رئيس الموساد يعتبر أن على إسرائيل "ضمان" عدم استئناف إيران لبرنامجها النووي
قرَّر الرئيس دونالد ترامب أن يضع يده على دفة الحزب الجمهوري، مع بقاء نحو 18 شهرًا على انتخابات التجديد النصفي لعام 2026، متدخلًا بشكل غير مسبوق في الحملة لضمان بقاء الجمهوريين في الكونغرس وحماية رئاسته من أي مسار محتمل للمساءلة وتوظيف الاقتصاد كحاجز ضد فقدان الدعم الشعبي.
وكشفت "رويترز"، أن ترامب، بعكس الرؤساء السابقين الذين ينتظرون غالبًا أسابيع أو أشهر قبل الانخراط المباشر، بدأ منذ الصيف الماضي بالاتصال بالمرشحين الجمهوريين وتحفيزهم على الترشح لإعادة انتخابهم بدلًا من خوض انتخابات سنوية أخرى أو محاولة الترشح لمناصب أعلى؛ بهدف تقليل الانقسامات الداخلية وتأمين مقاعد الحزب.
وبحسب مصادر فإن التدخل المبكر جاء بعد الانتخابات المحلية في 4 نوفمبر، التي أظهرت معاقبة الناخبين للجمهوريين بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة، وبحسب مسؤولين، أبدى ترامب غضبه في اجتماعات مع فريقه، مؤكّدًا على ضرورة أن يسيطر الحزب على رسالة «القدرة على تحمل التكاليف» وأن يُبرز النجاحات الاقتصادية التي حققتها إدارته، بما في ذلك خفض أسعار بعض السلع بعد إزالة بعض الرسوم الجمركية.
ويسعى ترامب إلى تسويق حزمة التخفيضات الضريبية التي أقرها الكونغرس الجمهوري، والتي يُتوقع أن تمنح دافعي الضرائب عوائد أكبر في إبريل المقبل، معتبرًا أن هذه الخطوة ستعزز شعور المواطنين بالتعافي الاقتصادي وتخفف من غضبهم تجاه التضخم.
ويرى محللون أن ترامب يواجه تحديات ملموسة؛ فقد انخفضت نسبة تأييده إلى 38% وفقًا لاستطلاع حديث؛ ما يرفع المخاطر على قدرة الجمهوريين في الحفاظ على السيطرة على الكونغرس، وهو ما قد يفتح الطريق أمام الديمقراطيين لإعادة فتح ملف المساءلة للمرة الثالثة خلال ولايته.
وفي مواجهة هذه المخاطر، يسعى ترامب إلى تعبئة القاعدة الانتخابية وتقليل المخاطر على الحزب، من خلال توجيه المرشحين، وتقديم الدعم المبكر لهم في السباقات الحاسمة، والتأكيد على الرسائل الاقتصادية كأداة لحشد الأصوات، وحتى الآن، أشرف ترامب على الترشيح المبكر لما لا يقل عن 16 مرشحًا لمجلس الشيوخ و47 للنواب، وهو رقم غير معتاد في مثل هذه المرحلة المبكرة من الدورة الانتخابية.
وبينما يرى الجمهوريون هذه الخطوات ضرورية لحماية الحزب والرئاسة، فإن الديمقراطيين يرونها فرصة لتعزيز مشاركتهم، معتبرين أن ظهور ترامب بشكل بارز في الحملة سيذكّر الناخبين بالقرارات الاقتصادية والسياسات المثيرة للجدل التي اعتمدها خلال ولايته؛ ما قد يدفع بعضهم للتصويت ضد الجمهوريين في 2026.
ويعتقد مراقبون أن دور ترامب لا يقتصر على مرشح أو حزب، بل يحول الانتخابات النصفية إلى معركة مباشرة على رئاسته، حيث يلتقي الدفاع عن النفوذ الجمهوري مع حماية مكتسباته السياسية والشخصية في آن واحد.