"بوليتيكو" عن مسؤولين دفاعيين: مسؤولو البنتاغون غاضبون من تغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب

logo
العالم

من 150 إلى 30.. هل استنزفت إيران مخزونها من الصواريخ أم تتحضر لحرب طويلة؟

من 150 إلى 30.. هل استنزفت إيران مخزونها من الصواريخ أم تتحضر لحرب طويلة؟
صواريخ إيرانية المصدر: رويترز
16 يونيو 2025، 12:02 م

في اليوم الرابع للمواجهات بين إسرائيل وإيران، يتراجع عدد الصواريخ التي تطلقها إيران على إسرائيل، في مؤشر يراه بعض الخبراء دليلا على محدودية الترسانة الإيرانية التي تُستنزف يوميا، فيما يعتقد خبراء أن الأمر مرتبط بنوعية الصواريخ التي تطلقها إيران مع اشتداد المواجهات وتحولها من منظور الطرفين إلى معركة "كسر العظم" ، ما يدفع طهران لاختيار الأنواع الأكثر تطورا، في محاولة لتحقيق إصابات دقيقة ضد أهداف استراتيجية، تؤلم تل أبيب وتدفعها للقبول بوقف هجماتها الفتاكة ضد إيران.

تناقص واستنزاف

وفقا لما أُعلن منذ انطلاق المواجهات يوم الجمعة الماضي، أطلق الإيرانيون في اليوم الأول للقصف، نحو 150 صاروخا باليستيا في عدة موجات، ليتراجع عدد الصواريخ إلى 30 في الرشقة الأخيرة. 

أخبار ذات علاقة

صاروخ إيراني يدمر الملاجئ

"صدمة إسرائيلية".. كيف دمر صاروخ إيراني غرفة محصنة؟ (فيديو)

 

وفي أكتوبر من العام الماضي، حين كانت المواجهات أقل حدة، وعلى هامش الحرب الإسرائيلية ضد غزة وحزب الله، أطلقت إيران في عمليتها "الوعد الصادق 2" نحو 180 صاروخا، وقبلها في "الوعد الصادق 1" نحو 110 صواريخ في هجوم إبريل/نيسان، بالإضافة لـ30 صاروخا من طراز كروز . ما يعني أن إيران أطلقت ما مجموعه 320 صاروخا خلال يومين فقط، فيما أطلقت منذ بداية المواجهات "المصيرية" الحالية، خلال 4 أيام، أقل من 300 صاروخ، في تراجع واضح و"تقنين" ملحوظ لعدد الصواريخ الموجهة لإسرائيل، وهو ما يدعو للشك بأن مخزون إيران "الاستراتيجي" من الصواريخ بات عرضة للاستنزاف، وفقا للعديد من المصادر.

تقديرات متفاوتة

تتفاوت التقديرات بخصوص أعداد الصواريخ البالستية التي تمتلكها إيران ما بين ألفي صاروخ في أقل تقدير حتى 20 ألف في أكبر تقدير، لكن المؤكد أن عدد الصواريخ التي يصل مداها إلى إيران يبقى محدودا وأقرب إلى الرقم الأول.

وفقا لخبراء، فإنه من المهم عند الحديث عن الترسانة الصاروخية الإيرانية، التفريق بين تلك التي يمكنها استهداف إسرائيل، والأخرى ذات المديات القريبة، فمصطلح "الترسانة الصاروخية الإيرانية" يشمل فقط الصواريخ التي يزيد مداها على ألف كيلومتر على الأقل.

وتشير التقديرات الأمريكية إلى وجود 3,000 صاروخ بمدى يزيد على ألف كيلومتر، فيما تشير التقديرات الإسرائيلية قبل الحرب لوجود 2,000 صاروخ. 

وفقا لمصدر عسكري عربي، متابع لملف الصواريخ الاستراتيجية الإيرانية، فإن آخر التقديرات مع انطلاق الحرب ونشاط سلاح الجو الإسرائيلي في الأجواء الإيرانية، انخفض عدد صواريخ إيران الاستراتيجية القادرة على ضرب إسرائيل، إلى 1,000 صاروخ فقط، وذلك لأن إيران لم تعد قادرة على استخدام مخزونها من الصواريخ العاملة بالوقود السائل؛ لأنها تحتاج لتحضيرات معقدة وطويلة نسبياً قبل الإطلاق، وهذه التحضيرات تجرى في مواقع مكشوفة بسبب خطورة انفجار الوقود السائل. 

ومن هنا، يقول المصدر العسكري، لـ"إرم نيوز"، إن رقم 1,000 صاروخ يقصد به الصواريخ العاملة بالوقود الصلب والتي يزيد مداها على ألف كيلومتر. 

أخبار ذات علاقة

قوات إسرائيلية في القنيطرة

"تحصّنوا من صواريخ إيران".. "رسائل تحذيرية" من إسرائيل للسوريين

 

استهداف منصات الإطلاق

المصدر يعتقد أن انخفاض أعداد الصواريخ التي يتم إطلاقها، سواء كعدد إجمالي يومي أو في كل موجة صاروخية، يعود للخسائر التي تتعرض لها منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية، وذلك بحسب ما يظهر في مقاطع الفيديو التي ينشرها سلاح الجو الإسرائيلي. 

ومع انخفاض عدد الصواريخ التي تطلق في كل موجة إلى ما بين 30 و50 صاروخاً بالمقارنة مع أكثر من 150 صاروخا في الموجة الواحدة كانت أطلقتها إيران على إسرائيل في كل من أبريل/نيسان و أكتوبر/تشرين الأول 2024، وفي اليوم الأول من المواجهات الأخيرة، يشير المصدر إلى أن إيران تستخدم ما بين 30 و50 منصة إطلاق في نفس الوقت. 

ويضيف المصدر العسكري أنه "مع انتشار سلاح الجو الإسرائيلي بكثافة في الأجزاء الغربية والوسطى من إيران باتت إيران مضطرة لتخفيض استخدام الصواريخ الموجودة في تلك المناطق واللجوء إلى القواعد الأبعد.

وأمس الأحد، ظهر مقطع فيديو سجله ركاب طائرة كانت تحلق فوق دبي، وظهرت فيه صواريخ إيرانية يرجح أنها انطلقت من العمق الإيراني. إلا أن هذه الصواريخ التي يرجح أن مداها يزيد على ألفي كيلومتر متوفرة بأعداد أقل نسبياً من باقي الفئات، وهذا ما يجبر إيران على الاقتصاد في استخدامها في ضوء توقعها باستمرار الحرب لعدة أسابيع أخرى، كما يقول المصدر.

سلاحان رئيسان

وفقا للمصدر العسكري، "لم يستخدم الإيرانيون بعد، في المواجهات الأخيرة، سلاحين رئيسين بعيدَي المدى، وهما: أولا، الصواريخ الأثقل التي تحمل أكثر من طن من المتفجرات، وثانيا صواريخ كروز السريعة وصعبة الكشف والتصنيف والاعتراض".

ويرجح المصدر أن إيران تحتفظ بهذه الصواريخ للمرحلة المقبلة أو للضربة الختامية. إذ "لا تمتلك إيران الكثير من هذه الصواريخ الثقيلة وصواريخ الكروز".

ويشير إلى أن الصاروخ الإيراني الكبير "خرمشهر"، موجود بأعداد محدودة؛ بسبب تكلفة تصنيعه العالية (حوالي ضعفين أو ثلاثة أضعاف تكلفة صاروخ حيتس الإسرائيلي، لكن الفارق الأساسي يكمن في قوة الانفجار).

أخبار ذات علاقة

هجوم إيراني على تل أبيب

"حرب الاستنزاف".. السيناريو الذي تخشاه إيران وإسرائيل

 

عدد أقل.. زخم أقوى

من جانبه، يرى الباحث السوري مازن بلال إن عدد الصواريخ التي تطلقها إيران بات أقل، لكن زخم الضربات أصبح أكثر دقة وتدميرا، ما يعني أن طهران باتت تستخدم أنواعا جديدة تملك رؤوسا مدمرة أقوى، مشيرا إلى أن العدد ليس مهما بل الطاقة التدميرية.

ويشرح بلال في تصريحات، لـ"إرم نيوز"، أن إيران "استخدمت في اليوم الأول عددا كبيرا من الصواريخ، لضمان النفاذ من طبقات الدفاع الجوي، لكن الواضح أن عملياتها باتت أكثر قدرة على تجاوز الدفاعات"، ويقول إن "الجانب الآخر هو أن الضربة في اليوم الأول كان فيها جانب معنوي، أما الآن فهي ذات طابع تكتيكي عسكري".

ويرى الباحث بلال أن أمد الحرب غير معلوم ومن الصعب توقعه حتى اليوم، فـ"المعركة تعتمد على المبادرات السياسية"، لافتا إلى أن تأخر المبادرات قد يعقّد الأمور بحيث تُجبر الولايات المتحدة على التدخل، لكن "الصورة الأولية لما قد تستغرقه المواجهات هي ثلاثة أسابيع"، وفقا للباحث والكاتب بلال.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC