يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لبيع أسلحة لحلف الأطلسي "الناتو" الذي سيقدمها لاحقًا إلى أوكرانيا لتعزيز قدراتها الهجومية والدفاعية في مواجهة روسيا، في خطوة تعد تحولا بارزا في سياسة ترامب بعد أن أعرب عن خبية أمله وإحباطه من نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وبعد أن كان يرفض إبرام صفقات أسلحة جديدة مع أوكرانيا لتجنب الانخراط المباشر بالحرب بين كييف وموسكو، أعلن ترامب في مقابلة مع شبكة " إن بي سي نيوز"، أن واشنطن ستزود "الناتو" بالأسلحة، على أن يدفع الحلف ثمنها بالكامل ثم سيقدم "الناتو" تلك الأسلحة إلى أوكرانيا.
ونقلت وكالة "أكسيوس" عن مصدرين مطلعين، أن مخطط تسليح كييف طرح خلال قمة "الناتو" الأخيرة، وتمت مناقشته مع أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين.
أفاد أحد المصدرين بأن المبيعات قد تشمل أسلحة هجومية، وليس فقط دعمًا للدفاع الجوي.
ولم يُقدم أي من المصدرين تفاصيل حول موعد أو كيفية تنفيذ الخطط.
من جانبه، أكد مسؤول أوروبي رفيع المستوى، مناقشة مقترح ترامب لتسليح أوكرانيا، إلا أن حكومته ليست على إطلاع بتفاصيل الخطة النهائية.
في المقابل، نفى مسؤولان في إدارة ترامب تسليح كييف بشكل مباشر الآن، وقال أحد المسؤولين، إن "ترامب سيرسل أسلحة دفاعية إلى حلف "الناتو"، ويملك "الناتو" القرار في كيفية استخدامها. نحن لا نرسل أسلحة مباشرة إلى أوكرانيا".
ولطالما رفض ترامب الانحياز لأي طرف في الصراع، في ظل معارضة واسعة داخل قاعدته الانتخابية لأي دعم مباشر لأوكرانيا، وانتقد سلفه جو بايدن لإنفاقه مليارات الدولارات على حرب مفتوحة، إلا أن ترامب قد يبرر مقترحه الجديد بأنه لا يكرر خطأ بايدن لأنه يبيع الأسلحة بدلاً من تقديمها كمساعدات.
ومع تعثر مسار السلام الذي أطلقه، يبدو أن ترامب بات مستعدًا لاتخاذ قرارات كانت تُعتبر غير واردة قبل أشهر قليلة فقط.
واستأنف ترامب شحن الأسلحة الأمريكية إلى أوكرانيا الأسبوع الجاري، وذلك بعد تعليق مؤقت فرضته وزارة الدفاع "البنتاغون" مطلع الشهر الجاري على إحدى الشحنات المقررة للدولة التي تخوض حربًا مع روسيا.
ويعتقد أن قرار التجميد، الذي اتخذه وزير الدفاع بيت هيغسيث، قد فاجأ عددًا من المسؤولين في إدارة ترامب، بمن فيهم مسؤولون في وزارة الخارجية.
وعندما سُئل ترامب عن وقف الأسلحة، قال: "لا أعرف شيئًا عنه". وأضاف أن هيغسيث "يقوم بعمل رائع". وقد أعرب ترامب علنًا عن استيائه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. يوم الأربعاء، شنت روسيا هجومًا صاروخيًا قاتلًا على كييف، متحديةً بذلك تحذيرات ترامب.
واستأنف ترامب شحن الأسلحة الأمريكية إلى أوكرانيا هذا الأسبوع، بعد أن أوقفت وزارة الدفاع هذا الشهر شحنة أسلحة مقررة إلى الدولة التي تخوض حربًا مع روسيا.
ويبدو أن هذا التوقف، الذي أمر به وزير الدفاع بيت هيغسيث، فاجأ الكثيرين في إدارة ترامب، بمن فيهم مسؤولون في وزارة الخارجية.
وصرح ترامب يوم الخميس، بأنه يتوقع أن يُقرّ مجلس الشيوخ مشروع قانون العقوبات.
