فيما كان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يعلن من الكنيست عن "عصر ذهبي" جديد لإسرائيل، كان بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء، يجلس متوتراً ومُنهكاً، يبتسم دون أي إشارة إلى البهجة، وفق رصد تقرير لصحيفة "التيلغراف" البريطانية.
ورأت الصحيفة أن التوتر يأتي من موقف نتنياهو العالق بين ضغوط ترامب وتطرف حكومته، إضافة إلى اتهامات بالفساد وجرائم حرب، مع اقتراب انتخابات العام المقبل.
وإلى جانبه كان بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، الوزيران المتطرفان القوميان، اللذان يعتمد عليهما للحفاظ على حكومته، وهما يرفضان أي سلام ويسعيان لـ "إسرائيل الكبرى" التي تشمل غزة والضفة الغربية بالكامل.
وفي خطابه، أشاد ترامب بنتنياهو كـ"رجل عظيم" أدى "عملاً عظيماً" بالقوة العسكرية، لكنه حثه على ترجمة الانتصارات إلى سلام أبدي، قائلًا: "لقد فزتم... والآن حان الوقت لترجمة هذه الانتصارات إلى الجائزة الكبرى المتمثلة في السلام والازدهار".
يواجه نتنياهو معضلة حاسمة تحدد مصيره، بين أن يتبنّى رؤية ترامب كصانع سلام ليحقق "الخلود" التاريخي، أم يستمر في القتال ليواجه السجن أو المنفى.
ووفق "التيلغراف"، فإن الخيار الأول هو "الخلود"، حيث يمكن أن يُذكر نتنياهو كصانع سلام إذا أعاد ابتكار نفسه، كما قال ترامب: "سوف يتذكرك الناس بهذا أكثر بكثير مما لو استمررت في القتال".
لكن رفض نتنياهو حضور قمة السلام في مصر، رغم دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مدعياً عطلة يهودية، يشير بحسب "التيلغراف" إلى تردده في هذا الخيار، وأنه على الأرجح سيبقى "رهينة سموتريتش وبن غفير".
والخيار الثاني هو السجن، إذ يواجه نتنياهو محاكمة جارية بتهم الفساد، مثل "السيجار والشمبانيا" كما سخر ترامب، مقترحاً العفو عنه.
بعد إطلاق الرهائن، قد يبحث الإسرائيليون عن كبش فداء لأهوال الحرب التي قتلت أكثر من 67,800 فلسطيني، وسط استهجان شعبي لرئيس الوزراء. وإذا خسر الانتخابات، قد ينتهي به الأمر في السجن، خاصة مع انتقادات لفشله في منع 7 أكتوبر.
الخيار الثالث هو المنفى في ميامي، إذا تحولت الأمور ضده. وعادة ما تذكر هذه المدينة الكبرى في ولاية فلوريدا الأمريكية، كمصير لرئيس الوزراء الإسرائيلي، إذ يمتلك منزلاً هناك يقيم فيه ابنه، يائير.
وبعد 18 عاماً في السلطة، قد يتعزز موقف نتنياهو انتخابياً بإطلاق الرهائن، لكن اليمين قد يرفض تبعية إسرائيل لواشنطن، والشعب قد يسعى لإعادة بناء سمعة البلاد بعد عزلتها العالمية، وفق الصحيفة البريطانية.
ويبدو نتنياهو متمسكاً بالسلطة، بل تبدو صفقة إنهاء الحرب جزءاً من محاولة استعادة دعم الناخبين لولاية رابعة، لكن مع توقف القتال، قد تتحول الصدمة إلى محاسبة، مما يجعله أمام هزيمة رهيبة بدلًا من النصر، وفق "التيلغراف".