logo
العالم

"حرب الاستنزاف".. السيناريو الذي تخشاه إيران وإسرائيل

"حرب الاستنزاف".. السيناريو الذي تخشاه إيران وإسرائيل
هجوم إيراني على تل أبيب
16 يونيو 2025، 7:19 ص

ينذر تطور الحرب المفتوحة بين إسرائيل وإيران بسيناريو يخشاه الجانبان معا، خاصة في ظل غياب أي رؤية لإنهاء المواجهة العسكرية التي بدأتها إسرائيل الجمعة، بقصف أهداف مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني.

وبحسب وسائل إعلام عبرية، فإن من بين سيناريوهات الحرب يبرز سيناريو "حرب الاستنزاف"، الذي تخشى إسرائيل أن تتآكل معه إنجازات ضربتها الافتتاحية، وتخشى إيران معه استنزاف قدراتها العسكرية بشكل لا يمكن تعويضه، خاصة مع محدودية قدرة أذرع إيران على تشكيل ضغط عسكري حاسم على إسرائيل.

أخبار ذات علاقة

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين

فون دير لاين لنتنياهو: الدبلوماسية خيارنا الأمثل مع إيران

وبحسب الباحث في برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، والرئيس السابق لفرع إيران في قسم الأبحاث في وكالة الاستخبارات الإسرائيلية، داني سيترينوفيتش، فإن إسرائيل "تواجه خطر التدهور إلى حرب استنزاف طويلة الأمد من شأنها تقويض إنجازاتها".

ويقول سيترينوفيتش إن إسرائيل حققت أقصى إنجازاتها خلال الضربة الافتتاحية، لكن استمرار الحرب سيفتح الباب أمام سيناريوهات خطيرة، فمن دون قرار من الإدارة الأمريكية بالانضمام إلى الحرب، تُخاطر إسرائيل بخوض حملة طويلة ستُقوّض إنجازاتها العملياتية، مشيرًا إلى الضغوط التي تمارسها تل أبيب على واشنطن لدخول الحرب.

ويتابع في مقال عبر موقع "واللا" الإسرائيلي: "يزخر التاريخ العسكري الإسرائيلي بأمثلة على عمليات حققت نجاحا باهرا على المستوى العملياتي، لكنها لم تُفضِ إلى إنجازات على المستوى الاستراتيجي".

وأوضح الخبير الإسرائيلي أنه "للحفاظ على الإنجازات المهمة التي تحققت في بداية الحملة، وتجنب الانزلاق إلى حرب استنزاف، يجب على إسرائيل الآن السعي لإنهاء الحرب؛ لأن إسرائيل لا تملك القدرة على تعطيل القدرات النووية الإيرانية أو نظام الصواريخ أرض-أرض بالكامل، ومن ثم يجب أن تكتفي بالإنجازات الرائعة التي حققتها".

وأشار إلى أن إسرائيل يجب أن تعمل مع المجتمع الدولي والولايات المتحدة على خطة سياسية تُمكّن من إنهاء الحرب والحفاظ على أقصى قدر من "إنجازات إسرائيل"، لأن الدخول في حرب استنزاف من شأنه أن يعرض هذه الإنجازات للخطر بشكل كبير.

ووفق الكاتب الإسرائيلي بن درور يميني، فإن حرب الاستنزاف الطويلة تنذر بتبعات خطيرة على إسرائيل، من بينها فقدان التنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، إن أصرت الأخيرة على موقفها الرافض للدخول بشكل مباشر في الحرب، وكذلك فقدان "الشرعية الدولية" التي حصلت عليها إسرائيل مع بداية الهجوم.

ويقول في مقالة نشرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، في إشارة لتبعات طول أمد الحرب، إنه "يمكن لإسرائيل تدمير البنية التحتية النفطية، وتوجيه ضربة قاضية للاقتصاد الإيراني، لكن ليس من الواضح أن إسرائيل تستطيع تحمل التسبب في أزمة نفطية عالمية، وإيذاء الصين، التي تتذمر من نظام العقوبات الدولية، وهي المالك الرئيس للنفط الإيراني".

وتابع: "إسرائيل بحاجة إلى قيادة حكيمة لتجنب تحويل النجاح في الضربة الأولى إلى انهيار لاحق، لقد حدث لنا ذلك بالفعل ضد حماس، ولا يُمكن لإسرائيل أن تتحمل تكرار هذا".

حسابات إيرانية

ووفق الخبير العسكري اللواء يوسف الشرقاوي، فإن حرب الاستنزاف خيار تخشاه إيران، لكنها ربما تكون الأقدر على تحمّله، مشيرًا إلى أن طهران فقدت القدرة على حماية المواقع الاستراتيجية التابعة لها، وهو الأمر الأكثر خطورة.

ويقول الشرقاوي لـ"إرم نيوز": إن "إيران باتت تفتقد إلى عناصر المقومات والدفاعات الأرضية لحماية المواقع الاستراتيجية، وهو ما يعمل الجيش الإسرائيلي على استهدافه بشكل مركز منذ بداية الحرب".

وأضاف: "تستعيض إيران عن هذه الخسارة بالصواريخ الباليستية والفرط صوتية التي تمتلكها واستخدمت بعضها، من أجل إحداث توازن ردع"، لافتًا إلى أن ذلك لن يكون مناسبا على المدى البعيد.

لقطة من العاصمة الإيرانية

وأشار إلى أن حرب الاستنزاف تمثل خطرا بالنسبة لإيران لعوامل عدة، أهمها أن إسرائيل، بعد تحييد الدفاعات الجوية وحصولها على حرية أكبر للعمل في سماء إيران، ستلاحق منصات إطلاق الصواريخ بشكل متكرر، ما سيشكل تحديا عملياتيا كبيرا بالنسبة لطهران.

وأوضح أن إطالة أمد الحرب قد يهدد بانضمام أطراف إضافية إلى الحرب؛ ما سيشكل بالنسبة للجانبين حسابات مفتوحة وغير مضمونة النتائج على الإطلاق، مضيفًا: "إيران، وهي محاصرة، لديها تجربة الحرب مع العراق لمدة ثماني سنوات كاملة، وهو ما سيجعلها أكثر قدرة على التعامل مع تداعيات حرب الاستنزاف".

ولفت إلى أن "إيران ما زالت لا تفكر في تداعيات حرب الاستنزاف؛ لأنها ما زالت قادرة على أن توقع خسائر لدى إسرائيل، واستهداف بعض المواقع الحساسة، ومراكز المدن، لكن إسرائيل، المدعومة من الغرب وأمريكا، قد تربك حسابات إيران، التي خسرت جبهات إسناد متقدمة مثل حزب الله والحوثيين في اليمن".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC