إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة تقتل 13 فلسطينيا خلال الساعات الأخيرة
تقترب الانتخابات الرئاسية الأمريكية ومعها يزداد الغموض حول نتائجها؛ فاستطلاعات الرأي تظهر تقاربًا شديدًا بين كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية، ودونالد ترامب، مرشح الحزب الجمهوري، في عدة ولايات متأرجحة.
وتشير التقارير إلى أن التغير الطفيف في نسبة التأييد لأي من المرشحين قد يكون كافيًا لحسم السباق الرئاسي.
في هذا السياق، يتم تداول سيناريو “الجدار الأزرق” كأحد أهم المسارات الممكنة التي قد تمكن هاريس من تحقيق النصر والوصول إلى البيت الأبيض.
ما هو الجدار الأزرق؟
“الجدار الأزرق” هو مصطلح يُطلق على مجموعة من الولايات الشمالية ذات الأغلبية الديمقراطية التي تشكل عمودًا فقرًا في استراتيجية الفوز الديمقراطية، وخاصةً ميشيغان، ويسكونسن، وبنسلفانيا. كانت هذه الولايات تمثل حصنًا منيعًا للديمقراطيين، لكن ترامب تمكن من اختراقه في عام 2016، ليحقق فوزًا مفاجئًا على هيلاري كلينتون آنذاك. إلا أن المرشح الديمقراطي جو بايدن أعاد هذه الولايات إلى المعسكر الديمقراطي في 2020، مما أتاح له الوصول إلى البيت الأبيض.
في الانتخابات المقبلة، يعد الحفاظ على “الجدار الأزرق” أمرًا محوريًا لهاريس؛ فاستطلاعات الرأي الحالية تمنحها تقدمًا طفيفًا في أربع ولايات متأرجحة، وهي ميشيغان ونيفادا وويسكونسن وبنسلفانيا، مما يمنحها 276 صوتًا انتخابيًا، أي أكثر من الأصوات المطلوبة للفوز (270 صوتًا). هذا السيناريو، إن تحقق، قد يكون كافيًا لإغلاق الطريق أمام ترامب مجددًا.
ميشيغان وويسكونسن
تعتبر ميشيغان وويسكونسن من الولايات الصناعية التي تشكل قوة كبيرة في الجدار الأزرق، حيث يسكنهما عدد كبير من العمال الصناعيين الذين تتأثر قراراتهم الانتخابية بشدة بمدى استقرار الاقتصاد وفرص العمل. تمكن ترامب في 2016 من استمالة هذه الشريحة بسبب وعوده بتحقيق انتعاش اقتصادي وإعادة الوظائف الصناعية إلى الداخل الأمريكي، مما ساعده في اختراق الجدار الأزرق آنذاك.
لكن مع هاريس، يركز الديمقراطيون على استعادة تأييد الناخبين من الطبقة العاملة عبر تعزيز برامج الحماية الاجتماعية والاستثمار في البنية التحتية والتعليم والتدريب المهني، متعهدين بتقديم حلول لتقليل الفجوة الاقتصادية ودعم الاقتصاد المحلي. تشير استطلاعات الرأي إلى تقدم طفيف لهاريس في هذه الولايات، ولكن التحدي الأكبر يتمثل في كسب ثقة هؤلاء الناخبين العُمّال.
بنسلفانيا.. محور الجدار الأزرق
تعد بنسلفانيا الولاية الأهم في هذا السيناريو، حيث تعتبر مفتاحًا محوريًا للفوز بأي سباق رئاسي أمريكي.
بنسلفانيا ولاية تجمع بين الريف والمحافظات والمدن الكبرى، ما يجعل الناخبين فيها منقسمين بشكل حاد.
وبينما تتواجد غالبية القاعدة الديمقراطية في المدن الكبيرة مثل فيلادلفيا وبيتسبرغ، تظل المناطق الريفية والتجمعات الصغيرة تميل إلى ترامب والجمهوريين بشكل عام.
تسعى حملة هاريس إلى تعزيز المشاركة في المدن الكبرى والمناطق ذات الكثافة السكانية العالية، مع التركيز على تحسين الخدمات الصحية والتعليم ودعم الاقتصاد، وكلها قضايا تؤثر على الناخبين في بنسلفانيا.
إذا استطاعت هاريس الحفاظ على تقدمها الطفيف في الولاية، فإن احتمالات تحقيق النصر ستزيد، خاصةً وأن هذه الولاية تحمل وزنًا كبيرًا بـ 20 صوتًا انتخابيًا.
صمود الجدار الأزرق في الغرب
تلعب نيفادا أيضًا دورًا مهمًا ضمن حسابات “الجدار الأزرق”. مع ازدياد عدد السكان من أصول لاتينية وأقليات أخرى، فإن الناخبين من هذه الفئات يميلون بشكل أكبر إلى دعم الديمقراطيين.
تركّز حملة هاريس هنا على قضايا تهم الأقليات، مثل توفير فرص العمل وتحسين حقوق العمال والرعاية الصحية.
على الرغم من أن ترامب يحاول استمالة أصوات الناخبين المحافظين في نيفادا، فإن التأييد الديمقراطي للأقليات قد يكون عنصرًا حاسمًا يضمن لهاريس دعم الولاية.
صوت إضافي قد يحسم السباق
تلعب الدائرة الثانية في نبراسكا دورًا رمزيًا ومؤثرًا في سيناريو “الجدار الأزرق”، إذ تمنح صوتًا انتخابيًا واحدًا يمكن أن يكون الفارق في حال تقارب النتائج.
نبراسكا توزع أصواتها الانتخابية بطريقة فريدة، حيث يُمنح صوتان للفائز على مستوى الولاية، بينما يُمنح كل من الدوائر الثلاث المتبقية صوتًا واحدًا.
كان بايدن قد فاز بالدائرة الثانية في انتخابات 2020، وحملة هاريس تسعى لتحقيق النتيجة نفسها، مما سيضيف صوتًا واحدًا إلى رصيدها ويقوي الجدار الأزرق.
تحديات الحفاظ على الجدار الأزرق
على الرغم من تقدمها الطفيف في هذه الولايات، تواجه هاريس تحديات كبيرة. أولاً، يبقى مستوى المشاركة الانتخابية أمرًا حاسمًا؛ إذ تعتمد هاريس على حشد قوي من الناخبين الشباب والأقليات، الذين كان لهم دور كبير في فوز بايدن.
كذلك، يمكن لحملة ترامب استغلال قضايا محورية مثل الاقتصاد وارتفاع التضخم لاستمالة الناخبين المترددين.
ثانيًا، تعتبر قضية الثقة في النظام الانتخابي تحديًا في بعض المناطق؛ فترامب والجمهوريون يواصلون التشكيك في نزاهة الانتخابات، مما قد يثبط بعض الناخبين عن التصويت، خاصة في المناطق الريفية التي تميل لصالح الجمهوريين.