الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"

logo
العالم

بنت تحالفات غير تقليدية.. الصين تختبر شرعية النظام العالمي

قمة منظمة شنغهاي للتعاون 2025المصدر: آسيا تايمز

في قمة منظمة شنغهاي للتعاون التي عُقدت في تيانجين، كشفت الصين عن تحوّلٍ ملموس في استراتيجيتها الدبلوماسية؛ لم تعد تتبع النهج التقليدي الملتزم بالمؤسَّسات الغربية، بل بدأت بمحاولة جمع تحالفات من الدول “المغيّبة” تاريخيًا، معتمدة على الأداء الرمزي أكثر من الالتزامات العملية.

من جانبها، كشفت "آسيا تايمز" أن الدول الأعضاء في المنظمة تشارك لأسباب مختلفة؛ فآسيا الوسطى تسعى لتأمين نفسها من صراع القوى الكبرى، كما تحاول الهند منع الصين من الهيمنة الإقليمية، أما بيلاروسيا فمشاركتها جاءت لتفكيك العزلة المطبقة عليها، في حين تعمل إيران على مواجهة التهميش الدبلوماسي رغم العقوبات، وهذه المشاركة تضمن للدول نفوذًا في حوارات مصيرية ستُجرى معها أو دونها.

أخبار ذات علاقة

زعماء الهند وروسيا والصين خلال قمة شنغهاي

مسؤول أمريكي لـ"إرم نيوز": "قمة شنغهاي" أثارت انزعاج إدارة ترامب

 وذكرت الصحيفة أن بكين على الصعيد الأمني أعلنت عن مركز عالمي جديد لمواجهة التحديات والتهديدات، وهو ليس حلاً للصراعات القائمة مثل ما جرى بين الهند وباكستان، لكنه يعكس رغبة الصين في توسيع نفوذ المنظمة، خصوصًا أن الرئيس الصيني شي جين بينغ أشار إلى أن حجم التجارة مع أعضاء منظمة شنغهاي للتعاون تجاوز 500 مليار دولار، وجمعت مشاريع مبادرة الحزام والطريق في إطار النقاشات الثنائية لتكتسب هوية أوراسية، وعلى مستوى الحوكمة، تقدمت الصين بمبادرتها للحكم العالمي، رافضةً “سياسة الكتل” و”عقلية الحرب الباردة”، في رسالة ضمنية ضد الهيمنة الأمريكية دون ذكرها صراحةً.

أخبار ذات علاقة

الرئيسان الصيني والروسي

تقرير فرنسي: قمة شنغهاي إعلان لميلاد نظام دولي جديد

 ويرى خبراء أن ما يميز القمة هو الطابع الرمزي؛ فكلٌّ من الهند وباكستان تجلسان جنبًا إلى جنب رغم التوترات العسكرية، أما إيران فتشارك رغم العقوبات، وتركيا توازن بين عضويتها في الناتو والشراكة في المنظمة، وهذه المشاركات الدبلوماسية تمنح الصين دورًا قياديًا متصاعدًا في أوراسيا عبر جمع خصوم تاريخيين دون فرض إجماعٍ حقيقي.

لكن ومع ذلك، لا تزال التحديات ماثلة؛ فتوسع المهام من حوار أمني إلى مراكز تنسيق وبنوك تنمية ومبادرات حوكمة، يُثير خطر تضخم الأدوار وصعوبة تنسيق مصالح أعضاء متنوعين، كما أن الشكوك التاريخية بين بكين، ونيودلهي وموسكو تجعل بناء الثقة عملية بطيئة، ويبقى السؤال الأهم هو ما إذا كانت المنظمة تستطيع أن تعمل كمؤسسة متعددة الأطراف حقيقية، وليس كأداة لهيمنة صينية-روسية، خصوصًا في ظلّ حاجة الدول الأعضاء لموازنة علاقاتها مع الغرب.

باختصار، قمة 2025 تُظهر الصين وهي تختبر قواعد نفوذ جديدة تعتمد على الأداء الرمزي، وامتصاص التناقضات، وإعادة تعريف مفهوم الشرعية في النظام الدولي؛ ما قد يعيد صياغة مفهوم التعددية في أوراسيا مستقبلاً.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC