logo
العالم

مع تآكل النفوذ الغربي.. المجر ترسل مئات الجنود إلى تشاد

مع تآكل النفوذ الغربي.. المجر ترسل مئات الجنود إلى تشاد
رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان والرئيس التشادي محمد إد...المصدر: موقع "روفيدان"
31 أكتوبر 2024، 3:59 م

 تستعد المجر إلى إرسال المئات من الجنود إلى تشاد، في الوقت الذي يتآكل فيه النفوذ الغربي بشكل كبير في منطقة الساحل الأفريقي، إذ لا يزال الغموض يلف مصير القوات الأمريكية في "إنجامينا"، حيث أعلنت واشنطن عن قرب عودتها، فيما نفت الحكومة التشادية ذلك.

ورغم العثور على الملحق العسكري المجري، إيمري فيكاس كوفاكس، ميتًا في غرفته بالنزل في تشاد، إلا أن السلطات المجرية لا تزال تحتفظ بنحو 400 جندي، لمساعدة الجيش التشادي في مواجهة الجماعات المسلحة والإرهابية.

رأس حربة

وقبل أسابيع زار الرئيس التشادي، محمد إدريس ديبي إنتو، المجر، ورغم أن بودابست لم يكن لها حضور تاريخي في أفريقيا، إلا أن رئيس الوزراء المجري اليميني، فيكتور أوربان، يسعى إلى تعزيز العلاقات مع إنجامينا.

وحول سر التقارب بين تشاد والمجر، قال الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الأفريقية، عمرو ديالو: "من الواضح أن المجر تسعى إلى وضع تشاد كبلد رئيس في مواجهة الهجرة غير النظامية".

 وهذا أمر لا يمكن أن يتحقق إلا ببسط القوات الحكومية وحلفائها سيطرتهم الكاملة على الأراضي، والتقليص من حدة الفوضى، بما يمكن من مواجهة أباطرة الاتجار بالبشر، وفق ديالو.

وتابع ديالو في تصريح خاص لـ "إرم نيوز": "خلال زيارة ديبي، تم توقيع العديد من الاتفاقيات بين المجر وتشاد، ومن بينها تعزيز البعثة الدبلوماسية، وتقديم دعم واسع على مستوى الاستثمارات وغيرها، رغم أن المجر هي من أفقر الدول الأوروبية".

أخبار ذات علاقة

محمد إدريس ديبي

نفذتها وكالة الاستخبارات.. تزايد القلق في تشاد إثر موجة اعتقالات

 وشدد على أن "الأهمية بالنسبة للمجر هي الحد من الهجمات، وإنهاء حالة الفوضى، بما يتيح وقف تدفق المهاجرين صوب أوروبا".

وأنهى ديالو حديثه بالقول: "يمكن القول أيضًا إن المجر رأس حربة للقوى الغربية الساعية إلى العودة لمنطقة الساحل الأفريقي، ومحاولة استعادة نفوذها في هذه المنطقة الحساسة للغاية".

تدخل واسع

واضطرت فرنسا وقوى غربية أخرى إلى سحب جنودها وبعثاتها الدبلوماسية، بعد سلسلة من الانقلابات التي شهدتها دول، مثل: مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو، وهي دول صعدت بأنظمة عسكرية مناهضة للغرب.

ومن جهته، قال المحلل السياسي، قاسم كايتا "من الواضح أن المجر تقبل على انخراط وتدخل واسع في تشاد  التي يعتبرها "فيكتور أوربان" رئيس وزارء المجر، بوابة الساحل الأفريقي".

أخبار ذات علاقة

الرئيس المجري فيكتور أوربان

مواقفه تُغضب بروكسل.. هل أصبح أوربان "عبئاً" على الاتحاد الأوروبي؟

 وهي رؤية تصطدم بمقاربة فرنسية وأمريكية ترى أن موريتانيا هي الأحق بلعب دور متقدم في استعادة النفوذ الغربي، لكن في النهاية كلا المقاربتين مكملتان لبعضهما البعض، بحسب كايتا.

ويرى كايتا في تصريح خاص لـ "إرم نيوز"، أن"الغرب لن يتنازل بسهولة عن مواقعه التاريخية في الساحل الأفريقي، لذلك يبدو التدخل الواسع للمجر في تشاد، سيجعل الصراع على النفوذ يحتدم في المنطقة الغنية بثرواتها الباطنية على غرار الذهب، واليورانيوم، والليثيوم".

وأنهى حديثه بالقول: "السؤال المحوري هو هل هذه التدخلات شأنها شأن تدخل روسيا وتركيا وقوى أخرى، ستصب في مصلحة شعوب المنطقة أم لا؟، وأجاب: "في اعتقادي ما يهم هذه القوى هو مصلحتها أولاً، وليس مصلحة هذه الشعوب المقهورة".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC