أثار إعجاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ "الإنجليزية الجميلة"، التي يتحدث بها نظيره الليبيري جوزيف بوآكاي، ردود فعل متباينة وغضب وسط الساسة، لأنها اللغة الوطنية الأم في البلاد.
وقال ترامب لبوآكي في البيت الأبيض خلال لقاء مع 5 زعماء أفارقة، وقد بدت عليه الدهشة: "لغة إنجليزية رائعة. لغة إنجليزية جميلة"، ولم يتوقف عند هذا الحد، إذ تابع، قائلاً: "أين تعلمتَ الكلامَ بهذه الروعة؟ بينما همس بوآكاي رداً عليه "أين تعلّمتَ؟ أين؟ في ليبيريا؟".
وتعد اللغة الإنجليزية، اللغة الرسمية للدولة الواقعة في غرب أفريقيا منذ القرن الـ19، ولقد كانت لليبيريا علاقات وثيقة مع واشنطن منذ قرون، والتي تنبع من الجهود الرامية إلى نقل العبيد المحررين من الولايات المتحدة.
وقال رئيس حزب المؤتمر من أجل التغيير الديمقراطي المعارض فوداي ماساكيو في تصريح للصحافة المحلية في ليبيريا: "يُثبت موقفه أن الغرب لا يأخذنا على محمل الجد كأفارقة"، مستغرباً من نبرته المُتعالية، حيثُ أظهر عدم احترام كبير للزعيم الأفريقي.
غير أن كولا فوفانا، المتحدثة باسم مكتب بوآكاي دعت إلى عدم التهويل، معتقدة أنه من المهم التركيز على المناقشات الموضوعية في القمة.
وأضافت: "نرى أنه من الجيد أن يشيد الرئيس ترامب برئيسنا على أسلوبه في الحديث والوضوح الذي قدمه خلال الاجتماع. ومع ذلك، نتطلع إلى تحقيق الطلب الجوهري، وتحديدًا من خلال الانخراط في علاقة ثنائية أقوى مع الولايات المتحدة".
بدورها قالت وزيرة الخارجية الليبيرية سارة بيسولو نيانتي، إن "تعليق الرئيس ترامب على الإنجليزية الجميلة لبوآكاي كان ببساطة اعترافًا باللهجة الليبيرية المألوفة ذات الجذور الأمريكية، ولم يكن هناك أي إساءة".
وأضافت عبر منصة "إكس"، "أن تراثنا اللغوي متأثرٌ بعمقٍ بالثقافة الأمريكية، وهذا ما أقرّ به دونالد ترامب بكل بساطة. ونظل ملتزمين بتعزيز العلاقات الليبيرية الأمريكية، المبنية على الاحترام المتبادل، والقيم المشتركة، والشراكة الهادفة".
ولكن بالنسبة للآخرين، فإن تعليقات ترامب حرّكت مزيداً من الشعور بالغضب في ليبيريا من الولايات المتحدة الأمريكية في الأشهر الأخيرة.
وفي وقت سابق من الشهر السابق، قامت إدارة ترامب بحل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وقالت إنها لم تعد تتبع ما أسمته "نموذج المساعدات الخارجية القائم على الأعمال الخيرية".
وقد أحدث هذا القرار موجة من الصدمة في مختلف أنحاء ليبيريا، حيث شكل الدعم الأمريكي ما يقرب من 2.6% من الدخل القومي الإجمالي، وهي أعلى نسبة في أي مكان في العالم، وفقاً لمركز التنمية العالمية.
وكانت ليبيريا واحدة من أوائل الدول التي تلقت دعم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بدءاً من العام 1961.
وظنّ الليبيريون أنهم سيفلتون من عقوبات الرئيس الأمريكي بفضل العلاقة الوثيقة بين البلدين، إذ إن نظامهم السياسي، وكذلك علمهم، مستوحى من نظام الولايات المتحدة، بل كثيراً ما يُطلق الليبيريون على الولايات المتحدة لقب "الأخ الأكبر"، وتشبه لافتات الشوارع، وسيارات الأجرة، والحافلات المدرسية فيها، تلك الموجودة في ولاية نيويورك.
