logo
العالم

"التجنيد" يعزز وجود الحركات المتطرفة في الساحل الأفريقي

"التجنيد" يعزز وجود الحركات المتطرفة في الساحل الأفريقي
مسلحون في إفريقياالمصدر: أرشيفية
28 فبراير 2025، 2:37 م

سقط سكان منطقة الساحل الأفريقي في براثن عنف المتطرفين الذي خلف عشرات الآلاف من القتلى. ورغم القضاء على عدد كبير من عناصر التنظيمات المسلحة، فإن قدرتها العالية على تجنيد المزيد من المقاتلين تمنع القضاء عليها.

أخبار ذات علاقة

عناصر من الجيش التشادي

بينهم قادة بارزون.. تشاد تصفي 297 من مقاتلي "بوكو حرام"

ووقعت دول المنطقة منذ عام 2012، في دوامة من العنف الذي تركز في البداية في مالي، ثم انتشر إلى البلدان المجاورة، وأهمها بوركينا فاسو والنيجر، واليوم بات يهدد غرب أفريقيا بأكملها.

ويهيمن تنظيمان رئيسيان على المشهد الأمني في الساحل الأوسط (مالي والنيجر وبوركينا فاسو)، هما جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، أحد أذرع القاعدة، وتنظيم الدولة في الصحراء الكبرى. 

وتتمتع جماعة نصرة الإسلام والمسلمين بحضور كبير في مالي والنيجر وبوركينا فاسو، كما تعمل على توسيع نفوذها بشكل متزايد في الأجزاء الشمالية من دول خليج غينيا.

ونشأت جماعة نصرة الإسلام في عام 2017 من اندماج عدة جماعات متطرفة تحت قيادة إياد أغ غالي، وهو زعيم أزوادي من كيدال في مالي. 

أما خصمها تنظيم الدولة فتأسس عام 2015 على يد المدعو عدنان أبو الوليد الصحراوي، بعد الانشقاق عن تنظيم "المرابطون"، الجماعة المنشقة بدورها عن تنظيم القاعدة. وقُتل الصحراوي عام 2021 خلال غارة لقوة برخان الفرنسية في مالي.

أما في حوض بحيرة تشاد (نيجيريا والنيجر والكاميرون وتشاد)، فتنشط مجموعتان أخريان، هما بوكو حرام وفرعها المنشق، تنظيم الدولة في غرب أفريقيا.

وأعلنت مالي والنيجر وبوركينا فاسو، المنضوية تحت تحالف دول الساحل، عن تشكيل قوة موحدة لمكافحة المتطرفين قوامها 5 آلاف مقاتل.

ويؤكد خبراء أن أكثر ما يعوق عمل هذه القوة هو شبكات الدعم والإسناد أو المتعاونون مع التنظيمات المسلحة، وهو ما يذهب إليه المحلل النيجري أمادو كوديو، في تصريح لـ"إرم نيوز".

وأشار إلى تقارير غربية كشفت أنه فيما تقتل جيوش دول الساحل 3 آلاف متطرف، يجري تجنيد 12 ألف شخص آخر.

وأرجع الأمر إلى الظروف المعيشية الصعبة لسكان الصحراء الكبرى الذين يقعون فرائس أزمة البطالة بين الشبان، ما يجعلهم عرضة لابتزاز الجماعات المتطرفة، فضلا عن استغلال مسألة النعرات العرقية والاجتماعية، وهو أمر شائع في قرى لا تزال تحتكم لسلطة القبيلة، وضرب مثالا بالمقاتلين "الفولانيين"، ومعظمهم من جماعة نصرة الإسلام.

ويتم إغراء هؤلاء بالمال الذي تحصل عليه الجماعات المسلحة من عمليات الخطف من أجل الفدية، خاصة للغربيين، وسرقة الماشية وإعادة بيعها، وجمع الضرائب تحت مسمى "الزكاة".

وأحصى تقرير الأمم المتحدة الصادر في يوليو تموز 2024 وجود ما بين 5000 و6000 مقاتل في جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، وما بين 2000 و3000 في جماعة شرق إفريقيا.

وتختلف طموحات المتطرفين باختلاف الانتماءات، ما يؤدي إلى تأجيج التنافس العنيف بين المجموعتين، في وقت تسعى فيه جماعة نصرة الإسلام، رغم شنها هجمات قاتلة، إلى ترسيخ نفسها محليا من خلال وضع نفسها كمدافع عن السكان المهمشين.

أخبار ذات علاقة

شباب في إحدى الاستراحات بالنيجر

البطالة تغذي الجماعات المتطرفة في الساحل الإفريقي

وفي المقابل، يتبع تنظيم الدولة الخط المتشدد، إذ يدعو إلى العنف العشوائي ضد المدنيين والعسكريين بهدف إقامة خلافة مزعومة في منطقة الساحل.

وينشر التنظيم بشكل متكرر "مقاطع فيديو تظهر أعمال عنف ترتكبها قوات الأمن وعناصرها المساعدون من أجل إضفاء الشرعية على خطابه"، بحسب تقرير صادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في مطلع فبراير شباط الجاري.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC