logo
العالم

سيناريوهات ما بعد "اللا اتفاق".. إلى أين تتجه الحرب الروسية الأوكرانية؟

سيناريوهات ما بعد "اللا اتفاق".. إلى أين تتجه الحرب الروسية الأوكرانية؟
مجندون أوكرانيونالمصدر: رويترز
30 أبريل 2025، 2:07 م

مع انقضاء 3 سنوات منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وتعثر المفاوضات تبدو معالم السلام أبعد من أي وقت مضى، إذ يُخيم شبح "اللااتفاق" بين موسكو وكييف وواشنطن.

أخبار ذات علاقة

وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو

بسبب عدم التقدم.. واشنطن تلوّح بإنهاء وساطتها بين روسيا وأوكرانيا

 وأعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن واشنطن ستتوقف عن تخصيص الوقت والموارد في هذا الملف إذا لم يُكتب لجهودها النجاح حال عدم إحراز تقدم خلال الأيام القادمة.

وبعد التهديدات الأمريكية، أعلن الكرملين أن العمل مستمر، مُلمحًا إلى استمرار المفاوضات بعيدًا عن الإعلام، وفي الوقت نفسه، تُواصل روسيا عملياتها العسكرية لزيادة الضغط على خطوط المواجهة، مستفيدة من الفجوة في الدعم الغربي في حال تراجع واشنطن.

وفي كييف، شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أن الخطوة الأولى لأي مباحثات هي وقف لا مشروط للأعمال العدائية، رافضًا ربط الهدنة بأي مناسبة رمزية.

واقترحت أوكرانيا هدنة مدتها 30 يومًا كحد أدنى لتهيئة الأجواء لمفاوضات جادة، إلا أن موسكو لم تتجاوب حتى الآن.

ومع تعقد المشهد الدبلوماسي بين التهديد الأمريكي والمراوغة الروسية والرفض الأوكراني، يبقى التساؤل الذي يشغل بال الجميع: ما السيناريوهات المتوقعة خلال الأيام المقبلة حال عدم الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الطرفين؟

فشل المفاوضات

مدير مركز «JSM» للأبحاث والدراسات، الدكتور آصف ملحم، قال إن روسيا بدأت فعليًا بتنفيذ خطط ميدانية تعكس استعدادها لاحتمال فشل المفاوضات مع أوكرانيا.

وأشار إلى أن موسكو وضعت موطئ قدم بشكل استراتيجي على الضفة اليسرى لنهر دنيبر تمهيدًا لاستكمال هجومها على الضفة اليمنى، بهدف السيطرة على كامل مقاطعة خرسون.

وأوضح ملحم، في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن القوات الروسية عززت كذلك تمركزها في الجبهة الشمالية، وبالتحديد في محيط مدينة كوبيانسك على الضفة الغربية لنهر أسكول، عبر السيطرة على قريتي ديفوريتشني ونوفوملينسك، في خطوة تعكس نية واضحة لتوسيع رقعة الاشتباك.

منطقة عازلة 

وأشار ملحم إلى أن روسيا تخطط لإنشاء منطقة عازلة في مدينة سومي، مؤكدًا أن هذه التحركات تُنفّذ على الأرض حاليًا، وتكشف عن جاهزية موسكو للسيناريوهات كافة، لا سيما في ظل غياب الثقة بالطرف الغربي.

وأضاف أن المؤشرات الحالية، ومنها الشروط التي تُعرض على موسكو، لا تدل على وجود نية حقيقية لتحقيق تقدم تفاوضي، مستشهدًا بإعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هدنة لمدة ثلاثة أيام بمناسبة عيد النصر، كدليل على محاولة إرسال رسائل حسن نية تجاه الولايات المتحدة والدول الأوروبية.

هدنة رمزية

وببين ملحم أن الهدن القصيرة التي يعلنها بوتين بين الحين والآخر تهدف لإظهار انفتاح روسيا على خيار السلام، لكنها في الوقت ذاته تشكل أداة لإثبات أن الطرف الآخر هو من يخرق الالتزامات. 

ورأى أن إعلان الهدنة لا يعني نية حقيقية لعقد اتفاق، بل قد يُستخدم لاحقًا كدليل على أن موسكو قدمت مبادرات سلمية لم تلق تجاوبًا من كييف أو من حلفائها الأوروبيين، وهو ما قد يدفع روسيا إلى تصعيد عملياتها العسكرية لدفع أوكرانيا نحو القبول بالشروط الروسية.

وأشار الخبير في الشؤون الروسية، إلى وجود تقارير تفيد بطلب الولايات المتحدة من اليونان نقل منظومات دفاعية من نوع باتريوت إلى أوكرانيا، معتبرًا أن هذا التحرك يشير إلى غياب الجدية الأمريكية في دعم مسار تفاوضي حقيقي.

الموقف الأمريكي

ومن وجهة النظر الأمريكية، قال السفير مسعود معلوف، الدبلوماسي السابق وخبير الشؤون الأمريكية، إنه في حال تعثر مسار المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، فإن الحرب مرشحة للاستمرار وربما تصبح أكثر عنفًا، مرجحًا أن توسع روسيا هجماتها لتطال مناطق جديدة، وربما العاصمة كييف.

وأضاف معلوف، في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن أوكرانيا ستواصل طلب المزيد من الدعم العسكري المتقدم من الدول الغربية، وأن الرئيس دونالد ترامب يركز على محاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وإذا فشلت هذه الجهود، فقد ينأى بنفسه عن الصراع برمّته، بل وربما يشعر أن الرئيس بوتين قد خذله شخصيًا.

وأشار معلوف إلى أن غياب أي حل سياسي قد يؤدي إلى اتساع رقعة الحرب، مستبعدًا في الوقت ذاته إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا، وإن توقع استمرار تزويدها بالأسلحة والمعدات المتطورة. 

أزمة واسعة

وحذر من احتمال حدوث أزمة إنسانية واسعة، مع تزايد أعداد اللاجئين وتدهور الأوضاع الاقتصادية في أوكرانيا وروسيا على حد سواء، ما سينعكس سلبًا على الأسواق العالمية.

وأكد أن حلف شمال الأطلسي "الناتو" سيواصل دعمه لأوكرانيا بشكل غير مباشر، تجنبًا لأي تصعيد قد يؤدي إلى مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا، وهو ما قد يُفضي إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة.

وأشار معلوف إلى أن أحد السيناريوهات المحتملة هو أن تتزايد عزلة روسيا دوليًا، رغم الانفتاح النسبي من إدارة ترامب، لافتًا إلى أن موسكو قد تعزز علاقاتها مع كوريا الشمالية وإيران، بينما تتسع الفجوة مع الدول الغربية.

السيناريوهات الأوكرانية 

وفي السياق ذاته، قال إيفان يواس، مستشار مركز السياسات الخارجية الأوكراني، إن فرص التوصل إلى اتفاق سلام تبدو ضئيلة، نتيجة غياب مقترحات مقبولة من الطرفين، مشددًا على ضرورة أن تضع أوكرانيا في حسبانها عدة مسارات محتملة.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

زيلينسكي: وقف روسيا إطلاق النار خطوة أولى لوقف الحرب

 وأوضح يواس، في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن السيناريو الأول يتمثل في وقفة استراتيجية، تتوقف خلالها الولايات المتحدة عن تقديم مساعدات جديدة، وخلال هذه المرحلة، ينبغي على أوكرانيا التركيز على تعزيز دفاعاتها وفتح قنوات تفاوض مع قوى دولية مثل الاتحاد الأوروبي.

أما السيناريو الثاني، بحسب يواس، فيقوم على غياب الدعم العسكري الأمريكي، مقابل تشديد العقوبات الاقتصادية على موسكو، وهذا المسار، في رأيه، قد يمنح أوكرانيا فرصة لاستغلال الأزمات الداخلية في روسيا لتحقيق تقدم ميداني أسرع.

السيناريو الأخطر

وأشار إلى أن السيناريو الثالث هو الأخطر، ويتعلق بتخلي الولايات المتحدة عن دعم أوكرانيا بالكامل، ما قد يدفع بقية الدول إلى السير على النهج ذاته، ويُضعف من موقف كييف ميدانيًا، لدرجة قد تؤدي إلى هزيمتها بسرعة، مما يعرض أمن دول البلطيق وبولندا لمخاطر جسيمة.

وأضاف يواس أن السيناريو الرابع -وإن كان ضعيفا- يعتمد على تصعيد الدعم الغربي بشكل كبير، وصولًا إلى مشاركة عسكرية مباشرة وتشديد العقوبات، الأمر الذي قد يسرّع إنهاء الحرب واستعادة أوكرانيا لأراضيها المحتلة منذ العام 2014. 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC