قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن هجوم إسرائيل على إيران يُجسّد استراتيجيتها ضد ميليشيا حزب الله اللبنانية.
وتساءلت عمّا إذا كانت الاستراتيجية نفسها؛ حيث قضت إسرائيل على قيادة الحزب في خريف العام الماضي، وقتلت قادته، وأضعفت قدراته العسكرية، ستنجح ضد إيران، التي تعتبر أقوى بكثير.
وأشارت الصحيفة إلى أنه لطالما كانت ميليشيات العراق وحزب الله وحركة حماس، بمثابة قواتٍ تابعةٍ لإيران، وهي خط الدفاع الأول لإيران ضد إسرائيل في حال اندلاع حرب.
وبيّنت أن الميليشيات الثلاث تضاءلت قوتها الآن بشكل كبير، ولم يرد أيٌّ منها على الهجوم الإسرائيلي على إيران بأكثر من إداناتٍ لفظيةٍ شديدة.
ويقول الخبراء إن إيران، التي يزيد عدد سكانها على 90 مليون نسمة، لها قصة مختلفة؛ فهي تمتلك جيشًا من بين أكبر 20 جيشًا في العالم، يتمثل قوامه ما يقرب من مليون جندي؛ وكما كانت قدرتها على إطلاق صواريخ باليستية ثقيلة على وسط مدينة تل أبيب وأماكن أخرى، حتى مع اعتراض الدفاعات الجوية للعديد منها، دليلاً على عدو أقوى بكثير.
وذكرت الصحيفة أن ضربات إسرائيل على البنية التحتية العسكرية الإيرانية، على ما يبدو، قللت من عدد الصواريخ التي يمكن لإيران إطلاقها ردًا عليها، تمامًا كما فعلت هجماتها السابقة على حزب الله؛ حيث سبقت العمليتان ضد إيران وحزب الله سنوات من العمليات الاستخباراتية المكثفة، بما في ذلك نشر عملاء على الأرض.
وبينما يُشير منتقدو إسرائيل إلى أن سحق حماس وحزب الله جعلها متهورة، يضيفون أنه إذا حاولت إسرائيل تطبيق الاستراتيجية نفسها على عدو أقوى بكثير، فإن مخاطر إشعال فتيل حرب إقليمية أكبر.
وأردفت الصحيفة أن الاستراتيجية ضد إيران لا تبدو نسخة طبق الأصل من الاستراتيجيات الأخرى في جانب مهم واحد على الأقل؛ ففي شهر سبتمبر/أيلول الماضي، استخدمت إسرائيل متفجرات خارقة للتحصينات لاغتيال الأمين العام حسن نصر الله.
ويقول المحللون إن غياب هذا القائد الكاريزماتي جعل من الصعب للغاية على حزب الله، المصنف على نطاق واسع منظمة إرهابية في الغرب، إعادة تنظيم صفوفه؛ علاوة على أن هذا التحدي تفاقم بالانهيار غير المتوقع لنظام الأسد في سوريا، الحليف الرئيسي لكل من إيران وميليشيا حزب الله.
لكن في إيران، لا يوجد ما يشير إلى أن إسرائيل سعت لقتل المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، الذي يضطلع بدورين مماثلين، القائد العام والمرشد الديني.
وقد أفادت التقارير بأن خامنئي نُقل الأحد إلى مكان سري وآمن حيث يمكنه البقاء على اتصال بالجيش.
وبينما بدا أن المسؤولين الإسرائيليين يُشيرون إلى أن خامنئي ليس هدفًا، صرح مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، في مقابلة تلفزيونية يوم الجمعة الماضي بأن إسرائيل لا تنوي استهداف "القيادة السياسية" الإيرانية في الحملة الحالية.