رئيس وزراء أستراليا: الحكومة ستتبنى إصلاحات للقضاء على الكراهية والتطرف
قال خبير بالشأن الروسي، إن موسكو تنظر إلى مشروع منظومة الدفاع الصاروخي الرائدة ما يُعرف بـ"القبة الذهبية"، كتهديد للأمن العالمي، مؤكدًا أن روسيا لن تدخل في أي مساومات تتعلق بالمشروع الأمريكي.
وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة موسكو نزار بوش، أن العقوبات الأمريكية الأخيرة ليست انقلابًا على العلاقات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وموسكو، بل هي استمرار لنهج أمريكي ثابت يرى في روسيا خصمًا إستراتيجيًا يجب احتواؤه.
وأشار في حوار لـ"إرم نيوز"، إلى أن واشنطن مهما تغيرت وجوه رؤسائها لا تنظر إلى موسكو كشريك متكافئ، بل كقوة يجب الحد من نفوذها في أوروبا، وآسيا، والقطب الشمالي.
العقوبات الأمريكية الجديدة ليست انقلابًا من ترامب، بل هي استمرار للسياسة الأمريكية التقليدية التي تعتبر روسيا خصمًا إستراتيجيًا مهما تغيرت الإدارات.
ترامب أراد إنهاء الحرب ليظهر بمظهر صانع السلام، لكنه لم يكن مستعدًا لاعتراف بانتصار روسي، لذلك استخدم العقوبات وسيلة ضغط لإجبار موسكو على التنازل عن المقاطعات الأربعة، والحقيقة أن واشنطن لا تثق بروسيا، ولا تسعى إلى شراكة متكافئة، بل لتطويقها ومنعها من تحقيق مكاسب جيوسياسية أو عسكرية، وهو ما تدركه موسكو جيدًا.
لم تكن هناك ثقة حقيقية بين البلدين في أي مرحلة، فحتى في عهد يلتسن كانت روسيا تابعة للغرب اقتصاديًا وسياسيًا، أما اليوم، فقد تغير الوضع كليًا، وأصبحت موسكو أكثر استقلالًا واعتمادًا على الذات.
والولايات المتحدة لا تريد روسيا قوية أو مستقلة، بل دولة خاضعة مثلما كانت في التسعينيات، وأن العقوبات الحالية لن تضعف روسيا، بل تدفعها إلى تطوير صناعاتها الوطنية، ولهذا يمكن القول إن الثقة انتهت، والعلاقات ستبقى محكومة بالمواجهة والتنافس، لا بالتفاهم.
واشنطن تتعامل مع روسيا كخصم لا كشريك، وترامب لم يغير هذه القاعدة، وأن موسكو ماضية في عمليتها العسكرية في أوكرانيا حتى تحقيق أهدافها كاملة، ولن تتراجع تحت الضغط. وفي الوقت نفسه توسع وجودها في القطب الشمالي الغني بالنفط والغاز، وهي المنطقة التي تثير قلق واشنطن.
كما أن روسيا تبني قواعد عسكرية وتطور أسطولها القطبي لتأمين مصالحها هناك، بينما تواصل الولايات المتحدة تحركاتها لكبح هذا النفوذ دون نجاح فعلي، وباختصار، موسكو تتحرك بثقة مدفوعة بقناعتها بأن العالم أحادي القطب انتهى.
لا.. موسكو تفصل تمامًا بين الملفين، فمشروع القبة الذهبية يمثل بالنسبة لها تهديدًا للأمن العالمي، واستمرارًا لما سمّاه ريغان سابقًا بـ"حرب النجوم".
روسيا تطور أسلحة متقدمة، منها صواريخ تعمل بالطاقة النووية وأنظمة قادرة على تدمير الأقمار الصناعية، ردًا على هذا المشروع الأمريكي، ولكنها لن تساوم على أوكرانيا مقابل تسويات فضائية، لأن المعركة في أوكرانيا بالنسبة لموسكو قضية سيادة وأمنقو مي، لا ورقة تفاوضية.
لذلك تواصل العمل على مسارين متوازيين، بين الردع العسكري في الفضاء، وتحقيق النصر الميداني في أوكرانيا.
روسيا تأخذ كل تهديد على محمل الجد، وهي مستعدة للرد بقوة على أي استهداف داخل أراضيها، خاصة أن الجيش الروسي أثبت قدرته على تدمير مجموعات المرتزقة الأجانب داخل أوكرانيا، وأرسل رسائل واضحة بأن أي تدخل غربي مباشر سيُقابل برد ساحق.
كما أن المناورات النووية الأخيرة والتجارب الصاروخية كانت رسائل ردع موجهة للغرب وفرنسا تحديدًا، بعد تصريحاتها بشأن إرسال قوات، فموسكو تعتبر أي مساس بأمنها القومي تجاوزًا للخط الأحمر، وردها سيكون إستراتيجيًا ومدروسًا.
الغرب حاول محاصرة روسيا منذ 2014، لكنه فشل. اليوم تمتلك موسكو اليد العليا في القطب الشمالي بفضل أسطولها من كاسحات الجليد النووية وقواعدها المتقدمة، وأن أوروبا ليست مستعدة لحرب واسعة، خاصة أن اقتصاداتها في انكماش، ومجتمعاتها منهكة.
ومن جهتها روسيا طورت صناعتها، وسدت ثغراتها الدفاعية والعلمية، وأصبحت أكثر تماسكاً، ولذلك لا يمكن تطويقها لا عسكريًا ولا اقتصاديًا.
على العكس، التحالف الروسي الصيني، اليوم، أقوى من أي وقت مضى، وأن حجم التبادل التجاري تجاوز 220 مليار دولار، وهناك خطوط غاز ومشاريع طاقة تربط البلدين إستراتيجيًا.
ورغم ذلك تحاول واشنطن الضغط على بكين لتقليص تعاونها مع موسكو، لكن الصين تشتري الطاقة الروسية بأسعار تفضيلية، وهذا يخدم اقتصادها مباشرة، وأن الرئيس الصيني يدرك أن العلاقة مع موسكو جزء من التوازن الدولي الجديد، ولن يفرّط فيها تحت أي ضغط أمريكي.