ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء

logo
العالم

شراكة المصالح.. كيف تحولت أوغندا إلى مختبر للأسلحة الروسية؟

قوات أوغنديةالمصدر: (أ ف ب)

في ظل العزلة الدولية التي تواجهها روسيا بسبب حربها في أوكرانيا، تعمل موسكو على توسيع نفوذها في أفريقيا من خلال شراكات عسكرية جديدة، كانت أبرزها مؤخرًا مع أوغندا. 

وبحسب موقع "أفريقيا ريبورت" فإن العلاقة بين البلدين لم تعد مجرد تبادل صفقات أسلحة، بل تحوّلت إلى شراكة استراتيجية قائمة على المصالح المتبادلة.

فبالنسبة إلى روسيا، تمثل أوغندا موطئ قدم مهمًا في منطقة البحيرات العظمى الغنية بالموارد، وممرًا سياسيًا واقتصاديًا لمواجهة النفوذ الغربي المتراجع في بعض الدول الأفريقية.

أما بالنسبة للرئيس الأوغندي يويري موسيفيني، الذي يحكم منذ عام 1986، فإن موسكو تمثل شريكًا يمنحه حرية حركة سياسية واستقلالًا عن ضغوط المانحين الغربيين.

أخبار ذات علاقة

منظومة الصواريخ الروسية إس-300

من كييف إلى كراكاس.. موسكو تنقل معركة الصواريخ إلى الفناء الخلفي لأمريكا

ويقول محلل أمني إقليمي للموقع إن "روسيا لا تبيع الأسلحة فحسب، بل تبني شبكة من الشركاء المخلصين"، في إشارة إلى أن هذه العلاقات جزء من استراتيجية موسكو طويلة المدى لتشكيل توازن قوى جديد في القارة السمراء.

ما الذي تكسبه أوغندا من الشراكة؟

في أكتوبر 2025، تسلّمت أوغندا معدات عسكرية روسية بقيمة 53 مليون دولار، شملت مركبات مدرعة من طراز IMR وشاحنات GAZ-66، ضمن صفقة تعكس اتساع التعاون العسكري بين الجانبين. 

وتُعدّ هذه المعدات حيوية لتحديث قوات الدفاع الشعبي الأوغندية، التي تشارك في عمليات مكافحة التمرد داخليًا وفي مهام حفظ السلام الإقليمية.

لكن المكسب الأوغندي لا يقتصر على الجانب العسكري فحسب، بل يمتد إلى تعزيز المكانة الجيوسياسية لموسيفيني؛ فالتعاون مع روسيا يمنحه فرصة لإظهار قدرته على المناورة بين القوى الكبرى، والتخفف من القيود السياسية والحقوقية التي عادة ما ترافق المساعدات الغربية.

ويقول محلل سياسي من كمبالا: "الأمر يتعلق بالاستقلالية الاستراتيجية. موسيفيني يبعث برسالة مفادها أن لديه بدائل عن الغرب، وأنه قادر على تنويع مصادر الدعم والدفاع".

أخبار ذات علاقة

تعبيرية

بقيمة 4 مليارات دولار.. صفقات عسكرية ضخمة توسّع نفوذ روسيا في أفريقيا

من جانب آخر، تستفيد موسكو اقتصاديًا من هذه العلاقة عبر فتح أسواق جديدة لتصريف معداتها العسكرية التي فقدت صلاحيتها في جبهات أوكرانيا، واستخدام أوغندا كمركز صيانة وتدريب إقليمي، ما يدعم صناعة الدفاع الروسية ويولّد لها عملات أجنبية.

تداعيات إقليمية ودولية أوسع

التقارب الروسي–الأوغندي لم يمر دون ردود فعل دولية؛ فقد أبدت الولايات المتحدة وعدة دول أوروبية قلقها من تزايد النفوذ العسكري الروسي في أفريقيا، خاصة في ظل نشاط مجموعات مثل "فاغنر" التي استخدمتها موسكو كأداة نفوذ في مناطق النزاع.

خيار كمبالا تعميق تعاونها مع موسكو قد يكون له كلفة، إذ يُحتمل أن تعيد الدول الغربية النظر في برامج مساعداتها الاقتصادية والإنمائية الموجهة إليها.

إقليميًا، يُتوقع أن يثير التحالف الروسي–الأوغندي ديناميات جديدة في ميزان القوى بشرق ووسط أفريقيا؛ إذ قد تسعى دول الجوار إلى إقامة شراكات أمنية بديلة لتفادي اختلال التوازن، ما قد يُشعل سباق تسلح غير معلن في منطقة البحيرات العظمى.

أخبار ذات علاقة

خلال عملية أمنية في إحدى مدن مالي

"سلاح الوقود".. حرب هجينة غير متكافئة تهدد غرب أفريقيا بسبب مالي

في المحصلة، يُجسّد هذا التقارب نموذجًا جديدًا للعلاقات الدولية في القارة الأفريقية: تحالفات مبنية على المصالح الآنية أكثر من الأيديولوجيا، وعلى حسابات البقاء السياسي أكثر من التزامات القيم. 

وطالما أن روسيا تبحث عن حلفاء وأوغندا عن النفوذ، يبدو أن هذا "الزواج الاستراتيجي" مرشح للاستمرار في المدى المنظور.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC