هجوم الثلاثاء، إذ أمرت  نيودلهي جميع المواطنين الباكستانيين بمغادرة أراضيها، وأعلنت تعليق اتفاق تقاسم مياه نهر السند.

وشهدت المنطقة أعنف هجوم يستهدف مدنيين منذ عام 25 عاما، فقد قُتل 26 شخصًا، معظمهم من السياح، على يد مسلحين أطلقوا النار قرب مدينة بَهالغام السياحية. 

تعليقا على ذلك، قال الدكتور آرنو فيلدر، أستاذ العلاقات الدولية في معهد IFRI للدراسات الدولية والاستراتيجية بفرنسا، لـ"إرم نيوز"، إن التصعيد الأخير بين  الهند وباكستان يعد أحد أكثر التحركات المقلقة في جنوب آسيا منذ سنوات".

أخبار ذات علاقة

تفاصيل تصاعد أزمة كشمير

كشمير.. شرارة صراع نووي بين الهند وباكستان (إنفوغراف)

وأوضح أن الهجوم الدموي في كشمير أطلق سلسلة من الإجراءات الحاسمة التي تهدد بزعزعة استقرار منطقة شديدة الحساسية جيوسياسيًا، مبينا أن تعليق اتفاق تقاسم مياه نهر السند، على سبيل المثال، لا يمثّل فقط تصعيدًا سياسيًا، بل أيضًا تهديدًا استراتيجيًا قد يؤدي إلى أزمات إنسانية على ضفتي النهر، في الهند كما في باكستان".

وتابع: "ما يزيد من خطورة الوضع هو أن البلدين يمتلكان أسلحة نووية، وتاريخًا طويلًا من المواجهات العسكرية المحدودة التي كادت في بعض الأحيان أن تخرج عن السيطرة.

وقال: "إن التراشق اللفظي، والتدابير الانتقامية الجماعية -كطرد مليون باكستاني- يعكس فشلًا ذريعًا في أدوات الدبلوماسية، ويمهد الطريق أمام توترات يصعب احتواؤها، خاصة مع غياب وساطة دولية فعالة في هذا التوقيت".

من جانبها، قالت ماريون دولاك، الباحثة في مركز مونتين الفرنسي المتخصص في السياسات الآسيوية لـ"إرم نيوز" إن "جذور النزاع في كشمير ضاربة في أعماق التاريخ، ومرتبطة بسرديات قومية شديدة التصلب على الجانبين".

وبينت دولاك أن "الخطير اليوم هو أن الزخم الشعبوي في الهند وباكستان يجعل من التصعيد السياسي ورقة رابحة على الصعيد الداخلي، حتى لو جاء ذلك على حساب الاستقرار الإقليمي".

وأوضحت أن "قرار الحكومة الهندية بإجلاء جميع  الباكستانيين -حتى المرضى منهم- يُظهر كيف يتم التضحية بالإنسان باسم الردع السياسي".

أخبار ذات علاقة

جنود من قوة أمن الحدود الهندية يقفون حراسًا عند معبر واغا الحدودي بين الهند وباكستان على مشارف أمريتسار

هل تذهب الهند وباكستان إلى حرب "رابعة" بعد هجوم كشمير؟

وتابعت: "في المقابل، من المرجح أن ترد باكستان بتدابير مماثلة، ما يفتح الباب أمام أزمة دبلوماسية خانقة. والأهم من ذلك، أن هذا النوع من التصعيد يُضعف فرص أي تسوية مستقبلية في ملف كشمير، ويعزّز حضور الجماعات المسلحة التي تغتذي من هذا النوع من الاحتقان القومي".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC