لم يكتفِ زعيم حزب "فرنسا الأبية" اليساري جان لوك ميلانشون بإعلان قصر الإليزيه الاعتراف بدولة فلسطينية، بل دعا فرنسا إلى فرض عقوبات على إسرائيل والتدخل عسكريًّا هناك، في خطوة بدا أنها استثمار من ميلانشون لورقة ماكرون للمناورة السياسية.
ورحّب حزب "فرنسا الأبية"باعتراف فرنسا بدولة فلسطين مساء الخميس، لكنه قال إنه "كان بإمكانها أن تفعل ما هو أفضل من هذا".
وكان ماكرون صرح قبل يومين: "سأُعلن رسميًّا في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل"؛ ما جعل فرنسا أول دولة من مجموعة الدول السبع الكبرى تُقدِم على هذه الخطوة.
وسارعت الحركة اليسارية الراديكالية، عبر منسقها الوطني، مانويل بومبارد، إلى الإشادة بـ"انتصار التعبئة الشعبية التي تشهدها فرنسا منذ أشهر تضامنًا مع الشعب الفلسطيني" وفق ما نقلت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية.
لكن مؤيدي ميلانشون، الذين طالما دعوا إلى هذه البادرة - إلى جانب حلفائهم الاشتراكيين والبيئيين والشيوعيين - انتقدوها بشدة.
وتساءل مانويل بومبارد: "لماذا الانتظار حتى سبتمبر، في ظل الرعب اليومي في غزة، حان وقت التحرك الآن؟".
وصرح جان لوك ميلانشون بصراحة أكبر في تدوينة له: "التأجيل شهرين يعني الاعتراف بدولة فلسطينية أصبحت أشبه بمقبرة".
ووفق "لوفيغارو" فقد حوّل ميلانشون إعلان إيمانويل ماكرون المدوي إلى مناورة سياسية "للخروج من المأزق عبر التواصل"، بحسب تعبيرها.
وفي بيان لاذع قال حزب فرنسا الأبية ردًّا على ماكرون: "موضوعه ليس الواقع، بل تصوره لذاته، والمظاهرات التي يُقدمها، وما يعتقد أنه يُقنع الآخرين به".
واتهم البيان ماكرون بـ"التسبب في تدهورٍ ماديٍّ واقتصاديٍّ وأخلاقيٍّ لم يُسمع به من قَبل، ولا يُضاهي أيَّ كارثةٍ أخرى في تاريخنا الوطني" وفق تعبيره.