قالت صحيفة "التايمز"، إن رؤساء كوريا الجنوبية باستثناء الرئيس السابق مون جاي إن، كان لديهم إرث ملطخ بالفضيحة أو العنف.
وقالت الصحيفة، إن أحد رؤساء كوريا تم نفيه، وآخر تعرض للاغتيال، وحُكم على أحدهم بالإعدام، وتم العفو عنه لاحقًا، وقفز آخر إلى حتفه من أعلى جرف، و 4 قبل الرئيس يون سوك يول ذهبوا إلى السجن.
وأضافت أن "سقوط يون يؤكد اتجاهاً بارزاً، هو معدل الكوارث المرتفع بشكل غير عادي بين رؤساء كوريا الجنوبية".
فبعد 6 أسابيع من إعلان رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول الأحكام العرفية فجأة وبشكل أثار حالة من الارتباك والذعر، أصبحت أهمية تصرفه الاستثنائي واضحة.
وعلى حين فشلت المحاولة، كانت العواقب وخيمة على يون نفسه؛ وبعد عزله، الشهر الماضي، تم اعتقاله، الآن، للاشتباه في تمرده، وهي جريمة يعاقب عليها بالإعدام نظرياً.
وتساءلت الصحيفة عما إذا كانت محاولة الانقلاب الدستوري التي قام بها يون مجرد حماقة شخصية، أو سوء تقدير متهور من جانب زعيم فردي؛ أم أنها عَرَض لمرض أعمق وأكثر جوهرية في الثقافة السياسية في كوريا الجنوبية.
وعلى الرغم من أنه كان لكل من رؤساء كوريا الجنوبية أسبابه الفردية للعار، لكنهم جميعًا نشأوا من ثقافة سياسية شديدة الاستقطاب تنبع من الانقسام المؤلم لشبه الجزيرة الكورية إلى شمال شيوعي وجنوب رأسمالي، والذي أعقب مباشرة نهاية الاستعمار الياباني في العام 1945.
وفي حين يُعد من السهل على الديمقراطيات الأقدم أن تتخذ موقفًا متعاليًا تجاه الاضطرابات السياسية في الخارج، لكن كارثة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تظهر أن أي دولة يمكن أن تعاني من "انهيار عصبي" وطني.
ورأت الصحيفة أن أزمة كوريا الجنوبية الحالية أقل خطورة، إذ كان سببها الحكم الكارثي لرجل واحد، وهو يدفع، الآن، الثمن وفقًا للقانون.
وعلى الرغم من أن كوريا الجنوبية تنتظرها أشهر من الاضطرابات والصراعات، مع تطور محاكمة العزل والإجراءات الجنائية ضد يون، فإن النظام الذي بناه الكوريون الجنوبيون أقوى من الفرد الذي سعى إلى قلبه، ويمكنهم أن يفخروا بذلك.
وفي حين كانت البلاد خرابًا مزقته الحرب قبل 70 عامًا؛ وكانت ديكتاتورية قبل 40 عامًا، بنى الكوريون الجنوبيون دولة ثرية، وأنشأوا مؤسسات ديمقراطية قوية.
وأظهرت محاولة يون الانقلاب على الدستور مدى قوة الكوريين الجنوبيين؛ ورغم أنها أرهقتهم إلى أقصى حد، لكنها لم تكسرهم.